صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

«الراي الكويتية» تكشف تفاصيل الفطور بين السفير السعودي وفرنجية ..

بين «منتهية» لمصلحة زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية على قاعدة أنه بات «رئيساً مع وقف التنفيذ»، و«معلَّقة» على تَفاهُم المعارضة مع المعترضين على هذا الخيار من خارجها على مرشّحٍ واحد «ينزع الملعقة من فم» فرنجية، يترنّح الاستحقاق الرئاسي في لبنان مسابِقاً 30 يوماً يُراد أن تكون مفصليةً فإما انتقالٌ طبيعي من الفراغ القائم وإما «ولادة قيصرية» تضع حداً للشغور المتمادي في القصر منذ 1 نوفمبر.

ومن خلف غبار «الرياح المتعاكسة» التي تلفّ الانتخاباتِ الرئاسية ومآلاتها، تلوح مفارقاتٌ نافرة ليس أقلّها «صراخ» الخارج على الداخل اللبناني وله بأن «خذوا هذا الاستحقاق بأيديكم وامسِكوا بزمام أموركم ومارِسوا سيادتكم وقراركم الحر»، في موازاة إصرار أطراف محلية على تَرَبُّص إشاراتٍ إقليمية أو دولية سواء لـ «ركوب الموجة» عوض المبادرة لتحديد اتجاهها، أو تحت عنوان انتظار غطاء صريح مسبق يشكل «بوليصة تأمين» على بياضٍ للعهد الجديد تمنع «رسوبه» ولو جاء من «ترسبات الماضي» في السياسة وملحقاتها.

وعلى وقع مهلة 15 يونيو التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يُعتبر مع «حزب الله» الرافعة الداخلية لترشيح فرنجية، كحدّ أقصى لانتخاب رئيس، بالتوازي مع مؤشراتٍ إلى مناخاتٍ خارجية ستتصاعد وتيرتها وتضغط لإنهاء الفراغ قبل حلول الصيف وتحضّ اللبنانيين على الاضطلاع بمسؤولياتهم بإنجاز استحقاقٍ مفصلي على صعيد معاودة إطلاق عجلة الحُكْم وتَحَمُّل نتائج أي خيار رئاسي يعتمدونه انطلاقاً من إدراكهم ما هو المطلوب من لبنان تجاه الدول التي يطلب دعمها، مازال مغزى الفطور الذي جَمَعَ فرنجية (يوم الخميس) مع السفير السعودي وليد بخاري في دارة الأخير يخضع لقراءات في بيروت ربطاً بمآلات موقف الرياض من الملف الرئاسي.

وقالت مصادر تَسنّى لها الاطلاع على فحوى لقاء فرنجية – بخاري لـ «الراي» إن زعيم «المردة» كان بالغ الشفافية والصراحة في تَناوُل الملف الرئاسي وفي مواقفه من مجمل القضايا المطروحة.

وتحدثت المصادر الوثيقة الصلة بحلفاء فرنجية عن أن الأخير كان حاسماً في إبداء حرصه على ما قال إنه مصالح السعودية في لبنان «التي هي جزءٌ من مصلحة لبنان ومناعته ومنْعته».

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وكشفت المصادر عيْنها أن فرنجية طمأن إلى أنه في حال وصوله إلى الرئاسة سيحرص على التعاون مع حلفاء المملكة الذين يشكلون في الأساس جزءاً من الحُكْم الذي لا يمكنه تحقيق أي نجاح إلا بتعاوُن الجميع.

وبدا زعيم «المردة» واضحاً في حديثه عن أن لا هو ولا سواه يمكن أن يتاح له النهوض بالبلاد من أزماتها من دون دعْم السعودية وحضورها ووقوفها إلى جانب لبنان الذي ينبغي أن يبادلها الحرص على علاقات أخوية.

وذَهَبَ فرنجية – بحسب المصادر الواسعة الاطلاع – إلى حد إبداء الاستعداد للانسحاب من الاستحقاق الرئاسي في حال كان للسعودية موقف سلبي منه، وأنه لن يتردّد في دعْم «أي مرشح تريدونه».

وفي ما يشبه المصارحة، حرص زعيم «المردة» على القول للسفير بخاري إنه ليس مرشح «حزب الله» وحركة «أمل» بل هو الاسم الأكثر متوافَقاً عليه من بيئات مختلفة.

وأوحت المصادر نفسها أن السفير بخاري كان مرتاحاً للغاية للكلام الذي قاله فرنجية بشفافيةٍ ومن دون مواربة وتأكيده أن لا أجندة مَخْفية له.

ورغم هذه الأجواء، فإن دوائر مراقبة في بيروت قالت لـ «الراي» إن الأمر لم يغيّر في المشهد الرئاسي «قيدَ أنملة»، فالسعودية التي اختارتْ الحياد مازالت متمسّكة بثلاثيتها: لا فيتو على أحد، لا دعْم لأحد، ولا ضغوط على أحد.

وفي تقدير هذه الدوائر أن «الحفاوةَ» التي يُبْديها الرئيس بري بتطوراتٍ تصبّ في مصلحة فرنجية مُبالَغٌ فيها، ومَن يراقب مقاربةً «حزب الله» العميقة لِما هو عليه المخاض الرئاسي يدرك أن الحزب أقلّ تفاؤلاً من بري.

