صدى الارز

sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

عن ماكرون المستفز ّ … و اليسار الجديد و استبدال القيم بالمصالح …

مستغرب هذا الإصرار غير المسبوق لرئيس دولة عظمى كفرنسا على الدخول في زواريب السياسة اللبنانية ووحولها ، و المستغرب أكثر هذا الجنوح و التطرف بتبني خيار يرفضه أغلب اللبنانيين و بشكل خاص المسيحيبن و محاولة فرضه بالقوة و بفوقية مقيتة عليهم …

كثر لم يفهموا حتى الآن لما غاص ايمانويل ماكرون عميقاً في الوحول اللبنانية و كثر لم يفهموا هذا الإصرار الغريب منه و الذي يحمل في طياته بوادر كسر ارادة فئة لبنانية كبرى لمصلحة فئة أخرى ، ذلك الإصرار على الاستمرار بخيار أصبح واضحاً انه من شبه المستحيل إمراره داخلياً أو حتى اقليميا و دولياً …

لنفهم ما يجري علينا أن نعود الى بدايات صعود ما سمي باليسار المستجد في دول العالم الحر و الذي لا يشبه بأي شكل من الأشكال اليسار التقليدي المعروف لنا جميعاً ، فما هو هذا “اليسار” و هل هو حقاً يسار ام انها مجرد تسمية فارغة لا تحمل شيئاً في مضمونها من اليسار السياسي العالمي ؟؟

منذ سنوات و نحن نشهد موجة جديدة داخل مجتمعات دول العالم الحر ، هذه الموجة التي يمكن تسميتها بالتيار السياسي الجديد حتى لو تلطّى جماعته بأحزاب كبرى كالحزب الديمقراطي الأميركي و إخوته في الدول الأخرى فمن هم هؤلاء ؟؟

تُجمع الكثير من التقارير في العالم أن كارتيلات ضخمة تضم شركات كبرى ، تلك الكارتيلات التي كانت في الظل لسنوات طوال و حاولت الاستفادة بطرق غير مباشرة من سياسات الدول لتحقيق مصالحها ، قررت منذ حوالي العقدين و نيف الدخول مباشرة في المجال السياسي من خلال تأمين الدعم لأشخاص و مجموعات يتبعون لها مباشرة و إيصالهم الى السلطة ليكونوا في خدمتها بشكل كلي و مباشر و لينفذوا بالتالي تعليماتها و خططها التي يمكن ان تتضارب في أحيان كثيرة مع مصالح الدول ..

هذا الدخول العلني و المباشر تجلّى بشكل واضح و فاقع من خلال الولايتين الرئاسيتين لباراك أوباما ، ذلك الرئيس الذي فقدت الولايات المتحدة معه الكثير من وهجها و حضورها و سطوتها في العالم ، و ما إصراره على توقيع الإتفاق النووي مع طهران تحت أي ظرف و بأي شروط تقريباً سوى الدليل الواضح على طاعته العمياء للكارتيلات التي أتت به و تنفيذه سياستها و مصالحها حتى لو كانت على حساب مصالح اكثر أهمية للولايات المتحدة و حلفائها التاريخيين في العالم …

هذا ما رأيناه في فرنسا أيضاً و بشكل أكثر وضوحاً مع وصول إيمانويل ماكرون على حساب اضمحلال الإشتراكيين بشكل خاص، هو الآتي أصلاً من رحم اليسار المنهار في فرنسا ، فلو تمعنّا قليلاً لوجدنا أن الكتلة اليمينية حافظت على قوتها رغم تشتت اصواتها بين احزاب يمينية متفرقة و لوجدنا أيضاً أن حزب ماكرون استطاع أن يرث اليسار إضافة الى كل المتضررين من سياسة الأحزاب اليمينية في فرنسا ليصل الى السلطة …

اذا و بالشكل ماكرون يمكن ان يُحسب على الجناح اليساري في فرنسا كما حُسب أوباما على الديمقراطيين في أميركا و لكن و في المضمون هو الإبن الشرعي لمجموعة الكارتيلات المالية والتي قررت دخول السياسة الفرنسية بشكل مباشر و الإتيان بأشخاص يطيعونها و ينفذون تعليماتها و من هنا رأينا تمايز ماكرون الدائم في سياساته تجاه طهران عن سائر دول الإتحاد الأوروبي و تقرّبه الدائم منها طمعاً بمكاسب لاحقة لتلك الكارتيلات بعد رفع العقوبات عن نطام الأئمة الإيراني …

من هذا المنطلق فقط يمكن فهم ما يفعله هذا الرجل في الملف اللبناني و خاصة لجهة تبنيه المطلق لوجهة نظر محور ايران و “الاستقتال” في تسويقها عربيا و عالمياً ، حتى اصبحنا غير قادرين على التمييز ان كان ما يفعله هذا الرجل هو سياسة فرنسية في الشرق الأوسط أو سياسة إيرانية تنفذ بأيادٍ و أدوات فرنسية !!!

