صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

حِراك ديبلوماسي مواكَبةً لِما بعد الضربة الإيرانية وملاقاةً لتفعيل المهمة الرئاسية لـ «الخماسية»

تقاسَمتْ المشهدَ اللبناني أمس، المتابعةُ اللصيقةُ لتداعيات الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في ضوء احتمالات الردّ عليها من تل أبيب، واستعادةُ المسرح السياسي الداخلي بعضاً من ديناميةٍ انكفأتْ على وهج الوقائع العسكرية الهادرة في المنطقة والمدّ والجزر في موجاتِ التصعيد على جبهة المشاغَلة في جنوب لبنان.

وفيما كان العالم مشدوداً إلى «الخطوة التالية» من إسرائيل بعدما استظلّت إيران «جدارَ الخوف» الأميركي من حربٍ كبرى في المنطقة لتكسر «حاجزَ خوفٍ» وتُخْرِجَ المواجهةَ – اضطرارياً – مع تل أبيب من الظلّ وإن عبر ما بدا «ضربةً ناعمة» متفاهَم على حدودها ومحدوديتها، فإن لبنان أبقى على «شدّ الأحزمة» رغم إشاراتِ التردُّد من إسرائيل حيال كيفية الردّ واسترداد زمام الردع مع طهران، ووضْعِها مروحةً من الخياراتِ تبدأ بالعزل الديبلوماسي والسياسي ولا تنتهي بهجومٍ بالتماثل والتناسب وربما أقوى، على قاعدة «سبق السيف العذل»

وبينما ساهَمَ «ناقوسُ الخطر» الذي قُرع على مستوى المنطقة برمّتها ليل السبت – الأحد في «لمِّ شمْلٍ» جزئي لحكومة تصريف الأعمال اللبنانية التي عقدت جلسة تشاورية كسر فيها «التيار الوطني الحر» قرار المقاطعة الذي يَعتمده منذ بدء الشغور الرئاسي موفِداً 3 من وزرائه، فإن وقائع هذا اللقاء كرّستْ نأيَ لبنان الرسمي بنفسه عن أي «كلمة» في ما خصّ مستقبل الوضع في الجنوب واحتمالاته الخطيرة التي لا يملك القرار فيها، مكتفياً بتسجيل ثلاث نقاط:

– أولاً الدعوة إلى «وقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وغزة».

– ثانياً توصية مجلس الوزراء «بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الأضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية إعادة الإعمار».

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

– ثالثاً إجراء «جردة» لـ «النواقص في المواد الغذائية والتموينية والفيول والتأكد من توافر سلسلة الإمداد بشكل طبيعي وسليم، وتَبَيَّنَ توافر المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة كحد أدنى لمدة ثلاثة أشهر».

وإذ كانت الحكومة تتشاور، برزَ على جبهة الجنوب تطوّر نوعي، اعتُبر في سياقٍ مزدوج: كامتدادٍ للمواجهات المشتعلة جنوباً منذ 8 أكتوبر وموجبات الارتقاء بها بحسب مجريات الميدان، والأهمّ كمحاولةٍ لإرساء توازن ردعٍ بإزاء أي ردّ إسرائيلي عسكري محتمل على الضربة الإيرانية يطول الجمهورية الإسلامية نفسها، وهي المرحلةُ التي تسعى طهران، بحسب خصومها في لبنان، لاستباقها برسائل بأنها لن تتوانى حيالها عن «تذخير» المحور الذي تقوده وجعْله ينخرط في الصِدام الكبير بحال قرر بنيامين نتنياهو التفلّت من الضوابط الأميركية.

تفجير بـ «غولاني»

ولم يكن عابراً في هذا الإطار أن يتبنّى «حزب الله» في بيان له المسؤوليةَ عن العبوات التي تم «تفجير» أحدها بجنودِ لواء غولاني قرب الحدود مع لبنان ما أدى إلى جرْح 4 منهم، أحدهم إصابته خطيرة.

وأعلن الحزب أنه «بعد متابعة دقيقة وتوقُّع لتحركات قوات العدو، زرع مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات الناسفة في منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة داخل الأراضي اللبنانية»، موضحاً أنه «عند تَجاوُز قوة تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم الى موقع العبوات تم تفجيرها بهم ما أدى الى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح».

وفيما كانت الأنظارُ على هذا التطور وردّ الفعل الإسرائيلي عليه، في ظل أسئلة عما إذا كان يُنْذر بتدشين مرحلة جديدة من العمليات العسكرية عبر الجنوب الذي شهد أيضاً إطلاق صاروخ باتجاه موقع إسرائيلي في محيط مستوطنة متات في الجليل الأعلى وعمليات أخرى، لم يخفف الطيران المعادي من وتيرة اعتداءاته التي طاولت أطراف بلدات الضهيرة (ما تسبب بقطع الطريق مع يارين) والناقورة وعلما الشعب واللبونة وحولا ومجدل زون، وذلك غداة غارة على بلدة صديقين – قضاء صور ما أدّى إلى تدمير منزل بالكامل وإلحاق أضرار مادية جسيمة بعشرات البيوت المحيطة به إلى جانب وقوع عدد من الإصابات المتوسطة والطفيفة.

آلية «اليونيفيل»

وفي حين سُجّل أمس توقيف آلية تابعة لقوة «اليونيفيل» في الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما كانت دخلت صباحاً إلى محلة حي السلّم وسط معلومات عن أن الآلية تحمل لوحة ديبلوماسية وأن ما ساهم بوصولها إلى المنطقة المذكورة هو «خللٌ في نظام تحديد المواقع (GPS)»، فإنّ بيروت شهدت حِراكاً ديبلوماسياً مرتبطاً ببحثِ ارتداداتِ الردّ الإيراني على إسرائيل وآفاق المرحلة المقبلة بحال انزلقتْ الأمور إلى ما ليس في الحسبان.

وإذ استقبل رئيس البرلمان نبيه بري السفيرة الأميركية ليزا جونسون حيث جرى بحث «التطورات في لبنان والمنطقة»، وسفيرة كندا ستيفاني ماكولوم «وعرض معها الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية والسياسية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة وجنوب لبنان»، فإن جانباً آخَر من التحرك الديبلوماسي المستعاد وُضع في سياق التمهيد لتفعيل«مجموعة الخمس حول لبنان» (تضم الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) مهمتها الشائكة المتصلة بمحاولة إنهاء الشغور الرئاسي المتمادي منذ الأول من نوفمبر 2022.

«الخماسية»

وفي الإطار، يَعقد سفراء الخماسية اليوم اجتماعاً في مقر السفير المصري علاء موسى، وذلك عشية استكمالهم الجولة على القادة السياسيين والتي ستشمل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد ورئيس«التيار الوطني الحر»جبران باسيل، والنائب طوني سليمان فرنجية (عن تيار «المردة»)، وكتلة «الاعتدال الوطني»، على ألّا يشارك السفير السعودي وليد بخاري ولا السفيرة الأميركية في اللقاءين مع رعد وباسيل.

وفي حين يَجري ترويج أن المنعطف الأخطر الذي تقف على مشارفه المنطقة وارتفاع المخاطر على لبنان قد يشكّل قوة دفع وحافزاً للأطراف المحلية لتحقيق تقاطُع الضرورة القصوى على رئيسٍ، فإن لا مؤشرات تشي بأنّ ثمة اتجاهاً للخروج قريباً من لعبة«عض الأصابع» المستمرّة، وسط تمسُك «حزب الله» بمرشحه سليمان فرنجية وعدم توافر غالبية نيابية لوصوله، في مقابل رفْض قوى المعارضة رئيساً من «الممانعة» وإصرارها على شخصية ممن يُسمى بـ«الخيار الثالث» (غير مرشّحها جهاد أزعور وفرنجية) الذي كان لمع فيه من دون تبنٍّ أو إعلان رسمي اسم قائد الجيش العماد جوزف عون.

ومن إشارات استمرار التمترس الداخلي، ما سمعتْه كتلة «الاعتدال» التي زارت أمس رعد لتسلُم جواب «حزب الله» على مبادرتها التي تتمحور حول حوارٍ تشاوُري نيابي تتداعى إليه الكتل ليوم واحد توطئة لجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية إلى أن يتصاعد الدخان الأبيض.

وقد عُلم أن رعد أبلغ الى وفد «الاعتدال» موافقتة كتلة الحزب على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، على أن يكون برئاسة بري ومن دون قيد أو شرط، وهو ما سترفضه حكماً القوى الوازنة في المعارضة.

300 ألف نازح سوري فقط لديهم إقامة

ميقاتي: لبنان ليس من دعاة الحرب لكن لا يمكن السكوت عن الاعتداءات الإسرائيلية

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تعليقاً على«ما يحصل في الجنوب من عدوان إسرائيلي وسقوط شهداء وجرحى ودمار وخراب وحرق أراضي»، أن لبنان «ليس من دعاة الحرب، إلا أن الاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل أن تُستباح أجواؤنا».

وقال في مستهل الجلسة التشاورية الوزارية، أمس، «نضع هذه الاعتداءات برسم المجتمع الدولي ونقدم دائما شكاوى الى مجلس الأمن بهذا الصدد»، محذراً من «ان إسرائيل تجرّ المنطقة الى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه إلى هذا الأمر ووضْع حد لهذه الحرب».

وكشف أنه«من خلال الاتصالات التي نقوم بها، يتبين لنا كم أن للبنان أصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسع حدة المواجهات».

وبعد الاجتماع، قال وزير الإعلام زياد مكاري إن اللقاء التشاوري بحث بما يأتي:

1- الوضع في الجنوب والدعوة الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وغزة، والتوصية الى مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الإضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية إعادة الإعمار.

2- شدد ميقاتي والمجتمعون على أهمية حماية السلم الأهلي في هذه الظروف الدقيقة، والإشادة بالدور الذي تقوم به الجهات الأمنية على صعيد المحافظة على الأمن وكشف الجرائم بالسرعة القصوى وبشكل محترف.

3 – في ما خص الوجود السوري بحث المجتمعون في آلية وكيفية تصنيفهم بين نازح شرعي وغير شرعي، وتمت التوصية بتطبيق القوانين اللبنانية على الجميع من دون الأخذ في الاعتبار الوظيفة الحالية للنازح، والتعميم على المحافظين بإقفال كل المؤسسات المخالفة، والبحث في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وإمكان ترحيل السوريين منها وفق القوانين والأنظمة المرعية الأجراء، إضافة الى تأكيد وجوب تنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين.

4 – التحقق من نواقص المواد الغذائية والتموينية والفيول إضافة الى التأكد من توافر سلسلة الامداد بشكل طبيعي وسليم، وتبيّن توافر المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة كحد ادنى لمدة ثلاثة أشهر.

إلى ذلك، نُقل عن وزير الداخلية باسم مولوي، انه من أصل أكثر من مليوني نازح سوري، فقط 300 ألف لديهم إقامة و800 ألف مسجّلين ومليون 200 ألف غير مسجَّلين.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading