أكدت مصادر رسمية لبنانية موثوقة لـ «الأنباء» ان «حضور الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت مباشرة من تل أبيب تضمن نقل رسائل تهديد جدية إسرائيلية بتوسيع الحرب مع حزب الله وتاليا استهداف لبنان بشكل أكبر».
وقالت المصادر الموثوقة: «التهديد جدي، وأكثر من أي وقت مضى، والفترة الزمنية الفاصلة قصيرة».
وقد عمل هوكشتاين الذي رافقته السفيرة العائدة ليزا جونسون، على خطين: نقل التهديدات، والتحضير لـ «اليوم التالي» لهدنة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، في حال تجاوب «حزب الله» مع المساعي الدولية لتجنيب لبنان خطر توسع الحرب، وفصل الملفات الداخلية العالقة، وفي طليعتها تعطل مؤسسات الدولة اللبنانية نتيجة عدم إنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية، عن وقف الحرب في غزة.
وتوقف الموفد الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن عند حاجات الجيش اللبناني، والتي كان عرضها قائده العماد جوزف عون في زيارته الأخيرة إلى واشنطن منذ فترة قصيرة.
وانتقل هوكشتاين من مكتب قائد الجيش، إلى مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري، محاولا التوصل إلى حلول مع «الحزب» من بوابة الرئيس بري. ثم التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في منزله المطل على خليج القديس جاورجيوس.
التصريح الرسمي لهوكشتاين كان من منبر عين التينة، حيث هنأ بعيد الأضحى: «الذي حل في ظروف صعبة. ولهذه الأسباب أوفدني الرئيس جو بايدن إلى لبنان، وكان لي اجتماع ومحادثات جيدة مع الرئيس نبيه بري ناقشنا خلالها الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان، وكذلك الاتفاق المقترح على الطاولة الآن بخصوص غزة، والذي يعطي فرصة لإنهاء الصراع على جانبي الخط الأزرق». وتابع هوكشتاين ان اتفاق وقف إطلاق النار الذي حدده الرئيس بايدن: «قبل من الجانب الإسرائيلي ويحظى بموافقة قطر ومصر ومجموعة السبع ومجلس الأمن الدولي. ان هذا الاتفاق ينهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الإسرائيلية، فإذا كان هذا ما تريده حماس عليهم القبول به». وأضاف: «ان وقف إطلاق للنار في غزة ينهي الحرب، أو حل سياسي آخر ينهي الصراع على جانبي الخط الأزرق سوف يخلق ظروفا لعودة النازحين إلى منازلهم في الجنوب وكذلك الأمر للمدنيين على الجانب الآخر. ان الصراع على جانبي الخط الأزرق بين حزب الله وإسرائيل طال بما فيه الكفاية، وهناك أبرياء يموتون وممتلكات تدمر وعائلات تتشتت، والاقتصاد اللبناني يكمل انحداره، والبلاد تعاني ليس لسبب جيد. لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسيا وهذا ممكن وضروري وفي متناول اليد».
ومن بوابة تبريد الأجواء دخل الموفد الأميركي في مهمة صعبة بين «ثوابت» كل من إسرائيل و«حزب الله». فإسرائيل تكرر يوميا انها ستعيد المهجرين إلى المستوطنات على حدودها الشمالية إما بالديبلوماسية أو بالحرب. في بالمقابل يكرر «حزب الله» انه لا تفاوض ولا تراجع قبل وقف العمليات في غزة.
وتحسسا للمخاطر المحدقة، توقع مصدر فاعل لـ «الأنباء» مبادرة «كل من طرفي النزاع إلى تقديم بعض التنازلات الشكلية لتجنب الصدام، في ظل قوة الردع الصاروخية الموجودة لدى «الحزب» والتفوق الجوي لدى الجيش الإسرائيلي، ما يجعل الجميع يخرج مهزوما من أي مواجهة نتيجة حجم الدمار فيما لو تحولت الحرب إلى إقليمية».
ومعروف ان مبادرة الموفد الأميركي تقوم على 3 خطوات: تراجع مقاتلي الحزب إلى خلف مجرى نهر الليطاني عند نقطة جسر الخردلي (وفقا للقرار 1701)، عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى الحدود الشمالية لإسرائيل، وتثبيت النقاط الحدودية بين لبنان وإسرائيل. وكررت المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية المواقف نفسها، بالتمسك بعودة المستوطنين ديبلوماسيا أو بالقوة.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء»: «لابد من مراقبة اتجاه تطور قرارات الحكومة الإسرائيلية بعدما حل رئيسها بنيامين نتنياهو حكومة الحرب وجعل مركزية القرار بيده، وهو رفض طلبا للوزيرين المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالانضمام إليها، مشيرا إلى ان حكومة الحرب انتهت واستعيض عنها بالمطبخ الصغير الذي يضمه ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووزيرين آخرين، الأمر الذي يمكن ان يسهل التجاوب مع الضغوط الأميركية بتجنب الذهاب نحو الحرب الواسعة، وهو قد وجه أيضا رسائل إلى الجيش بعدم اتخاذ أي قرار من دون موافقته». لكن المصدر لم يستبعد «ان يكون تفرد نتنياهو بالقرار مدخلا للذهاب إلى مغامرات غير مضمونة النتائج».
وفي الشأن السياسي اللبناني، تتجه الأنظار إلى زيارة أمين سر الفاتيكان والرجل الثاني فيها بييترو بارولين إلى بيروت، تلبية لدعوة منظمة فرسان مالطا ذات السيادة.
وتوقف أحد أعضاء المنظمة من الفرسان في لبنان عند الزيارة وقال لـ «الأنباء»: «إقامة الكاردينال بارولين لـ 5 أيام في ربوع لبنان أمر لابد من التوقف عنده، ويتعدى إحياء قداس ولقاءات رسمية بينها اثنان مع رئيسي مجلس النواب بري والحكومة نجيب ميقاتي».
ونفى «الفارس» ما تردد عن مساع سيبذلها بارولين لعقد مصالحة بين قطبين مارونيين. ولم يعلق ردا على سؤال حول بذل الكاردينال جهودا في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مكتفيا بالقول: «الفاتيكان حريص على بناء المؤسسات وإطلاق عملها».
وكرر القول ان بارولين «يهتم أكثر بالوجود المسيحي في شرق آسيا، وتحديدا في الهند، في حين ان الملف اللبناني بتفاصيله كافة في عهدة السفير البابوي باولو بورجيا، الذي قدمت عائلته كرادلة عدة إلى الكنيسة الكاثوليكية».