قد يحدث أن ينحدر سياسي أو خطاب سياسي إلى الإسفاف، وقد يحدث أنه بعد الاعتذار بحجة «زلة اللسان» قد تُطوى الصفحة أو توضع على الرف، لكن أن يتعمد أحدهم والمؤسف أنه رئيس حزب لبناني أن تنحدر ألفاظه بشكل دائم إلى شتيمة العرب، فهذا فعل في غاية «الوقاحة»، وباتت المسؤولية تقع في ظل غياب الدولة الحقيقية على عاتق المؤسسات الإعلامية التي تستضيفه، وهم العارفون أنه يحمل دائماً في جيبه قصاصة ورق مكتوبة فيها بضعة توجيهات على شكل معلومات، مدفوعة سلفاً، مقابل تمريرها بأسلوبه الشتام، إلا أن رفع نسب المشاهدة على الشاشات تجعل البعض يتجاهلون حقيقته.
لقد فعلها مجدداً رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، فهذه ليست المرة الأولى التي يعرّض فيها ما تبقى من علاقة لبنان بأشقائه العرب لمزيد من الانهيار، دون أن تصدر أية إدانة واضحة من المعنيين ضد هذه التصريحات التي تنحدر أكثر فأكثر إلى القاع في لغة الخطاب السياسي والإعلامي.
وأكثر من ذلك وبدلاً من أن يتراجع في اليوم التالي عن فعلته، انزلق أكثر إلى الحضيض بتغريدة على حسابه في منصة «إكس» في محاولة بائسة للرد على من استنكروا كلامه.
وفي هذا السياق، قال قائل إن تصريحات وئام وهاب لا تمثل إلا صاحبها، وإنه ضخ ما رشح به إناؤه، لكن ما حصل أضيف إلى سجلاتنا التي امتلأت بالتطاول ونكران الجميل العربي، إذ لم تترك هذه الشخصيات أمثال وهاب وإخوانه مناسبة إلا وتطاولوا فيها بطريقة أو بأخرى على الدول العربية والخليجية التي أعطت «بسخاء ودون حساب» لبنان من دون طلب.
وئام وهاب «الشتّام» هكذا سيتذكره مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي الذين يفتخرون بدولهم ويعتبرونها صمام أمان ليس لهم وحسب إنما لأمن الإقليم، يفتخرون بمواقفها المشرفة والمشهود لها في مواجهة التحديات العاصفة إن بدولته أو بجيرانها.
اعتذار وهاب وإن حصل، فهو كالندم حين لا ينفع الندم، وهو من اختار شتيمة العرب نهجاً يواجه به قادة ورجالات التاريخ المارة إلى المستقبل الذي نحلم به في أوطاننا.