صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

اكتشاف عن العالم الآخر لـ “البشر القرود” يشكك في فهمنا تطور الإنسان

يسعى علماء إلى حل أحد أكبر الألغاز الأثرية في العالم، ويقومون من خلال استخدام مجموعة غير مسبوقة من الاختبارات، بدرس ما إذا كانت مجموعة من “الرجال القرود” Ape-Men ، نجحت في إرساء ثقافة معقدة شبيهة بتلك التي طورها جنسنا البشري الذي يطلق عليه مسمى جنس “الإنسان العاقل” Homo Sapiens، ربما قبل آلاف الأعوام من تمكننا من القيام بذلك.

وتشير البيانات التي جمعها العلماء إلى أن ثقافة متطورة تشبه ثقافة “الإنسان القرد” المعقدة، التي تتضمن ممارسات ومعتقدات معينة مرتبطة عادة بالمجتمعات البشرية الحديثة، ظهرت في جنوب أفريقيا قبل 300 ألف عام.

وما يجعل الأمور أكثر غموضاً، هو أن الأنواع البشرية المنقرضة منذ فترة طويلة من الزمن، على رغم صغر حجم دماغها – فقط ثلث حجم الإنسان الحديث – أظهرت عدداً من أوجه التشابه السلوكية المهمة مع البشر المعاصرين.

وينذر الاكتشاف والبحث المستمر بإبطال جوانب أساسية لفهم المجتمع العلمي للتطور البشري.

الأدلة التي جمعها الباحثون حتى الآن، بدأت تشير إلى أن “الرجال القرود” ذوي الأدمغة الصغيرة، ربما كانوا قادرين على القيام بسبعة أمور رائعة:

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

  • الاعتقاد بوجود حياة ما بعد الموت (بمعنى آخر، الاعتقاد بأن شكلاً من أشكال الوجود يستمر في مرحلة ما بعد الموت).
  • الاعتقاد بأن الحياة ما بعد الموت تحدث في نوع من “العالم السفلي”، يقع تحت (وليس في أو فوق) عالم الأحياء. وهذا يعني أنهم ربما طوروا مستوى من الإدراك الأولي أو المعرفة المبدئية لعلم الكونيات.
  • تصور فكرة دفن موتاهم جسدياً – في ذلك “العالم السفلي”.
  • تزويد قبور أفراد مجتمعهم من المتوفين بأمتعة وأدوات – مما يبدو أنه يشير إلى أنهم ربما اعتقدوا بأن الموتى سيكونون بطريقة ما قادرين على استخدامها في الحياة الآخرة.
  • ممارسة طقوس محتملة – ولا سيما منها وجبات الطعام الجنائزية – داخل “عالمهم السفلي”.
  • ابتكار فن بدائي (تصاميم تجريدية) حول مدخل غرفة واحدة في الأقل من غرف المدافن في ذلك “العالم السفلي”.
  • التخطيط لنوع من أنظمة الإنارة المعقدة نسبياً (إما سلسلة متتالية من الحرائق الصغيرة، أو المشاعل، أو الاثنتين معاً) لتمكينهم من ولوج “عالمهم السفلي” وأخذ موتاهم إليه.

أما “عالمهم السفلي” فيقع في مكان عميق في باطن الأرض، داخل نظام جوفي معقد يطلق عليه اسم “كهف النجم الصاعد”  Rising Star Cave، في ما يعرف الآن بالجزء الشمالي الشرقي من جنوب أفريقيا. ولبلوغ الحجرة الرئيسة (التي توجد فيها ما يبدو أنها مدافن) داخل هذا النظام، كان الأمر يتطلب القيام برحلة تحت الأرض بطول 130 متراً.

هذا الاكتشاف لقي من جهة اهتماماً من جانب بعض العلماء الذين قابلوه ببعض الإثارة، في حين أن آخرين رسموا شكوكاً حوله.

البروفيسور لي بيرغر قائد فريق التحقيق في “كهف النجم الساطع” وعالم الحفريات في مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” وفي “جامعة ويتواترسراند”، قال: “إننا نعلم أن ما نكتشفه يفتح آفاقاً جديدة للغاية، وبالتالي من المحتمل أن يكون مثيراً للجدل. ولعل هذا هو السبب في أننا نستخدم كل نوع ممكن من تقنيات التحقيق، لضمان إمكان العثور على أكبر مقدار ممكن من الأدلة الإضافية”. وقام بيرغر للتو بالاشتراك مع محقق خبير في التطور البشري هو البروفيسور جون هوكس، بنشر كتاب مفصل لـ”ناشيونال جيوغرافيك” عن اكتشافاتهما بعنوان “كهف العظام”  Cave of Bones.

وأجريت اختبارات علمية أولية – لكن هناك عدداً كبيراً من الاختبارات الأخرى يجرى التخطيط لها الآن، لتأكيد الاستنتاجات الأولية أو تعديلها.

أما الجانب الأكثر إثارة للجدل لذلك النوع من البشر (التي أطلق عليه العلماء اسم “إنسان ناليدي” Homo Naledi ) فهو حجم دماغ تلك المخلوقات، الذي بالكاد أن يكون أكبر من دماغ شمبانزي.

