صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

ورد الخال لـ «الراي الكويتية»: أشعر بالغصة… ولا شيء يحصل في المهنة ببراءة

لا تبدو الممثلة ورد الخال في أفضل أحوالها عندما تتحدّث عن المهنة وهمومها و«المخططات» التي تتحكّم بها حيث تُهَيْمِنُ المصالح على كل شيء.

الخال «فضفضت» في هذا الحوار مع «الراي» عن واقع فن التمثيل في هذه المرحلة.

• ما العتب الذي يقف وراء الرسائل التي تنشرينها عبر حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟

– أريد أن أقول إن الإنسانيةَ انعدمتْ ولم يَعُدْ لها وجود في الوسط الفني. الإنسان تخلّى عن إنسانيته ولم يعد هناك مكان للمحبة والرأفة، وتحصل في الساحة الفنية معارك كالتي تحصل في الحروب. الساحة كلها معارك وضغائن وقبح، وهذا ما أشعر به وما ألمسه من خلال متابعتي للسوشيال ميديا.

• هل يمكن أن تحددي كلامك بشكل أكثر دقة ووضوح؟

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

– فنياً، نحن في حالة تَراجُعٍ واضحة في المهنة، لأن الدراما اللبنانية اختفتْ، والممثلين اللبنانيين لا وجود لهم واتجهوا للعمل في مهن أخرى، والتمثيل في حالة انقراض. نحن ننتظر لفترة طويلة حتى يصل العمل الذي يناسبنا ولا نعرف متى يمكن أن يصل، في حين أننا نشعر بأننا يجب أن نعمل وأن نتحرك، هذا فضلاً عن قلة التقدير التي تترافق مع التراجع في المهنة.

• هل تتحدثين هنا عن المُنْتِجين؟

– بل عن كل شيء. هناك نكران للجميل في كل شيء، ومن اتجاهات عدة. ويبدو أن النجاح بات مرعباً ومخيفاً، وصرنا نتمنى ألا ننجح في أعمالنا. لقد انقلبتْ الأمور، وصرنا نتمنى الفشل، لأن الناجح يشكل مصدر خوفٍ للآخَرين ويتعرّض للمحاربة من أماكن عدة وتتعقّد الأمور.

• وهل نجاحك في مسلسل «للموت 3» كان ضدّك؟

– لم يكن ضدّي، ولا أنكر أن النجاح كان جميلاً وأفْرحني، ولكنه ليس النجاح الأول لي. والمشكلة أن نجاح كل عمل لي يشكل خوفاً إضافياً عندي بسبب نوعية الأدوار التي تصلني، لأنني لا يمكن أن أقبل بأي دور. والنجاح يخيف حتى صاحبه، ومَن لا يعرف كواليس المهنة ينتظر مني دوراً بأهمية دور «كارما» الذي قدمته في «للموت 3» أو دوراً أهمّ منه. وهذا الأمر مخيف من كل الجهات، ممن يعرض عليّ الدور ومَن يعملون في المجال والذين يترصدّونني، كما أنه يخيفني شخصياً لأنني «أنتظر غودو».

• ولكن المنطق يقول إن المُنْتِج الذي يريد أن يقدم عملاً قوياً يفترض به أن يتعامل مع ممثلة بقيمتك وكفاءتك؟

– بعض المُنْتِجين يعملون وفق ما تمليه عليهم مصالحهم، وهم لا يختارونني لدور معيّن بناء على نجاحي، بل بناء على ما تقتضيه مصالحهم، وإذا كانت هذه المصلحة تفرض عليهم أن يعملوا من أجل أن يُبْرِزوا فنانة معينة على حسابي، فإنهم لا يتردّدون في تركي جالسة في بيتي ولا يهتمون لعرض دور جميل عليّ. هناك سياسة معينة تُعتمد في المجال الفني، ولا يعتقد أحد أن أي شيء في المهنة يحصل بسذاجة وببراءة، بل هو مخطَّط له كما يحصل في أي مجال آخَر. هناك سياسة معينة تعتمدها المحطات والمُنْتِجون والممثلون.

• وهل الهدف من هذه السياسة هو العمل من أجل إبقاء أسماء معينة في الواجهة؟

– الأمر ليس كذلك، بل يعود إلى أن عدد المُنْتِجين الذين يقدّمون أعمالاً ذات نوعية عالية قليل جداً، ما يجعل أي شيء متعلق بالمهنة محدودا جداً ويؤدي إلى حصول خطأ، بمعنى عدم التنوّع في الوجوه التي تَظهر في الدراما، بل تكرارها من عمل إلى آخَر وتغييب بعض الأسماء عن الشاشة، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة الدراما.

• لكن الدراما تقوم اليوم على اجتماع مجموعة من النجوم في عمل واحد؟

– هذا صحيح، ولكن ثمة حاجة إلى وجود أعمال تضم كل هؤلاء النجوم في عمل واحد. وهل يوجد كاتب يستطيع أن يكتب عملاً يَجمع مجموعة من النجوم؟ وهل هناك قدرة عند المُنْتِج لتأمين الأجور لهم وما الأعمال التي تشتريها محطات التلفزيون والفضائيات؟ هذا عدا المنصات التي تفضّل الأعمال المؤلفة من عدد قليل من الحلقات. هي سلسلة مترابطة، حلقاتُها متصلة ببعضها البعض. ما يحصل غريب وعجيب، والوسط صعب جداً ولا أحد يعرف من أين يتلقى الضربات. المشكلة بالنسبة إليّ ليست مادية وحسب، بل هي تتعلق بشغَفي الذي بدأ يَخْفُتُ مع الوقت.

• يبدو أن حماسك كممثلة قد تراجع؟

– بل إن الحماس موجود، ولكنني أشعر بالغصّة لأنني أملك كفاءة عالية جداً وطاقة كبيرة ونشاطاً، ولكن لا توجد إمكانية لتفجيرها بسبب عدم وجود عمل يوازيها ويستحقّها. التحدي ضعيف جداً ولا توجد كمية من الأعمال التي تَسمح للممثل بالاختيار بينها، في حين أن أكبر متعة عند الفنان هو أن تصله مجموعة من النصوص فيشعر بالحيرة عند الاختيار بينها. اليوم نحن ننتظر عامين أو ثلاثة كي يصل النص المُناسِب، وفي حال توافر هذا النص يجب أن ننتظر من بعده ثلاث سنوات كي يصل نص آخَر مناسب، هذا فضلاً عن الحروب والظروف الصعبة التي نمر بها.

• وهل تفكرين بالعمل في مجال آخَر بعيداً عن التمثيل؟

– طبعاً، ولكن يجب أن أفكر قبل كل شيء بنوع العمل الذي يمكن أن أختاره لنفسي. كل أنواع الأعمال يوجد منها الكثير، وأنا بحاجة إلى فكرة عمل جديدة تشبهني وتكون مختلفة كي أتمكن من الاستمرار فيها، هذا عدا عن الوضع العام غير المستقرّ في لبنان والذي لا يسمح لنا بالمجازفة. فنحن نعيش حالة من الخوف الدائم ولا نعرف متى يمكن أن تقصفنا إحدى الطائرات الإسرائيلية.

• وكيف هي الأوضاع بالنسبة إلى شقيقك يوسف الخال؟

– ما قلتُه يَسْري على الجميع، خصوصاً الذين لا نراهم على الشاشة.

• هو غاب في عزّ نجوميته؟

– هذا صحيح، والكل يتحدث عن هذا الموضوع، واسمُه يتردد على كل الألسنة في كل المقابلات، وجميع الممثلين العرب واللبنانيين والمخرجين يأتون على سيرته ويتساءلون عن سبب غيابه. وهذا يؤكد أن الناس لا ينسون الفنان بالرغم من رهان الكثيرين على تغييبه وجعْله منسياً. وأنا سمعتُ ذلك بأذني عن طريق أحد الأشخاص الذي أَخْبَرَني أن البعض يَعتبرني منسيّة ويجب أن أشكر الله إذا أُتيحتْ لي فرصة عمل، وأنا أقول إن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل لفنانة مثلي تركتْ بصمةً منذ 30 عاماً، خصوصاً أنهم يظنون أنهم يمكن أن ينجحوا في مسعاهم إذا قاموا بالتعتيم عليّ. الفنان الذي يحفر اسمه بالصخر ويملك قاعدة شعبية عريضة لا يمكن أن ينساه الناس، وغيابه يشكل نقصاً في المهنة. وهذا الأمر ينطبق على شقيقي يوسف وأي ممثل تعبَ على نفسه في المهنة، وأنا أنصحهم بالاقلاع عن فكرة تغييب الفنان كي ينساه الناس، خصوصاً إذا كان مُبْدِعاً ولديه رصيد كبير من الأعمال الناجحة.

• هل يعمل يوسف في مجال آخَر؟

– بل هو مُنْهَمِك بعمله المسرحي. يوسف يحبّ المسرح وكل ممثل حقيقي يتمنّى أن يشارك في عملٍ مسرحيّ، لأن المسرح «يفش خلقه» ويجعله في احتكاك مباشر مع الناس.

• وبالنسبة إلى زوجته نيكول سابا؟

– نيكول تعمل في مصر، والأبواب مفتوحة دائماً أمامها هناك وهي تقصدها بشكل مستمرّ لإحياء الحفلات.

• وبالنسبة إليك هل وَصَلَتْكِ عروضٌ لم تعجبك أم أن العروض محجوبة عنك؟

– تلقيتُ اتصالاً قبل مدة من أجل عملٍ ولكنهم لم يعاودوا التواصل معي، وأظن أنه لم يتم تنفيذ هذا المشروع وربما تم تأجيله. حالياً، لا توجد عروض يمكن التحدث عنها ولا مشكلة عندي في أن أقول ذلك.

• هل أنت متشائمة؟

– لا أحب أن أكون متشائمة.

• مع أنه سبق أن مررتِ بظرف مماثل قبل أعوام عدة؟

– الوضع على هذه الحال دائماً. وَضْعُنا غير مستقرّ وغير صحي. وأنا كفنانة لا أعيش بوضع صحي فنياً، وكثيرون مثلي، وكلنا نمر بوضع مأسوي فنياً وإنتاجياً.

• هل لديك مشكلة مع الدراما التركية العربية؟

– لا مشكلة لدي معها وأحب أن أخوض تجربةً من هذا النوع ولست ضدها، لأن الممثلين العرب تفّوقوا على الممثلين الأتراك في بعض الأعمال.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading