صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

هكذا يبرر بعض “السياديين السابقين” الانقلاب على خياراتهم بعد اعتقادهم أن العرب سلّموا لبنان للممانعة !!!

بقلم : شربل نوح - نسمع في الآونة الأخيرة أحاديث و تحليلات من بعض قادة الرأي خاصة عند طائفة لبنانية كبرى و هم الذين كانوا يُحسبون سابقاً على الخيار السيادي ، نسمع من هؤلاء كلاماً غريباً عن عدم حصر مشكلة لبنان بحزب الله وحده و عن الصراع بين المسيحيين و الشيعة و تحييد الآخرين عنه و غير ذلك من الكلام الذي أقل ما يقال فيه أنه سخيف و ممجوج و يثير الإشمئزاز و هو يأتي في سياق تبرير الإستسلام لمحور إيران و إعلان الهزيمة أمامه مع ما يستتبعه ذلك من تقديم أوراق اعتماد للمنتصر من المستسلمين ، تماما كما حصل زمن الإحتلال السوري .

تأتي هذه اللغة المستجدّة في خطاب هؤلاء في سياق السياسة العربية الجديدة بعد التفاهم مع إيران ، هذا التفاهم الذي و في الظاهر ربما يدلّ على أن العرب سلموا لبنان فيه لإيران و تخلوا عنه كلياً و يعملون اليوم على إيجاد المخارج المناسبة لفك ارتباطهم بحلفائهم السابقين بعد ان استعملوهم في صراعهم مع المحور عند حاجتهم لهم .

أما الذين يُحسبون تقليدياً على خيار هؤلاء العرب فقد بدأوا انعطافتهم منذ توقيع التفاهم الإيراني – السعودي و هم يجهدون لإيجاد التبريرات و المخارج اللازمة لذلك لاعتقادهم بصحّة ما ذكرنا .

ما يحزن و يثير الإشمئزاز في حالة هؤلاء هو التالي :

عندما يستسلم أحد لقوة أخرى يستسلم بخجل و خفر لا كما يفعلون هم ، انهم يستسلمون لحزب الله و إيران و بنفس الوقت يسدون النصائح للذين ما زالوا في الخيار المناقض و يحاولون توجيههم نحو خيار الرضوخ لا المقاومة ، تماماً كما فعلوا زمن الوصاية عندما ارتموا بأحضانها و تعاونوا معها لضرب إخوتهم في الوطن .

المؤسف أن هؤلاء لا يخجلون من أنفسهم و لا من ماضيهم البعيد الذي غلّبوا فيه دائماً مصلحة القوى الإقليمية على مصلحة ما يفترض أن يكون وطنهم ، فبعد ان كنا اعتقدنا ان ثورة الأرز غيّرتهم عدنا لنرى اننا كنا مخطئين و أن هؤلاء متساوون مع جماعة المحور في التصرف و التبعية العمياء للخارج .

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

لهؤلاء بعض النصائح :

العرب و على رأسهم السعودية دول لديها مصالح كبرى و لا يهمها لبنان بشيء ، و ليس مستغرباً أن يسلموه اليوم لإيران فهم سلموه سابقا للأسد و قبلها لمنظمة التحرير ، هم دول لا مصالح لهم عندنا ، و لديهم الكثير من المشاكل مع هذا الوطن الصغير لما سببه لهم من صداع و للخسائر المادية التي تكبدوها فيه دون جدوى و لرهاناتهم الخاطئة أيضاً داخله .

المملكة اليوم متفقة مع إيران و لكنها غداً ستختلف معها ربما ، و هذا هو المرجّح فماذا ستفعلون حينها ؟ هل ستظلون أدوات يحركهم الخارج في صراعاته الكبرى التي لا تأخذ مصالحكم أصلاً بعين الإعتبار و لا يهمها أمركم بشيء ؟ و أين ستصطفون عندما يعود هذا الصراع ؟ هل ستعودون الى خياراتكم التي تتخلون عنها اليوم ؟

بعض العرب صالحوا بشار الأسد رغم كل ما فعله و تخلّوا عن الشعب السوري بغفلة من الزمن رغم كل مآسيه و آلامه عندما اقتضت مصلحتهم ذلك ، فما الذي سيمنعهم من التخلي عنكم أيضاً عندما تقتضي مصالحهم العليا هذا الأمر ؟

انتم لستم أكثر من بيادق بالنسبة اليهم و وقود في صراعاتهم الكبرى و عليكم أن تعوا ذلك جيّداً ، فاحترموا انفسكم قليلاً و كفّوا عن الإنبطاح أمام من لا وجود لكم في مفكرته و عقله ، ربما بعض قياداتكم مدينة لهم بوجودها السياسي و لكن ليس مجتمعكم كلّه ، انتم مدينون لوطنكم بوجودكم و لا أحد سواه .

بدل تعيير الوطنيين الثابتين على خياراتهم منذ عشرات السنين و المقاومين في سبيل بقاء لبنان وطناً حراً آمناً لكل أبناءه عليكم الخجل من أنفسكم  و العمل لتحسِّنوا صورة مستقبلكم بالثبات على موقف وطني واضح علّ التاريخ عندما يروي قصة الأحرار في لبنان يشفع بكم و يصنِّفكم بين هؤلاء بدل وصمكم بصفات تخجل بها كتب التاريخ و كل أجيالكم الآتية .

إن أردتم الإنقلاب على خياراتم فهذا شأنكم و لا دخل لأحد به و لكن لا تحاولوا التهجم على الإخرين و نكىء بعض الجراح لتحييد الانظار عما تفعلونه اليوم .. و إن اعتقدتم أن كل الناس أغبياء و لم ينتبهوا الى ” تكويعتكم” المفضوحة فأنتم الطبع مخطئين لأن أغلب اللبنانيين لم يخدعوا بكم أصلا” و هم توقعوا منذ زمن أن تفعلوا ما تفعلونه اليوم و بالتالي حضّروا أنفسهم لهذه اللحظة ليكملوا الدرب بمعزل عنكم .

لقد أصبح واضحا اليوم من دمّر ثورة الأرز و من استغلها أصلا لتصفيات حسابات خاصة مع بشار الأسد لا لتحرير لبنان , و ما كان خافيا بالأمس صار جليا” هذه الأيام و أعطى الحق لمن توجّسوا منكم طويلا” و لم يصدقوا بأي شكل تبنيكم الخيارات السيادية التي ناضل من أجلها الآخرون في لبنان لسنوات   .طوال و أتيتم انتم في غفلة من الزمن لتنسبوها الى أنفسكم

كلنا يعرف أنكم انقلبتم على الأسد و محوره عندما ضعف و ستعودون لبيت طاعته عندما يستعيد عافيته , فلا شيء جديد و ما التاريخ سوى البوصلة التي توجه من يريد أن يرى المستقبل بعين واضحة و تاريخكم معروف وواضح وضوح الشمس .

لن نستفيض أكثر فكل واحد في هذا الوطن المتعب و بالعمق يعرف نفسه جيداً و الجميع يدركون الحقيقة حتى لو رفضوا الإعتراف بها ، سنقول لهذا البعض شيئاً واحداً : حتى لو طالت الأيام لن ينصف التاريخ الا آباء الكيان الذين لم يتلونوا يوماً و لم يبدلوا ولاءهم لوطنهم بشيء رغم كل ما تعرضوا له و هم حتماً لن يفعلوا ذلك اليوم لمجرد أن بعض العرب ربما سامحوا مجرمي الحروب و قتلة الشعوب .

أخيراً لبعض مدّعي المعرفة و المتشدقين نقول : أصمتوا ووفروا نصائحكم لأنفسكم ، فالعار هو ما فعلتموه في الماضي و ما تستمرون بفعله اليوم و حتماً لستم المرجع الصالح لإسداء النصح للوطنيين الأنقياء الثابتين في مواقفهم عبر التاريخ ، نصائحكم مردودة لكم لسبب بسيط و هو انكم انتم من تحتاجون للنصح لا العكس !!!

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading