صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

للأحزاب المسيحية الحقيقية و بمحبة .. الى متى السكوت على انتهاك حقوق مجتمعكم و تدميره ؟

بقلم : شربل نوح - كثيرة هي هموم البلد و من ضمنها هموم الأحزاب المسيحية طبعاً و لكن ما يحدث منذ اتفاق الطائف حتى اليوم من استهداف مبرمج للمجتمع المسيحي لم يعد مقبولاً السكوت عنه بأي حال من الأحوال خاصة بعد الإنهيار الإقتصادي المدمر لأنه لامس حدود الخطر و ما أبعد من الخطر بكثير .

ربما جاء كلام أحدهم عن الحقوق من منطلق مصلحي ضيق و ربما للمتاجرة و ربما لألف سبب و سبب بعيد عن المصلحة الفعلية لهذا المجتمع و هو الذي اعتاد المتاجرة بأمور كهذه لكن و في المضمون هل هذا الكلام غير صحيح أو أنه يعبر عن حالة معينة وواقع معاش يعاني منه المسيحيون منذ زمن و لم يعد مقبولاً ؟

إن أرادت الأحزاب المسيحية التي تعبِّر فعلياً عن نبض المسيحيين و المؤتمنة حقاً على حضورهم و وجودهم منع البعض من استغلال موضوع الحقوق و المتاجرة به عليها العمل على مواجهة هذا الموضوع بدل التلهي بالجدالات العقيمة مع تجار تلك الحقوق و من هنا تأتي بعض الأسئلة ؟

هل يعاني مسيحيوا لبنان أقله منذ اتفاق الطائف في مناطقهم من الصيف و الشتاء تحت السقف الواحد أم لا ؟ ماذا فعلت أحزابهم مع عودتها بعد ثورة الأرز لمنع هذا التمييز بحقهم بعيداً عن الشعارات و الكلام المنمق ؟

أين تطبق القوانين بحذافيرها أو بصراحة دون وجه حق و باستنسابية فاقعة ؟ اليس في مناطق المسيحيبن فقط ؟ ماذا فعلت قياداتهم و أحزابهم لتصويب هذا التعامل و لتطبيق القوانين كما هي لا باستنسابية أولاً و ثانياً ليشمل هذا التعامل جميع المناطق و المواطنين بدل استهداف مناطق المسيحيين به فقط و الأمثلة كثيرة لا تعد و لا تحصى من مخالفة قانون السير الى جباية الضرائب و ما بينهما ؟

ماذا فعلت الأحزاب المسيحية بموضوع الضرائب و التي تثقل كاهل المسيحيين و يدفعونها وحدهم تقريباً عن لبنان كله مقابل عدم الإستفادة بأي خدمات لهم ؟ هل دعت مثلاً المواطنين للإمتناع عن دفع الضرائب حتى تدفع المناطق الأخرى و أمنت لهم الغطاء السياسي اللازم لذلك ؟

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

من استفاد و يستفيد من أغلب الخدمات العامة في لبنان و ماذا فعلت كل أحزاب المسيحيين و قياداتهم لتحسين هذا الوضع ؟

الأحزاب المسيحية تدرك بالطبع ما يجري في كل الإدارات العامة تقريباً من وزارة المال الى الجامعة اللبنانية و ما بينهما ، هل حركت ساكناً أقله لإيقاف الأمور عند حد معين قبل فوات الأوان و إفراغ الإدارات العامة من الحضور و الوجد المسيحي داخلها أو أقله إضعافه الى أقصى الحدود و ما صرخة الأب طوني خضرا و غيره سوى الشاهد على ما يجري ؟

لم يعد كافياً أن تطلب القيادات الكبرى من مجتمعها التزام القواتين و السير مستقيمين وسط هذا البحر الهائج من الفاسدين الملتوين ، فلا يمكن لأي أحد العيش وسط بؤرة ملوثة دون أن يتلوث و لو قليلاً إذا اردنا أن نكون منطقيين و صادقين مع أنفسنا و شعبنا !!

النظريات و الأشعار لم تعد تنفع و ما كسبته الأحزاب المسيحية اليوم ستخسره حتماً غداً إن استمرت بترك مجتمعها وحيداً مستهدفاً دون أي حماية سياسية بحجة التزام القوانين و بناء الدولة و سط هذا الكم الهائل من التحلل و التفكك الذي نعاني منه .

لقد شبع المسيحيون من الشعارات الطنانة و الرنانة و هم بحاجة اليوم لحماية سياسية من قادتهم و مسؤوليهم تساعدهم على تعديل ميزان القوى المختل قبل أن يكفروا بكل شيء و يرحل من بقي منهم في لبنان الى غير عودة .

نكتب هذا الكلام محبة بأحزاب كالقوات و الكتائب و الأحرار و أمثالهم و خوفاً عليهم و على مجتمعهم لا ذمّاً بهم لا سمح الله ، هو كلام صادق للفت النظر لأن الوضع لم يعد يطاق ، فقد حوّل البعض مسيحيي لبنان و بطريقة غير مباشرة الى أهل ذمة في بلدهم كل دورهم دفع الجزية المقنعة للآخرين دون ان ينبثوا ببنت شفة و هذا ما على تلك الأحزاب تغييره قبل أي شيء آخر و قبل فوات الأوان .

أخيراً و بمحبة ، ما حققتموه أمس و اليوم من مكاسب ستخسرونه غداً و بسرعة قياسية إن لم تبادروا الى وضع حدّ لهذا الاستهداف المدمر لمجتمعكم و ناسكم ، عليكم إيقاف سياسة الصيف و الشتاء تحت السقف الواحد و عليكم إعادة الإعتبار لدور مجتمعكم و مساواته بالآخرين أقله من ناحية الحقوق و الواجبات ، من هنا تبدأ طريق العودة الى الدولة و لبنان لا من أي مكان آخر و إلا فلنحزم جميعاً الحقائب و لنغادر أرض الأجداد قبل أن نتحول من أهل دمة مقنعين الى ذميين فعليين .

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading