صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

حول المطالبات العربية المستغربة بمغادرة رعاياهم لبنان بمناسبة أو من دون مناسبة !!!

بقلم : شربل نوح - بداية : هذا المقال ليس بأي شكل من الأشكال للدفاع عن بعض المسؤولين اللبنانيين الفاسدين الذين دمروا لبنان و ساهموا بالقضاء على علاقاته العربية و الدولية و إيصال الوضع الى ما وصل اليه .

نشهد منذ فترة ليست بقليلة هجوماً عربياً ( خليجي خاصة) على لبنان و اللبنانيين جميعاً دون تمييز و بمناسبة أو من دون مناسبة و كأنهم قرروا معاقبة جميع اللبنانيين على أفعال ارتكبتها فئة لبنانية هم الأدرى بارتباطها العضوي بإيران منذ نشوئها فما الذي يجري ؟

كل مراقب محايد للإجراءات الخليجية حيال لبنان و منذ عدة سنوات لا بدّ له ان يستغرب تلك الإندفاعة السلبية و الحساسية المفرطة نحو لبنان و جميع اللبنانيين و بالتالي عليه طرح الكثير من الأسئلة حول إجراءاتهم و أهدافها أو منطلقاتها الفعلية .

أولاً و بالطبع كي لا نُفهم خطأ وسط هذه الغوغاء و هذا الضخ الغريب ضد اللبنانيين ، نحن لا ننكر أبداً ما قدمته دول الخليج من مساعدات للبنان و على فترة طويلة من الزمن و لا ننكر استقبالها للبنانيين في أسواقها و فتح أبواب الرزق لهم كما تفعل مع شعوب دول أخرى كثيرة و نحن من أشد المطالبين أمس و اليوم و غداً بأفضل العلاقات مع تلك الدول لأنها و ببساطة هي الإمتداد الطبيعي و الواقعي الوحيد لنا .

و لكن لا بد من تسليط الضوء و بمحبة و دون عدائية على بعض المساهمات العربية ماضياً في إيصال لبنان الى حيث وصل فمن غير المقبول تحميل اللبنانيين جميعاً وزر ما ساهمت به تلك الدول تحديداً على مدى سنوات و سنوات و أوصل لبنان بالتالي الى الوضع الذي وصل اليه .

سنبدأ من الموضوع المستجد و هو أحداث عين الحلوة الذي تذرعت به تلك الدول للطلب من مواطنيها مغادرة لبنان فوراً في عز موسم الإصطياف و سنطرح بعض الأسئلة لتبيان الحقيقة ووضع الأمور في نصابها الصحيح .

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

من منع الدولة اللبنانية ماضياً من الحسم العسكري ضد السلاح الفلسطيني المتفلت كما فعل الملك حسين في الأردن ؟ هذا السلاح تحديداً الذي أدى الى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية و تدمير لبنان ، اليس العرب أنفسهم بفرضهم بالقوة اتفاقية القاهرة على الدولة اللبنانية التي تنازلت بموجبها عن سيادتها لمصلحة منظمة التحرير ؟

برعاية من استمر السلاح الفلسطيني داخل المخيمات حتى يومنا هذا و من يضع خطوطاً حمراء حول هذا السلاح من منطلق مذهبي أحياناً و قومي أحياناً أخرى، اليس بعض العرب أيضاً ؟ و لماذا يمنعون الفلسطينيين من حمل السلاح في بلدانهم و يسمحون لهم بذلك في لبنان أو أقله يغضون الطرف عنه حتى أن البعض منهم يعتبره حقاً مقدساً لهؤلاء ؟

من دعم القوى اللبناتية التي حمت منظمة التحرير و الفصائل الفلسطينية في لبنان و التي شلّت الدولة اللبنانية و شقّت الجيش اللبناني دفاعاً عن السلاح الفلسطيني ؟ اليست تلك الدول العربية بالذات ؟

لن نغوص أكثر في التاريخ المثقل للسلاح الفلسطيني المغطّى عربياً في مكانٍ ما و إيرانياً في مكان آخر ، فصفحة الماضي الأليم طويناها نحن و الفلسطينيين و الى غير رجعة بإذن الله ، لذا لن ننكئ الجراح و سننتقل الى مسألة سلاح حزب الله و تشعباتها لنطرح بعض الأسئلة على العرب أيضاً :

متى نما حزب الله و توسّع و تحوّل الى دولة داخل الدولة ؟ اليس في زمن الوصاية السورية و التي حصلت برعاية عربية أو أقله بغض طرف عربي و خليجي تحديداً واضح وضوح الشمس ؟

الم يكن العرب شركاء مع الأسد في المنظومة التي أدارت لبنان في تلك المرحلة من خلال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و مشروعه الإقتصادي بغض النظر عن صوابية ذلك المشروع من عدمها و مع التأكيد على احترامنا الكبير للرئيس الشهيد الذي حاول قدر المستطاع فعل أي شيء للنهوض بلبنان رغم الإحتلال ؟

من أغدق الأموال و المساعدات على بيئة حزب الله طيلة تلك الفترة و من أعاد إعمار المناطق التي تهدّمت نتيجة حروبه ( بغض النظر أيضاً عن أحقية تلك الحروب من عدمها فالحزب بالنتيجة كان يقاوم المحتل الإسرائيلي وقتها كي نكون منصفين ) ، اليس العرب أنفسهم من فعلوا ذلك ؟

على ماذا يلومون اللبنانيين ؟ من رعى المنظومة المالية الفاسدة التي تحكمت بلبنان منذ ال ١٩٩٣ و حتى الإنهيار و من استثمر الأموال داخلها و دعمها بالودائع و غيرها ؟ اليس العرب أنفسهم ؟ أين كان اللبنانيون السياديون وقتها ؟ و لما لم يسأل عنهم هؤلاء العرب و لماذا يعودون للومهم اليوم من جملة من يلومون ؟

إن أرتم الإنسحاب من لبنان نهائياً فهذا حقكم و لا شأن لأحد به ، فربما هذا الوطن الصغير أتعبكم ، كل ما نريده منكم أن تكونوا واضحين و لا تأخذوا الصالح بعزا الطالح كما نقول بلغتنا الدارجة لتبرير انسحابكم ، و كل ما نطلبه منكم ان لا تجلدوا اللبنانيين و تحملوهم نتيجة أعمال بعضكم و السياسات الفاشلة تاريخياً لبعضكم الآخر ، فلتنسحبوا بهدوء و نحن و لبناننا لنا الله الذي لا يترك أحداً بنهاية المطاف .

لا يحق للعرب أو لغيرهم محاسبة اللبنانيين الشرفاء قبل محاسبة أنفسهم على ما اقترفوه بحق لبنان في بعض المراحل و لا يحق لهم التعميم و معاقبة اللبنانيين جميعاً بسبب مشكلتهم التي تحمل في مكانٍ ما طابعاً مذهبياً مع حزب إيران و بيئته في لبنان .

انتم ساهمتم أيضاً الى جانب آخرين بتدمير سيادة لبنان منذ اتفاق القاهرة و حتى ثورة الارز و انتم من غضّيتم الطرف عن تدمير حافظ الأسد للحالة السيادية في لبنان و انتم من أنعشتم بأموالكم منظومة الفساد اللبنانية التي نشأت بعد الحرب فعلى ماذا تريدون لوم الشرفاء من بيننا اليوم ؟

هذا المقال ليس لمهاجمة العرب بالتأكيد ، الذين شكلوا و سيشكلون دائماً امتدادا طبيعيا للبنان و عمقاً طبيعياً له كما ذكرنا سابقاً و هذا أمر مفروغ منه ، لكن ما نراه اليوم يجعلنا نعيد حساباتنا لأن الظاهر أن العرب لم يعودوا يريدوننا بينهم .

هذه السطور هي لوضع الأمور في نصابها و التوقف عن جلد اللبنانيين الشرفاء و هي للقول أن العرب كما الآخرين يتحملون في مكان ما جزءاً أساسياً من المسؤولية عن انهيار لبنان ، و هي للقول أن تركهم المتسرّع لهذا الوطن الصغير و مغادرتهم العشوائية له سيندمون عليها لاحقاً عندما يقع كلياً في أيدي طهران و تعود حاجتهم له في ظرفٍ ما و عندها لن يعود ينفع الندم .

قبل الختام ، إن أخطأتم في رهانكم على الإتفاق مع إيران و تفاجأتم بتنصّلها التدريجي منه و عدم التزامها معكم في اليمن و سوريا بعد أن قدمتم لها أوراقاً ثمينة دون أي مقابل فليس بالضرورة أن تفشوا خلقكم بلبنان لأن اللبنانيين الشرفاء لا علاقة لهم بسياساتكم المتسرعة لا بل العكس هم أول من كانوا سيدفعون ثمن اتفاقكم مع نظام الأئمة في طهران لو نجح و انتم الأدرى بمضامين ذلك الإتفاق .

أخيراً و كما قلنا سابقاً ، إن كان خياركم الإنسحاب النهائي من لبنان فهذا حقكم و لا يمكن لأحد مناقشتكم به و لكن انسحبوا بهدوء لأن شرفاء لبنان لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من السكاكين التي عرزت في اجسادهم المتعبة من القريب قبل البعيد ، و حتماً سيحمي الله لبنان اليوم كما حماه دائماً من ثعالب هذه المنطقة المظلمة و ثعابينها و لا بد أن يأتي يوم و يعود لبنان بقوة ربنا كما كان و أفضل رغم كل الحقد و المآسي و الويلات .

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading