مضى لبنان، سياسياً وشعبياً، في «الاستعداد للأسوأ» ربْطاً بالمنعطف الجديد الذي سيدخله «طوفان الأقصى» حين ينطلق الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة وما قد تستجرّه معركةُ «يا قاتل يا مقتول» من انفلاشٍ لرقعة النزاع يُخشى ألا يوفّر «بلاد الأرز» التي تبدو كل يوم وكأنها تنغمس أكثر في حربٍ بدأت طلائعها، وإن الموْضعية حتى الساعة، ويتبادل طرفاها المعلَنان أي تل أبيب وحزب الله، التحذيرات من الضغط على زناد تفجيرها بالكامل.
وتزداد مع كل ساعة المَخاوف من مؤشراتٍ تشي بأن لا «بوليصة تأمين» للواقع اللبناني من الانزلاق إلى «المحرقة» المرشّحة لأن تتفاقم في غزة، لاسيما أن دينامية الميدان متى بدأ الغزو البري كما السيناريوات الخفية التي قد تكون في جعبة تل أبيب، تجعل من الصعوبة بمكان الركون إلى أي ضماناتٍ بأن ضمّ لبنان إلى حلقة الدم والدمار في القطاع «المهدورِ الدم» يتوقف على قيام «حزب الله» بانخراطٍ في الحرب من خارج قواعد الاشتباك الحالية، وإن التي تتعدّل يومياً بحسب التطوّرات العسكرية على الجبهة الجنوبية وامتدادها في شمال اسرائيل، ولكن من دون أن تبلغ حدّ «إعلان الحرب».
وفي حين يَمْضي «حزب الله» من جانبه بالتسلّح بالغموضِ حَمّال الأوجه حيال كيفية تصرفه متى يبدأ الغزو البرّي ممتنعاً عن طمأنة الاسرائيليين وفاتحاً «أذنيه» والسمّاعة داخلياً لنصائح لبنانية بتفادي الانجرار الى حربٍ لا تملك البلاد المقوّمات اللازمة للصمود فيها، هي التي يستنزفها الانهيار المالي منذ نحو 4 أعوام بتشظياته الاقتصادية والمعيشية، فإنّ لا أحد بدا قادراً على الجزم بمآل الوضع في الأيام المقبلة وسط أكثر من عملية محاكاةٍ تُجْريها السلطات الرسمية تَحَسُّباً لانفلات الأمور وانتقالِ المعركة إلى الجبهة اللبنانية وعلى قاعدة توفير الحدّ الأدنى من مستلزمات تَلقّي «الصدمة الأولى» وتعزيز إمكانات «البقاء»، بالتوازي مع ملامح استشعارٍ سياسي بأهمية تحصين الواقع المحلي وتكييفه مع كل الاحتمالات تحت عنوان «تَوَقُّع الأسوأ».
وفي السياق نفسه بدأ التداولُ في بعض الكواليس بتقديراتٍ تشير إلى أن أي اتساع للحرب – تُمْليه مبادرة اسرائيلية في هذا الاتجاه أو تطوير «حزب الله» انخراطه في معركةِ إسناد «حماس» وإشغال الجيش الاسرائيلي عن غزة – سيبقى محصوراً في منطقة جنوب الليطاني ويصعب أن يتدحرج نحو الضاحية الجنوبية أو العاصمة اللبنانية باعتبار أن ذلك سيكون كفيلاً بـ «تفعيل» معادلاتٍ مدمّرة على ضفتي الحرب، كـ «حيفا مقابل الضاحية» و«تل ابيب مقابل بيروت»، وسط استدلالٍ على ذلك بأن حركة النزوح من القرى الحدودية الجنوبية تتم إلى صور وليس إلى مناطق أبعد، ما يعكس توقعاتٍ بأن أي ربْطٍ للبلاد بـ «حزام النار» في غزة، أياً كان المبادِر إليه، سيبقى ضمن جغرافيا تسمح بالإبقاء «على خط الرجعة».
ولم يكن عابراً في إطار الضغوط الدولية المتصاعدة التي تحذّر من تمدُّد الحرب، أن «حزب الله» بات مُلازِماً لكل موقف غربي يَصدر في ما خص المعركة مع «حماس» وآفاقِها، وهو ما لم يخرج عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته لاسرائيل أمس حيث حذّر «إيران، وحزب الله، والحوثيين. لا تخاطروا بمهاجمة إسرائيل. إذا فعلتم ذلك، ستكون هناك مواجهة إقليمية وستعانون من ذلك. عليكم أن تفعلوا كل شيء لتجنب المزيد من الدموع»، كاشفاً أن بلاده وجّهت تحذيرات واضحة لـ «حزب الله» في هذا الإطار «عبر رسائل مباشرة».
وفي موازاة ذلك، كانت اسرائيل تعطي إشاراتٍ، بقيت أوساط مطلعة حذرة حيال إمكان أن تكون في سياق «مناوراتٍ» تُخْفي وراءها نيات عدوانية تتطلب عامل المباغتة، إلى أن توسيعها الحرب لتشمل لبنان يرتبط بما سيقوم به «حزب الله»، وفق ما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي حذّر بعد استقباله ماكرون أنه «إذا تدخل حزب الله في الحرب إلى جانب حماس«فلا يمكن تصور حجم الدمار»الذي يمكن أن يحصل، وذلك بعدما كان الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال«إننا لا نسعى إلى مواجهة على حدودنا الشمالية أو مع أي جهة أخرى… لكن إذا جرنّا حزب الله، الذي يلعب بالنار، إلى حرب فيجب أن يكون واضحاً أن لبنان سيدفع الثمن».
وعلى وقع هذه «التحمية»، استوقف أوساطاً متابعة ما نقلتْه صحيفة «النهار» اللبنانية عن مصدر ديبلوماسي فرنسي من أن «ما يقوم به حالياً حزب الله على الحدود من ارسال قذائف وصواريخ وقصف مدرعات إسرائيلية يجعل توقع ضربة للبنان حتمياً»، معلناً «لم يبق هناك شك في ان إسرائيل ستضرب لبنان ولكن تاريخ الضربة غير معروف».
واشار الى انه «سبق لفرنسا أن وجهت رسالة الى الحكومة الإسرائيلية بمعنى انه ينبغي عدم توسيع الحرب الى الشمال مع لبنان وكل مرة كان رد نتنياهو إنه إذا لم يحدث شيء من الحدود الشمالية لن نفعل شيئاً ولكن الآن يرسل حزب الله يومياً قذائف وصواريخ الى إسرائيل وسترد بالقصف على لبنان، لا نعرف كيف ومتى ولكن هذا حتمي».
وكشف المصدر انه خلال الاتصال بين الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي «كانت لهجة رئيسي لهجة تَهجم».
حركة داخلية ونصائح لـ«حزب الله»
إلى ذلك، تقاسم المشهد السياسي 3 عناوين:
– الأول الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، للجنوب، وشملت مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش («ثكنة بنوا بركات»في صور) وتَفَقُّد منطقة القطاع الغربي برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون قبل محطة في مقر قيادة«اليونيفيل»في الناقورة.
وقال ميقاتي خلال الجولة «أتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دائماً، ضريبة دفاعه عن كامل أراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان لكل قرارات الشرعيّة الدوليّة، والإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده وإرساء الامن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية».
وأعرب عن تقديره العميق «لتضحيات الجيش دفاعًا عن لبنان، في ظل الأوضاع الاستثنائية الراهنة عند الحدود الجنوبية والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي».
وقال ميقاتي للعسكريين: «حضورنا الى هنا اليوم رسالة معبّرة بأنكم الاساس في حماية الوطن والذود عن كرامته ولكم الفضل في الابقاء على الدولة وشرعيتها ومؤسساتها. انتم ركن البنيان الوطني، واليكم تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج».
وأضاف ان «كل الأطراف جربت وتجرب الخيارات الجانبية التي تشكّل خطاً موازياً مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الأطراف عادت ولو بعد حين الى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها».
وإذ جدد «المطالبة بوقف إطلاق النار في فلسطين ووقف الجرائم الاسرائيلية وبوقف الانتهاكات الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة»، أكد«ان خيارنا هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام ترتكز على الحق والعدالة والقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة».
من جهته، أكد قائد الجيش «أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل»، مشيراً «إلى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد»، ومثمنًا«دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه».
ولفت إلى «ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701».
حركة باسيل
• والعنوان الثاني مضيّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في حركة سياسية تحت عنوان «من أجل حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية»، وبدأها اول من أمس، بزيارة ميقاتي والزعيم الدزري وليد جنبلاط وباتصالٍ عبر «خط آمن» بالأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وشملت أمس محطة في عين التينة حيث استقبله رئيس البرلمان نبيه بري.
وبلور باسيل بعد لقاء بري خلفيات حركته التي بدا من الصعب فصلها عن التفكير الجدي الذي بدأ في مصير قيادة الجيش مع العد التنازلي لانتهاء ولاية عون في يناير المقبل، ومحاولات إيجاد صيغة لتأجيل تسريحه أو تعيين رئيس للأركان يتولى صلاحياته.
وأعلن باسيل أن «من واجبنا الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجزرة انسانية لا أدري اذا شهد مثلها التاريخ وواجبنا أيضا التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسه في وجه أي اعتداء اسرائيلي وواجبنا أيضاً أن نقول إننا لا نريد أن يجر لبنان الى حرب هو لا يريدها».
وأكد انه «لا يمكن جر لبنان الى حرب إلا إذا اعتدى العدو الاسرائيلي علينا فعندها سنضطر للدفاع عن أنفسنا»، لافتاً الى أن «لا أحد يريد الحرب وسنعمل كلبنانيين حتى لا تقع ولكن هذا لا يعني أن نسمح للاسرائيليين بالاعتداء علينا».
ورأى أن «عملية تكوين السلطة تؤمن الانتظام العام بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية»، معرباً عن اعتقاده أنه «يمكن أن تكون لنا مقاربة موحدة للمضي في الموضوع لأن الحرب ستطول وليس مسموحاً لا انتظارها أو حتى انتظار نتائجها، ويجب العمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم»، معتبراً أن «هذا ليس الوقت المناسب لنتحدى بعضنا البعض بل يجب أن نلتف على بعضنا لحماية البلاد في وجه أزمة عناصر التفجير فيها كبيرة وعديدة».
جنبلاط
– أما العنوان الثالث فحرص جنبلاط على تعزيز الإجراءات الاستباقية وتوفير «شبكة أمان» داخلية بحال اتسعت رقعة الحرب وعلى قاعدة «توقّعوا الأسوأ».
وقد أكّد جنبلاط في لقاء موسع في دار الطائفة الدرزية أمس، أن «الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني ولذلك كان التواصل المستمر مع حزب الله بألا نُستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب ماشية، ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعتها».
وأضاف «نجتمع اليوم كي نفكر في حال كبرت الأزمة كيف نتخذ الاحتياطات».
وتابع «كلامي مع (القيادييْن في حزب الله) الحاج وفيق صفا وحسين الخليل وغيره كان ألا نُستدرج للحرب رغم وجودها في الجنوب ولكن لا لتوسيعها ولكن الأمر لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد إسرائيل».
وأشار إلى أنّه «في حال حصول نزوح لا بد أن نستخدم المدارس للايواء ولا بد أن نتوقع الأسوأ»، مؤكّداً أنّ «اللقاء مع الرئيس بري كان ممتازاً وميقاتي يقوم بدور كبير وباسيل هو من طلب موعداً للزيارة ويقوم بدور مهم وهناك إيجابيات».
وأضاف «نحن مع مقولة الأرض مقابل السلام بتسوية، ولكن هل بقي شيء من تلك الأرض كي نطرح السلام»؟
الميدان الساخن
ميدانيا، وفيما نعى «حزب الله»، أمس، 6 من عناصره سقطوا خلال المواجهات في الجنوب، شهدت الجبهة عصر أمس تسخيناً مع تعرّض موقع العباد الإسرائيلي لصاروخ موجّه من الأراضي اللبناني قوبل بقصف لأطراف بلدة حولا، كما سقطت قذيفتان فوسفوريتان قبالة مستشفى ميس الجبل بين موقعي العباد والمنارة.
وفي حين تم أيضاً استهداف موقع عسكري اسرائيلي قرب مستعمرة المنارة بصاروخ موجّه، سبق ذلك قيام موقع مستعمرة مسكافعام بإطلاق رشقات رشاشة باتجاه الأراضي اللبنانية القريبة من حدود بلدة العديسة، وإصدار الجيش الاسرائيلي بياناً أعلن فيه أنه استهدف شخصاً حاول اطلاق صاروخ تجاه مستوطنة برعام من جنوب لبنان.
«ننسق حالياً مع لبنان خطط الطوارئ والجهوزية» الأمم المتحدة: بات ملحّاً تطبيق الـ 1701 بشكل كامل
شدّدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، على أن «المنظمة تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر اللحظات حرجًا منذ عقود».
وفي تصريح لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، أكدت فرونتسكا أن «الهدف الرئيسي للأمم المتحدة، التي تضم في عضويتها 193 دولة، وفقا لميثاقها، هو تجنيب الأجيال المقبلة مآسي الحروب».
وقالت «للأسف، تتزايد المخاطر على سلام وأمن لبنان والمنطقة، ولكن علينا ألا نتخلى أبدًا عن آمال إحلال السلام لبلوغ مستقبل أكثر استدامة لشعب لبنان.»
وإذ لاحظت بـ «قلق بالغ استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، فقد دعت لوقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة».
وقالت «أصبح من الملحّ أكثر من أي وقت وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بشكل كامل».
وأضافت «فيما تنسق الأمم المتحدة حالياً مع لبنان خطط الطوارئ والجهوزية، فهي تبذل جهوداً حثيثة ايضاً بالتنسيق مع الشركاء الدوليين للمساعدة على حماية لبنان من النزاع والحفاظ على أمنه واستقراره».
وأوضحت أنه «رغم الجهود الدولية المشتركة، إلا أن السلام المستدام لا يمكن أن يتأمن إلا من الداخل».
وتابعت «هذا هو الوقت المناسب لتعزيز الوحدة الوطنية والتضامن الجماعي لمواجهة هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان».
وأضافت ان «أفضل طريقة للقيام بذلك هي عبر تعزيز وتقوية مؤسسات الدولة، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون المزيد من التأخير».
«قوات الفجر»: جاهزون للدفاع عن لبنان في ظل ضعف أداء الدولة بحماية مواطنيها
بعد عمليتين نفذتهما «قوات الفجر» التابعة لها عبر الأراضي اللبنانية الجنوبية في الأيام الماضية، أعلن نائب «الجماعة الإسلامية» في لبنان عماد الحوت، «أن العمل المقاوم في الجماعة الإسلامية ليس جديداً وهو بدأ مع الاجتياح الاسرائيلي العام 1982 حيث قامت الجماعة بمواجهة هذا الاجتياح وقد نجحت في تحرير مدينة صيدا آنذاك، ولم يتوقف العمل المقاوم للجماعة حتى اليوم».
وأكد الحوت أن «مقاومة الجماعة هي واعية وحكيمة تراعي المصلحة الوطنية وهي محصورة في أدائها على الشريط الحدودي وهي مقاومة أهل الأرض للدفاع عن بيوتهم وأراضيهم».
وكشف أنّ «هذه المقاومة اليوم أرسلت للعدو رسالة مفادها أنها مازالت على المنهج نفسه في ظل قصف القرى اللبنانية واستشهاد العديد من أهلها»، مؤكدًا أنّ «قوات الفجر جاهزة للدفاع عن لبنان في ظل غياب استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية وضعف أداء الدولة في حماية مواطنيها».