رحب البيت الأبيض بتمديد الهدنة بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة ليومين إضافيين، وفق ما صرح المتحدث باسمه جون كيربي الإثنين. وقال كيربي إن واشنطن “تأمل بالتأكيد بتمديد أطول للهدنة، وهذا يرتبط بإفراج حماس عن رهائن إضافيين”.
وقبيل انتهاء الهدنة عند السابعة من صباح الثلاثاء والتي أتاحت الإفراج عن رهائن ومعتقلين وإدخال مساعدات طارئة إلى قطاع غزة، أعلن متحدث الخارجية القطرية التوصل إلى اتفاق لتمديدها ليومين إضافيين.
قالت وزارة الخارجية القطرية الاثنين إن هناك “رسائل إيجابية” من حركة حماس وإسرائيل لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة يومين إضافيين.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم الوزارة في بيان “الجهود تصب الآن نحو تمديد الهدنة في قطاع غزة ليومين إضافيين من أجل إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع والإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن والأسرى”. كما عبر الأنصاري عن أمل قطر في “أن تفضي الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وحقن دماء المدنيين”.
إطلاق 20 أسيرا إسرائيليا و60 معتقلا فلسطينيا
وفي وقت سابق، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان إن الجهود المصرية القطرية “أوشكت حتى الآن” على التوصل لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين.
رشوان قال إن مصر وقطر تقتربان من التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة بين إسرائيل وغزة ليومين. وقال إن التمديد لمدة يومين سيشمل إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلية و60 معتقلا فلسطينيا.
وأضاف رشوان أنه مع توقع إطلاق سراح 11 رهينة إسرائيليا اليوم، فإن المفاوضات لا تزال مستمرة من أجل إطلاق سراح 33 فلسطينيا.
وأوضح رشوان أنه بالإضافة للإفراجات، فسوف يستمر خلال اليومين الممتدين للهدنة، وقف إطلاق النار في كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع
وقال مصدر أمني مصري لوكالة فرانس برس إن “حماس أبلغت موافقتها ورغبتها بتمديد الهدنة لأربعة أيام لكن بانتظار موافقة إسرائيل بهذا الشأن”.
وأضاف المصدر أن “إسرائيل لا تزال تريد عملية تمديد الهدنة لكن على أن يتم الاتفاق على تجديدها كل يوم بيومه” مشددا على أن “الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة جدا من أجل النجاح في تمديد الهدنة ووقف النار لعدة أيام”.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها قدمت “خيارا” لحركة حماس في قطاع غزة لتمديدها، بحسب متحدث حكومي إسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي للصحافيين “نرغب في استقبال 50 رهينة إضافية لما بعد هذه الليلة، في طريقنا لإعادة الجميع”.
تجديد الهدنة كل يوم بيومه
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان باللغة العربية إن “المفاوضات بشأن قائمة المختطفين الذين سيتم الإفراج عنهم لاحقا لا تزال جارية”. وأضاف “نعي التوتر الذي تشعر به عائلات المختطفين وسننشر معلومات إضافية حين نتمكن من ذلك” محذرا “من ترويج الإشاعات ومعلومات غير موثوق بها”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن هناك مساعي قطرية ومصرية وأميركية وأوروبية وإسبانية لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وقال المالكي إن الهدنة الحالية قد تُمدد ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام، لكنه أضاف أن لا أحد يعرف إلى متى. تصريحات المالكي جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في برشلونة.
وقالت مصادر مصرية إن المفاوضين يعملون على حل بعض الخلافات حول مدة تمديد الهدنة وقائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
خلافات حول مدة تمديد الهدنة
وفي السياق، قالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الاثنين إن غالبية ما تبقى من المحتجزين من النساء والأطفال في قطاع غزة ليسوا بيد حركة حماس، وإن عددا منهم قتل بالفعل في القصف الإسرائيلي.
وأضافت المصادر، أن المحتجزين في حوزة الفصائل الفلسطينية الأخرى، وخاصة حركة الجهاد، يمكن أن يساهموا في تمديد التهدئة لأربعة أيام أخرى بحد أقصى “لكن حتى هذه اللحظة لم تتمكن حماس من تسلم الأسرى الموجودين في حوزة الفصائل ولم تتمكن من ترتيب عمليات تسليمهم حال وجود قرار بذلك”.
تعديل أخير بالمجموعة الرابعة
وتم التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح 11 شخصا ضمن المجموعة الرابعة من الرهائن الإسرائيليين، الذين يحتجزهم مسلحو حركة “حماس” في قطاع غزة؛ وفق ما جاء بموقع “واينت” الإلكتروني.
وأفاد الموقع نقلا عن مصادره الإسرائيلية، بأنه تم في اللحظة الأخيرة إدراج والدتين في قائمة المفرج عنهم، ووفقا للمصادر، سيتم إطلاق سراح 9 أطفال وامرأتين
وهاجمت إسرائيل قطاع غزة بضراوة برا وبحرا وجوا لمدة 48 يوما ما أسفر عن مقتل 16 ألف شخص، فضلا عما يزيد على 35 ألف جريح. وتقول إسرائيل إن هجوم حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مدنها ومعسكرات لجيشها قرب قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول أوقع 1200 قتيل، إضافة لأكثر من 200 اقتادهم أصحاب الهجوم المباغت في طريق العودة إلى داخل القطاع.
لكن بموجب هدنة مؤقتة لأربعة أيام بين حماس وإسرائيل دخلت حيز التنفيذ صباح يوم الجمعة، تحرر حتى الآن 39 إسرائيليا أمضوا في قطاع غزة قرابة 50 يوما، وأفرجت إسرائيل عن 117 فلسطينيا من النساء والأطفال غادروا السجون الإسرائيلية بعد جهود وساطة من مصر وقطر وبرعاية أميركية.
وقال مصدر أمني مصري رفيع لوكالة أنباء العالم العربي اليوم الاثنين إن مصر لم تتسلم حتى الآن قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم اليوم في إطار اليوم الرابع والأخير للهدنة.
وأضاف المصدر أن تأخير حماس في إرسال قوائم بأسماء المحتجزين المقرر الإفراج عنهم “جاء بسبب عدم التزام إسرائيل بمعيار الأقدمية في قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم”.
وقال مصدر في حركة الجهاد لوكالة أنباء العالم العربي أمس الأحد إن الفصائل الفلسطينية في غزة لا تزال تحكم قبضتها على أكثر من 40 شخصا من المدنيين ومزدوجي الجنسية من غير العسكريين، يرجح أن يكونوا جزءا من أي مفاوضات لتمديد الهدنة.