يقول الفنان أسامة الرحباني صانع الأعمال المسرحية الجميلة مع كارول سماحة وهبة طوجي إن مسرحه «شبه ميت» حاليا وسبب مرضه يكمن في الإنتاج، لأن هذا النوع من الأعمال سواء كان تاريخيا أو معاصرا تتداخل فيه الموسيقى مع الرقص والأزياء والديكور وفريق العمل الكبير وهذا الأمر يستتبع إنتاجا ضخما هو غير متوافر اليوم. وإذ يصف أسامة الوضع المسرحي بالمأساوي، يقول إنه يبحث عن منتجين جريئين جاهزين للمغامرة، لكنه لا يجد أحدا لاسيما أن المنتج في هذا المجال يجب ألا يكون تاجرا ويجب أن يضع في الحسبان الربح والخسارة في آن.
وبحسب الرحباني الابن، فإن أهم مسرحيات الأوبريت في العالم خسرت ماديا في البداية ثم عادت وحققت الربح، وكذلك مسرحيات الأخوين الرحباني التي خسرت مرات قبل أن تأخذ حجمها الكبير، وفي كل المراحل، كان عاصي ومنصور ينفقان بجنون على المسرح كل ما يجنيانه.
ويتحدث أسامة عن مسرحية «نفرتيتي» التي جهزها منذ أكثر من سنتين، لكنه يرى صعوبة إلى حد الاستحالة في تنفيذها لأن كلفة إنتاجها ضخمة والمسارح المؤهلة تقنيا لاحتضانها باتت نادرة، إضافة إلى أسئلة مطروحة في شأن مزاج الجمهور العريض وما إذا كان مهتما بهذا الصنف من الأعمال.
الفنان غدي الرحباني بدوره يتأسف كثيرا على واقع المسرح الغنائي فيما المسرحيات الصغيرة عادت تنشط في لبنان. ولاحظ أن الجمهور الكبير بات لا يطرب إلا على أغنيات يعرفها وما عاد بالتالي يتقبل ما هو جديد. وأضاف: «هذا واقع مؤسف، والناس تغيروا بعد أزمة كورونا وما عادوا يقبلون على المسارح الغنائية».