ففي صفقة الرئاسة اللبنانية و رغم ادراكه لاستحالة السير بها أولا لرفض القسم الأكبر من القوى في الداخل اللبناني لها و امتلاك تلك القوى القدرة على التعطيل و ثانيا للرفض السعودي المطلق لهكذا مبادرة و ابلاغ الفرنسيين بذلك ، فلما هذا الإصرار اذاً ؟؟

كلنا سمعنا في الآونة الأخيرة عن صفقات تمت في باريس رعتها شركات نافذة و رجال أعمال كبار و كلنا سمعنا و قرأنا عن تعهدات بتقديم استثمارات لفرنسا بالمليارات خلال العهد الجديد في لبنان بموضوع النفط و المرفأ و المطار و المصارف و غيرها لقاء إيصال شخصية من محور الممانعة الى الرئاسة ، هذه هي بالتحديد الصفقة الرئاسية المغلفة بشعارات طنانة و رنانة لا علاقة لها فعلياً بانتخابات رئاسية او بتوافق لبناني أو سياسات اصلاح مطلوبة لإنقاذ لبنان لا بل هي امعان في الفساد و السمسرات و استمرارٌ بسياسة قضم كل ما تبقى من لبنان و تقديمه للغرباء لقاء مطامع و احلام سلطوية معروفة …

ربما تعامل ماكرون بسذاجة او بخبث مع الملف اللبناني ، لا ندري ، و ربما لم يقرأ جيداً المتغيرات في بلدان الخليج العربي و الجيل الجديد الذي تسلم الحكم هناك و اعتقد أن ما كان يصلح في زمن مضى يمكن تطبيقه أو تمريره اليوم !!! و ربما الغرور و العنجهية دفعاه الى الاعتقاد أنه و بمجرد ابرام صفقة ما ، بإمكانه إخضاع الجميع في الداخل اللبناني و اجبارهم على السير بها ، و حتماً ستثبت الأيام انه كان مخطئاً في كل الحالات …

لن نغوص اكثر في تفاصيل تلك الصفقات المقيتة و المعيبة لكننا نكتب هذا الكلام لنقول شيئاً واحداً :

الغرب الذي عرفناه و أحببناه و تبنينا قيمه و مبادئه و صدقناها رغم بعض الأخطاء التي ارتكبت لم يعد كما هو مع هؤلاء اليوم ، و هذا الغرب تحديداً ( العالم الحر) بدأ يخسر نفوذه و يتراجع رويداً رويداً أمام التنين الصيني بسبب سياسات تلك الكارتيلات التي اتت بأزلامها الى السلطة من الولايات المتحدة الى بعض اوروبا ، هؤلاء الذين يبصمون على اجنداتها الخاصة دون تفكير و بمعزل عن مصالح دولهم و سياساتها البعيدة المدى في العالم .

سيستمر هذا العالم الحر بالتراجع و وبما سينتهي بأفول نجمه نهائياً ان لم تستدرك مجتمعاته ما يحصل و تنتفض على تلك الكارتيلات الشيطانية و تعزلها أو أقله تعيدها الى حجمها الطبيعي الذي لا ينافس مصالح الدول أو يتخطاها كما يحصل الآن ، فمن يستطيع مثلاً ضمان ان تلك الكارتيلات لن تتفوق مصالحها مع الصين على مصالح بلدانها و تدفعها تلك المصالح بالتالي للعمل على توسعة النفوذ الصيني مقابل اضعاف نفوذ دول العالم الحر ؟؟

مشكلة الغرب اليوم ليست مع اخصام خارجيين  … مشكلته داخله … مشكلته هي مع نفسه و في الداخل مع الشركات المنتفخة و المتضخمة و التي اعتبرت نفسها أكبر من البلدان و قدمت مصالحها على مصالح بلدانها و علاقاتها في العالم و هذا الذي لا يمكن أن يستمر لأنه عاجلاً أم أجلاً سينهي ما تبقى من دول حرة و متقدمة في عالمنا و سيفتح الباب على مصراعيه أمام التنين الصيني ليحكم الكرة الأرضية على حساب قيم و مبادئ أحرار هذه الأرض …

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading