وفي هذا السياق اعتبر مصدر نيابي مخضرم ان هناك محاولة للانتقال من فراغ الى آخر في مواقع حساسة التي تخص المسيحيين، وبالتالي توجيه رسالة الى الكنائس والاحزاب المسيحية التي اتفقت على اسم مرشح للرئاسة (الوزير السابق جهاد ازعور) بان مثل هذا الضغط لا يمكن ان ينفع، علما ان اتفاق “القوات” و”التيار الوطني الحر” وا”لكتائب” وان كان ظرفيا الا انه يحصل للمرة الاولى منذ العام 1975. واشار المصدر الى انه مقابل هذا الاتفاق، حزب الله والرئيس نبيه بري- الثنائي الشيعي- اعتبرا انهما مستهدفين، في حين ان السُّنة مبعثرين وغير موجودين بفاعلية على الساحة السياسية.
وامام هذا الفراغ المتمدد، حذر المصدر من ان استمرار الضغوط على المسيحيين – على غرار التلويح بالفراغ الشامل في المصرف المركزي- يجعل الشعب بأكمله والبلد يدفعان الثمن، مبديا خشيته من المزيد من الضغوط في لبنان تؤدي الى حروب- لا سمح الله- بمعنى انها لا تؤدي الى حلول واقله ستدفع الى اتفاق مشابه للدوحة -اي رئيس الجمهورية يساوي 3 وزارء- وكل ما سبق هذا الاتفاق او اتى بعده.
ولفت المصدر عينه الى ان العودة الى اي اتفاق شبيه بالدوحة سيؤدي الى مكتسبات لطرف – وتحديدا الطرف الشيعي- في قلب النظام، ويشرح الآتي: الشيعة يريدون الدخول الى النظام لان الحل الكبير في المنطقة -بدءا من الاتفاق السعودي-الايراني مرورا بالمفاوضات الاميركية – الايرانية في مسقط وصولا الى الانفتاح السعودي نحو النظام القائم في سوريا والزيارات المتبادلة على مستوى المنطقة- سيشمل موضوع سلاح حزب الله في لبنان وسيرسم حلا له، اي انه سيوضع جانبا بغض النظر عن الآلية لذلك، مع الاشارة هنا ان هذا السلاح دخل لبنان لاسباب اقليمية، وبالتالي فان التفاهم الاقليمي هو الذي يحل الازمة التي ولدّها في لبنان.
واضاف: اذا لم يعد حزب الله “يخيف” الآخرين بسلاحه، فانه سيسعى الى البديل من خلال الدخول الى النظام ليس من باب مجلس النواب، بل من خلال المشاركة الفعلية في القرار التنفيذي والاجرائي قائلا: حتى ولو كان الموقف العلني عدم المس باتفاق الطائف ورفض التعديل الدستوري، الا ان هناك اجراءات من خلال تكريس اعراف معينة.
وخلص المصدر الى القول المعركة الحاصلة ليست مواجهة بين المرشحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور، بل هو ابعد من ذلك!