هم، مع إنهماك الشعب بمواجهة النكبات التي يغرقونه فيها يومياً، يتعاطون معنا كحرف ساقط بمنطق استهبال مريع، وهم مدركون جيداً لحالة الشرذمة والاستسلام المريع التي انتهى اليها شعبنا بعد كل ما فعلوه فيه.
إنظروا الى لا مبالاة رئيس المجلس خلال إداراته للجلسات. تأملوا في سوقية تعاطيهم مع بعض خلال المناقشات. راقبوا منطقهم الفارغ وعدم إصغائهم لبعضهم البعض لأنهم مدركون للنتيجة سلفاً. شاهدوا طريقة حضورهم وإلقائهم ولاحظوا الى أي دَرك قد انتهينا.
هذا المجلس لا يعكس ثقافة جبران خليل جبران، ولا نباغة حسن كامل الصباح، ولا بلاغة سعيد عقل، ولا إبداع الرحابنة، ولا عالمية شارل مالك، ولا وطنية ريمون إده، ولا رجولة بشير الجميل، ولا سِعَةْ أفق كميل شمعون، ولا شفافية الياس سركيس وسليم الحص، ولا فروسية محسن سليم، ولا عمق تشريع حسن الرفاعي، ولا أدمية البير مخيبر، ولا بسالة مجيد ارسلان…
فهل انتفى الخبراء والمحترفين وألمبدعين ورجالات الدولة والشرفاء في بيئتنا؟ هل أضحى التشبيح هو مقياس الاحترام في وطننا؟ هل بات التخلف هوَ وحده ميزان الرجولة عندنا؟ هل اصبح استقلال القضاء وسن القوانين حلم ابليس في الجنة على ارضنا؟
نخجل بكم نحن… فَلَكَمْ هيَ كثيرة الخناجر التي غرزت في قلوب الشرفاء خلال اليومين الماضيين. ولكم رعدت اللعنات خلف ابواب منازلنا المقفلة ونحن نشاهد مهازلكم. لكم خجل الدجالون من بجاحتكم ووقاحتكم وفلسفاتكم الفارغة خلال مداولاتكم. لكم بكى الشهداء من عليائهم وهم يشاهدون كذبكم التى ضاعت معه التضحيات في سبيل وطن مثالي يحفظ كرامة كل ابنائه. كيف لا وأنتم تتباهون بإقرار مسبق لموازنة مزيفة فيما شعبنا يئن ويموت في كل تفصيل من حياته اليومية.
سابقى حزين عليك يا شعبي، حاملا ًجرح قلبي البليغ، إلى أن يأتي يوم يعود فيه الاوادم والنخبة الى قيادة دفة هذا الوطن نحو بر الأمان.