وأعربت هذه الدوائر عن اعتقادها أن الرياض التي تخلّتْ عن الـ «لا» لمرشّحين على غرار فرنجية، لم تَقُلْ «نعم» بالتأكيد، وتالياً فإن الكرةَ في ملعب اللاعبين المحليين الذين لم يتزحزحوا حتى الآن عن مقارباتهم للاستحقاق المعلَّق.

وإذ تخضع مواقفُ قوى الداخل لمعاينةٍ دقيقة على وهْج الحضّ الإقليمي – الدولي على الإسراع في انتخاب رئيس، يحلو لأطراف «الممانعة» في بيروت رسْم سيناريوات عن تبدُّلٍ مأمولٍ في الموقف السعودي لجهة دعْم وصول فرنجية للرئاسة بما يُترجَم حضوراً لحلفاء المملكة لجلسة الانتخاب تأميناً للنصاب ولو اقترعوا بروقة بيضاء.

وبدت هذه الأطراف (الممانعة) أقلّ اهتماماً بما سيكون عليه موقف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بعد تجميد تَحالُفه مع «حزب الله» اعتراضاً على تبني ترشيح فرنجية وميْل الحزب لترْك باسيل وشأنه.

وفي تقدير أوساطٍ متابِعة على بيّنةٍ من خيارات «حزب الله» ان الحزب يأمل اكتمالَ النصاب السياسي – الدستوري لانتخاب فرنجية بمعزل عن باسيل، وسط اقتناعٍ بأن رئيس «التيار الحر» سيكون أمام إما المضي في عزلته لتصوير نفسه ضحية، وإما الالتحاق بركب التسوية في الخمس دقائق الأخيرة لحجْز مكان له، وهو ما لا يرغب «حزب الله» بحصوله تفادياً لأثمان لا يريد دفْعها لباسيل.

وفي موازاة ذلك، برز موقفان أمس:

الأول صدر عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي لا يعطي إشاراتٍ حتى الساعة إلى إمكان تراجُعه عن عدم السير بفرنجية، إذ غرّد: «متى سيخرج المُنْقِذ المنتظَر نسْر الاصلاح وحبيب الجماهير من صندوق الاقتراع بعد تصويت نواب الأمة الأبرار ومباركة سفراء السند والهند ويعلو شاهقاً حتى يلامس الشمس والثريا حاملاً الأرجوان من صندوق النقد شاهراً صولجان العدل والملك. متى يا قوم متى؟».

والثاني لعضو «كتلة تجدد» النائب أديب عبد المسيح الذي أعلن «اننا نسعى لتوحيد صفوف المعارضة، والأسماء المطروحة هي جهاد ازعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزف عون». ورأى أن «الأوفر حظاً هو جهاد أزعور لأن التيار الوطني الحر لا يعارضه»، موضحاً «أن الإشارة التي تأتي من الجانب السعودي هي ان لا فيتو على أحد ولا دعم لأحد وأن على المعارضة أن تتوحد وتتفق على اسم». واضاف «السعودي يعطي الإشارة إلى أنه إذا كنتم لا تريدون فرنجية فاتفقوا على أحد، وهذا يعني أنه ليس مستاء من المعارضة ولكن يطلب أن يكون هناك اسم موحد».

وجاء موقف عبدالمسيح غداة زيارة السفير بخاري للتكتل الذي يضم في صفوفه النائب ميشال معوّض، المرشّح الذي خاضت غالبية المعارضة جلسات الـ لا انتخاب الـ 11 عبر التصويت له، وهو أعلن بعد اللقاء أنّ «موقف السعودية أصبح واضحاً، وهي تعتبر أنّ الاستحقاق الرّئاسي هو استحقاق سيادي لبناني، وأنّ على اللّبنانيّين أن يختاروا أيّ طريق يريدون وبالتّالي يتحمّلون مسؤوليّة خيارهم. والسعودية هي دولة صديقة وتتعاطى مع النّتائج».

وشدّد على أنّ «إصرارنا هو ألّا يكون الاستحقاق الرّئاسي استمراراً لسياسات العزل والفساد وتدمير الدّولة وسرقة أموال اللّبنانيّين»، مبيّناً أنّ «موقفنا ككتلة هو أن نواجه بكلّ ما أوتينا من قوّة، أيّ مرشح مفروض من مشروع الممانعة الذي أوْصلنا إلى هنا. ويدنا ممدودة للجميع، للوصول معاً إلى منطق بناء الدّولة والاستقرار والازدهار».

وفي سياق متصل، تتجه الأنظار إلى زيارةٍ يعتزم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي القيام بها لباريس في 2 يونيو المقبل للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، على أن يتركّز البحث فيها على مجمل الواقع اللبناني ولا سيما الانتخابات الرئاسية.

ويسود ترقُّب لهذه الزيارة في أعقاب مؤشراتٍ تقاطعتْ عند أن باريس بدأت تنفّذ «إعادةَ انتشارٍ» في الملف الرئاسي بعد مغالاتها في تَبنّي فرنجية ومحاولة تسويقه خارجياً وفرْضه على الداخل، وهو ما قوبل باعتراضاتٍ علنية نادرة من قوى مسيحية وازنة، وسط أجواء نقلت أن الراعي أبلغ السفيرة الفرنسية آن غريو خلال لقائها قبل أيام عتباً على المقاربة الفرنسية التي لم تأخذ في الاعتبار الوزن المسيحي في التركيبة اللبنانية ومكانة بكركي.
الخبر من المصدر

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading