يأمل اللبنانيون أن تسري هدنة غزة الإنسانية المؤقتة على جنوب لبنان الذي استُهدف أمس بغارات جوية إسرائيلية على أطراف بلدة طيرحرفا ومجدلزون وعيترون ووادي حامون والجبين، في ضوء إجراءات اتخذتها الجهات المعنية لضبط التحرك في منطقة جنوبي الليطاني، استعدادا للهدنة بعد موافقة «حماس» وإسرائيل على وقف النار وتبادل المحتجزين والأسرى.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية وعربية أن حزب الله سبق أن أكد أن «جنوب لبنان هو جبهة مساندة لغزة وتوقف القتال هناك سينسحب على لبنان». لكن أي تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان أو غزة خلال الهدنة سيقابله رد من حزب الله.
بحسب ما نقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر الحزب التي أكدت أنه لم يكن جزءا من المفاوضات المتعلقة باتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
في هذه الأثناء، فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار بيان بخلاصة مناقشته لتقرير ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان يوانا فرونتسكا، حول تطبيق القرار الدولي 1701 للعام 2006.
من جهة أخرى، شيعت الصحافة اللبنانية وقناة «الميادين» الإعلامية فرح عمر والمصور ربيع المعماري اللذين استهدفا مع مرافقهما حسين أيوب، بقذيفتين إسرائيليتين أثناء تغطيتهما القصف في جنوب لبنان. وصلى رئيس «اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود على جثمان الضحايا في باحة مبنى قناة «الميادين»، في محلة الجناح جنوب بيروت، وجرى دفن ربيع في جبانة بالضاحية الجنوبية، فيما نقلت فرح إلى مثواها الأخير في بلدتها مشغرة في البقاع الغربي. وخيم الحزن على طرابلس منذ الإعلان عن استهداف سيارة كانت تقل «أبوبكر» ونائب قائد «حماس» خليل خرز ومرافقيهما وحصل إطلاق كثيف للنار حزنا.
إلى ذلك، تحدثت مصادر وزارية عن اتجاه لعقد جلسة لمجلس الوزراء، الاثنين المقبل، وتوقعت، في حالة اكتمال نصاب الجلسة، ان يتم توزيع الدراسة القانونية التي أعدها القاضي محمود مكية على الوزراء، حول التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، من قبل مجلس الوزراء، في حال امتنع وزير الدفاع عن ذلك، وتغطي الدراسة حالة تأجيل التسريح أيضا.
لكن تكتل «لبنان القوي»، برئاسة النائب جبران باسيل، اعتبر، في بيان له، ان من وصفهم «بمجموعة المطبلين والمضللين» يواصلون افتعال أزمة لا وجود لها في الأصل، نتيجة لبلوغ قائد الجيش السن القانونية للتقاعد، مستبعدا وجود الفراغ في القيادة بحكم ما يعرف بـ «إمرة الأعلى رتبة» وهذا متوافر.
ويعتمد باسيل على مجاراة «حزب الله» له، في موضوع قائد الجيش، وتقول إذاعة «لبنان الحر»، الناطقة بلسان «القوات اللبنانية»، ان مصدرا رفيعا في «الثنائي الشيعي» سأل نفسه حول ما إذا كان «حزب الله» مضطرا لمسايرة باسيل في رفضه تأجيل تسريح قائد الجيش فيما باسيل متمسك بمعارضة مرشح الحزب للرئاسة سليمان فرنجية، بينما يؤيد البطريرك الماروني بشارة الراعي التمديد للعماد جوزاف عون، ويرفض تعيين قائد سواه، قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
بيد ان من سمع أو قرأ خطاب الرئيس نجيب ميقاتي من قلعة الاستقلال في راشيا امس، ومخاطبته للعماد جوزاف عون بـ «الأخ العزيز وبأن جهودكم ورعايتكم الأبوية للجيش التي كنت أنا شاهدا عليها»، لأدرك بأن معاندة التيار الحر ورئيسه لبقاء قائد الجيش في موقعه، بعد العاشر من يناير، جهد ضائع.
إلى ذلك، نقل عن الرئيس ميقاتي الاتجاه إلى تطويع 8000 عسكري بعد تأمين التمويل من مصادر خارجية، على اعتبار ان القرار الأممي 1701 الذي تصر القوى الدولية على تطبيقه في جنوب لبنان، يوجب نشر 12 ألف جندي لبناني في منطقة عمليات اليونيفيل أي في منطقة جنوب الليطاني، حيث يجب الا يكون هناك مكان لمسلح آخر في حين ان الموجود الآن 4000.
وما تجدر الإشارة إليه ان عمليات التطويع في الجيش اللبناني متوقفة، منذ 5 سنوات، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجتاح الدولة، منذ مطلع عهد الرئيس ميشال عون.