شنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران الجمعة وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وإن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.
وقال مصدران إقليميان إن 20 على الأقل من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري وقائد القوات الجوفضائية أمير علي حاجي زادة، قتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران الجمعة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن قوات كوماندوز من الموساد عملت في العمق الإيراني قبل الهجوم كما قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي والجيش سلسلة من العمليات السرية على ترسانة إيران الصاروخية.
وأضاف المصدر أن إسرائيل أقامت أيضا قاعدة هجوم بطائرات مسيرة قرب طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة واسعة النطاق على الدفاعات الجوية الإيرانية ودمر “عشرات أجهزة الرادار وقواعد إطلاق صواريخ سطح-جو”.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة إن مستويات الإشعاع في موقع نطنز النووي لم تشهد أي زيادة، وذلك بناء على معلومات تلقتها من السلطات الإيرانية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل قائده حسين سلامي، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقر الحرس الثوري في طهران تعرض للقصف.
وشاركت 200 مقاتلة إسرائيلية في الضربات، وقصفت أكثر من 100 هدف في إيران.
ومن بين القتلى رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وقائد الحرس الثوري وقائد قيادة الطوارئ.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن ستة من علماء المجال النووي قتلوا في الهجمات.
إغلاق المجال الجوي
أظهرت بيانات موقع (فلايت رادار 24) لتتبع حركة الملاحة الجوية أن شركات الطيران ابتعدت عن المجال الجوي فوق إسرائيل وإيران والعراق والأردن بعد الهجمات، إذ سارعت شركات الطيران إلى تحويل وإلغاء رحلاتها للحفاظ على سلامة الركاب وأفراد الأطقم الجوية.
وقالت شركات العال ويسرائير وأركياع الإسرائيلية إنها نقلت الطائرات خارج إسرائيل. كما تم إغلاق مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر.
ومع إغلاق إيران مجالها الجوي، ألغت طيران الإمارات رحلاتها من وإلى العراق والأردن ولبنان وإيران.
وقالت إسرائيل إنها تعمل على التصدي لنحو مئة طائرة مسيرة أطلقتها طهران صوب إسرائيل ردا على الهجمات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أمرا للسكان بالبقاء قرب مناطق محمية لم يعد ساريا بما يشير إلى تحييد كل أو أغلب تلك الطائرات المسيرة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة فيديو مسجلة “نمر بلحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.
وأضاف “قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية ‘الأسد الصاعد‘، وهي عملية عسكرية محددة الأهداف لدحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل. وستستمر هذه العملية لأيام للقضاء على هذا التهديد”.
وحذر نتنياهو الإسرائيليين من أنهم قد يضطرون للبقاء في المخابئ لفترات طويلة.
وقالت الولايات المتحدة إنها لم تشارك في العملية التي تثير خطر تصعيد جديد للتوتر في الشرق الأوسط المنتج للنفط.
وقالت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إن منشآت تكرير وتخزين النفط لم تلحق بها أي أضرار خلال الهجمات وإن أنشطتها جارية كالمعتاد.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن أوامر استدعاء صدرت لعشرات الآلاف من الجنود “وهم متأهبون على كل الحدود”.
وأضاف “نحن في خضم حملة تاريخية لا مثيل لها. هذه عملية حاسمة لمنع تهديد وجودي من قبل عدو عازم على تدميرنا”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بعد بدء الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران إن طهران لا يمكن أن تمتلك قنبلة نووية وإن الولايات المتحدة تأمل في العودة إلى طاولة المفاوضات.
ونقلت جنيفر جريفين مراسلة فوكس نيوز عن ترامب قوله في منشور على منصة إكس “سنرى”.
وقال مسؤولون أميركيون مرارا إن أي اتفاق نووي جديد مع إيران، ليحل محل اتفاق عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية، يجب أن يتضمن التزاما بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم الذي يعتبر طريقا محتملا لتطوير قنابل نووية.
محادثات الملف النووي
نفت الجمهورية الإسلامية مرارا مثل هذه النوايا، قائلة إنها تريد استخدام الطاقة النووية فقط للأغراض المدنية، ورفضت علنا مطالبة واشنطن بإلغاء التخصيب باعتباره اعتداء على سيادتها.
وأعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس أن إيران مخالفة لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما.
وذكر الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه اضطر للتحرك بناء على معلومات مخابرات جديدة تظهر أن إيران “تقترب من نقطة اللاعودة” في سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وقال في بيان “في الأشهر القليلة الماضية، تسارع هذا البرنامج بشكل كبير، ما جعل النظام (الإيراني) يقترب بشكل كبير من الحصول على سلاح نووي” دون الكشف عن المعلومات التي أشار إليها.
وفي حين حاولت الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن العملية العسكرية الإسرائيلية، قال مسؤول إسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن إسرائيل نسقت مع واشنطن بشأن إيران.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات، وأن إسرائيل تصرفت بشكل منفرد دفاعا عن النفس.
وأضاف في بيان “لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”.
وأضاف “دعوني أكون واضحا: لا ينبغي لإيران استهداف المصالح أو الأفراد الأميركيين”.