منذ الأسبوع الماضي تجري في القاهرة محادثات حثيثة مع حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين في محاولة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعدما حصدت الغارات الإسرائيلية نحو 21 ألف قتيل حتى الآن.
كما دمرت القطاع الذي تديره حماس، وشردت أغلب سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
التخلي عن السلطة
لعل النقطة الأبرز والأكثر لغطاً على السواء في المقترحات المصرية تخلي حماس عن السلطة في غزة. فقد أوضح مصدران أمنيان مصريان أن القاهرة اقترحت تخلي حماس عن السلطة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.
إلا أن حماس والجهاد رفضتا هذا المقترح، وفق المصدرين، علماً أن مسؤولين من الحركتين نفيا علنا الأمر.
إذ تصر قيادات حماس والجهاد على أن مستقبل القطاع بعد الحرب يجب أن يقرره الفلسطينيون أنفسهم وليس وفقا لإملاءات خارجية.
بينما تسعى إسرائيل إلى تدمير الحركتين، وتفكيك قدراتهما العسكرية والإدارية على السواء.
ولم يتضح بعد إن كانت إزاحة الحركتين المقترحة عن السلطة ستفي بمطالب وشروط تل أبيب، حسب ما نقلت رويترز.
مراحل وقف إطلاق النار
إلى ذلك، تضمن المقترح المصري حسب المصدرين الأمنيين وقفاً لإطلاق النار على مراحل، تكون المرحلة الأولية مؤقتة لمدة أسبوع أو أسبوعين، ومن الممكن تجديده لاحقا.
بينما أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن وقف إطلاق النار سيكون على ثلاث مراحل.
فخلال أول عشرة أيام من هدنة إنسانية تطلق حماس سراح كل النساء والأطفال والمسنين المحتجزين لديها.
في المقابل، تطلق إسرائيل سراح عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين من نفس الفئات وتوقف كل العمليات القتالية وتسحب الدبابات من القطاع وتسمح بإيصال المساعدات الغذائية والطبية والوقود وغاز الطهي. كما تسمح كذلك بعودة السكان إلى شمال القطاع.
المجندات الإسرائيليات
أما المرحلة الثانية فتتضمن إطلاق حماس سراح كل المجندات الإسرائيليات المحتجزات لديها. على أن تطلق إسرائيل في المقابل مجموعة أخرى من الفلسطينيين من سجونها.
كما يتبادل الجانبان جثثا محتجزة لكل طرف لدى الآخر منذ السابع من أكتوبر.
لمدة شهر
في حين قد تستمر المرحلة الثالثة لمدة شهر، بناء على ما ستسفر عنه المفاوضات، وستشهد إطلاق سراح كل المحتجزين لدى حماس مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين.
كما ستسحب إسرائيل الدبابات من غزة ويوقف الجانبان كل الأنشطة القتالية.
إلا أن مسألة وقف إطلاق النار المؤقت لا تزال مرفوضة من قبل حماس والجهاد اللتين أكدتا أنهما لن توقفا القتال ما لم يتوقف “العدوان” الإسرائيلي.
كما تصر الحركتان على أن إبرام صفقة لتبادل الأسرى يجب أن يؤدي إلى إطلاق سراح كل الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بمعنى “الكل مقابل الكل”.
من جهتها، ترفض إسرائيل مطالب الفصائل الفلسطينية بوقف نار شامل وفوري وكلي. كما ترفض سحب قواتها من غزة.
إدارة غزة
إلى ذلك، طرحت على طاولة البحث فكرة إدارة غزة بعد الحرب، إلا أن مسؤولين فلسطينيين أوضحوا أن هذا الملف ليس جزءا أو شرطا لمقترح وقف إطلاق النار.
وتدعم مصر محادثات لتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إدارة مساعدات الإغاثة وإعادة إعمار غزة وإجراء انتخابات تشريعية جديدة.
يذكر أن أسامة حمدان، القيادي في الحركة كان أكد في مؤتمر صحافي أمس من لبنان، أن هناك أفكارا كثيرة مطروحة للنقاش تتعامل معها حماس بشكل منفتح.
تأتي تلك المحادثات فيما تتواصل الحرب الضارية على غزة، وسط ارتفاع في أعداد القتلى الفلسطينيين التي وصلت إلى نحو 21 ألفا، فضلا عن 55 ألف مصاب.