وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إطلاق سراح سجناء أميركيين في إيران بأنه “خطوة إيجابية”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنَّ الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ جميع عقوباتها المفروضة على إيران، وأنَّ طهران لن تحصل على أي تخفيف للعقوبات.
واعتبر بلينكن خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع نظيرته المكسيكية أليسيا بارسينا، أن الإفراج عن هؤلاء السجناء هو “مجرد بداية لعملية ستفضي إلى عودتهم لديارهم في الولايات المتحدة”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنَّه “يتعين القيام بالمزيد من العمل لإعادة الأميركيين في إيران إلى ديارهم”.
وكشف أنَّ وزارة الخارجية تحدثت، الخميس، مع الأميركيين الخمسة، مضيفاً أنه “ليس على علم بأي أميركيين آخرين لا يزالون محتجزين في إيران”.
وتأتي تصريحات بلينكن بعدما توصَّلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق لإطلاق سراح 5 أميركيين مسجونين مقابل الإفراج عن سجناء إيرانيين ورفع التجميد عن حوالي 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية.
وكخطوة أولى في الاتفاق، الذي يأتي بعد أكثر من عامين من المفاوضات، أفرجت إيران عن 5 مواطنين أميركيين من أصول إيرانية من مزدوجي الجنسية، لكنها أخضعتهم للإقامة الجبرية، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر وصفتها بالمطلعة.
تبادل سجناء
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، الخميس، إنَّ الولايات المتحدة حصلت على تأكيد بأن إيران أخرجت 5 محتجزين أميركيين من السجن، إلا أنهم لا يزالون قيد الإقامة الجبرية، مضيفاً أنَّ المحادثات جارية للإفراج النهائي عنهم، بحسب ما ذكرته “رويترز”.
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، الخميس، خروج المواطنين الأميركيين الإيرانيين من السجن بموجب اتفاق بين طهران وواشنطن قالت إنه تم بوساطة دولة ثالثة.
ونقلت الوكالة عن بعثة إيران إلى الولايات المتحدة، أنَّ الاتفاق يشمل أيضاً الإفراج عن 5 إيرانيين محتجزين في أميركا.
من جانبها، نقلت “رويترز” عن مصدر، أنَّ طهران ستسمح للأميركيين بمغادرة إيران بعد رفع التجميد عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وقال المصدر إنَّ عدداً من الإيرانيين المسجونين سيُطلق سراحهم بموجب الاتفاق بين طهران وواشنطن.
ووفقاً لـ”نيويورك تايمز”، فإن السجناء هم سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، الذين سجنوا جميعاً بتهم بالتجسس لا أساس لها، فضلاً عن اثنين آخرين حجبت عائلاتهما اسميهما.
وأحد الأميركيين اللذين لم يكشف عن اسميهما عالم، والآخر رجل أعمال، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن شخصين تم اطلاعهما على ترتيبات الإفراج.
ونقل السجناء الثلاثة المذكورون وشخص آخر الخميس من سجن إيفين، أحد أكثر مراكز الاحتجاز شهرة في إيران، إلى فندق في العاصمة طهران، حيث سيحتجزون لعدة أسابيع حتى يسمح لهم بركوب طائرة، حسبما قال جاريد جينسر، محامي نمازي.
وبالإضافة إلى هؤلاء، هناك سجينة أخرى، وهي امرأة أميركية، تم إطلاق سراحها ووضعها قيد الإقامة الجبرية في وقت سابق، وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين على الترتيبات.
الإفراج عن الأموال
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، بدء “عملية الإفراج عن مليارات الدولارات من أصول طهران التي صادرتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في كوريا الجنوبية لعدة سنوات”، على حد وصفها.
وأضافت الوزارة في سلسة منشورات على منصة “X”، أن إيران “حصلت على الضمانة اللازمة لوفاء أميركا بالتزاماتها في هذا الصدد”.