من هنا فإن جزءاً حاسماً من التحقيق الجاري، سيكون من خلال إجراء مزيد من الفحص التفصيلي لشظايا جمجمة، عثر عليها في مجمع الكهف، لمحاولة فهم بنية تلك الأدمغة وتنظيمها على نحو أفضل. وقد جرى حتى الآن العثور على بقايا 30 فرداً على الأقل هناك، ومن المحتمل أن يتم اكتشاف عشرات آخرين خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

وبدا من المؤكد – على رغم صغر حجم دماغ ذلك المخلوق – أنه كانت لديه فصوص أمامية متطورة جداً تشبه تلك التي لدى الإنسان، وهي المنطقة الدقيقة من الدماغ المعروفة بأنها المسؤولة عن التخطيط واللغة.

ومن أجل احتواء الجدل الدائر حول هذا الاكتشاف، يتعين على العلماء تقديم مزيد من الأدلة على أن القدرة المعرفية لا تعتمد فقط على حجم الدماغ. وقد يستلزم ذلك تحدي المعتقدات العلمية القديمة التي استمرت لقرون.

ويشير التحقيق بقوة إلى أن رفات “إنسان ناليدي” تم نقل عمداً إلى نظام الكهوف ودفنها عن قصد هناك، وتؤكد الأدلة التي جمعت حتى الآن، أن أعضاء أحياء من النوع نفسه، كانوا مسؤولين على الأرجح عن تلك الإجراءات.

ويبدو أن فرداً واحداً (طفلاً) من “إنسان ناليدي” دفن عن عمد ومعه أداة – يحتمل أنها وضعت في يده اليمنى.

ويجرى الآن التخطيط لإجراء مزيد من الحفريات التي قد تسفر عن اكتشاف مزيد من أدوات المراسم الجنائزية في مقابر أخرى في “العالم السفلي” لـ “إنسان ناليدي”. ومن شأن أي اكتشافات من هذا القبيل، أن تعزز فكرة أن ذلك المخلوق كان لديه مفهوم للحياة ما بعد الموت.

وسيكون مفتاح تحقيق الباحثين، تحديد تاريخ المواقد المستخدمة لطهي الطعام (بما في ذلك لحوم حيوانات الظباء) في المجمع الجوفي المظلم. ويعد تأريخها أمراً بالغ الأهمية من أجل التأكيد بشكل قاطع على أن المواقد صنعت في عصر “إنسان ناليدي”. وباستخدام نظام التأريخ، المعروف باسم “الرنين المغزلي للإلكترون” Electron Spin Resonance (ESP) قد يمكن تحديد تاريخ مينا الأسنان من تلك الظباء والحيوانات الأخرى. وسيسعى علماء الآثار، إضافة إلى ذلك، إلى استخدام نظام تأريخ آخر بديل، لتحديد عمر طبقة من الجير الصلب التي تغطي بعض المواقد.

كما يبدو أن الأفراد الذين كانوا يطهون لحوم الظباء وغيرها من اللحوم، قاموا عمداً بكسر عظام تلك الحيوانات الطويلة، على الأرجح لاستخراج النخاع الغذائي من داخلها. وسيتم إجراء تحليل مجهري لكسور العظام في محاولة لإثبات أنها كسرت عمداً باستخدام أداة من حجر، وأن ذلك لم يحدث عرضاً.

وسيتضمن جزء رئيس آخر من التحقيق إجراء دراسات جيومورفولوجية (دراسة تضاريس الأرض) مفصلة وأبحاث أخرى لأسطح صخور الكهف، إذ اكتشفت نقوش شبه مؤكدة. وسيحتاج علماء الآثار أولاً أن يثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك، أن التصميمات التي تبدو منقوشة على تلك الجدران، لم تكن نتيجة عامل التآكل أو غيره من العوامل الطبيعية.

وسيكون عليهم في المقابل أن يثبتوا أن أدوات استخدمت فيها. والأهم من ذلك، يخطط العلماء لوضع تاريخ للنقوش الظاهرة باستخدام سلسلة اليورانيوم للتأريخ، للكشف عن عمر بقع من مادة تشبه صواعد الكهوف Stalagmite، تكونت داخل النقوش بعد صنعها.

وسيبحث المحققون أيضاً عن أي آثار لبقايا حمض نووي لـ”إنسان ناليدي” مرتبطة بالنقوش، أو أية مادة أخرى قد تكون ملتصقة بجدران الكهف. وذلك لأن فن العصر الحجري – وإن كان أقل قدماً – إلا أنه معروف أنه قد أنشئ في بعض الأحيان باستخدام مزيج من الصباغ وربما البصاق الذي يحتوي على الحمض النووي.

وتقول جنيفياف فون بيتزنغر المتخصصة في فن النقش على الصخور والقائدة المشاركة لفريق علم الآثار “فيرست آرت تيم”  First Art Team الذي يتخذ من إسبانيا مقراً له ويقوم بفحص النقوش في “كهف النجم الصاعد”: “إننا نخطط الآن  لإجراء تحقيق علمي هو الأكثر طموحاً وشمولية على الإطلاق، في ما يتعلق بهذه النقوش التي يبدو أنها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. وإذا ما استطعنا أن نؤكد أن الأنماط المحفورة على واجهة الصخور هي على الأرجح من صنع ’إنسان ناليدي‘، فمن المحتمل أن تحدث ثورة في وجهات النظر العلمية حول تطوير الإدراك الرمزي”.

ويعد الموقع الذي يتعذر الوصول إليه أحد أبرز جوانب “العالم السفلي” لـ “إنسان ناليدي”. ومن أجل بلوغه في الوقت الحاضر، يتعين القيام برحلة تحت الأرض على امتداد 130 متراً ومدتها نحو 30 دقيقة، وتشمل عبور ممرات ضيقة زحفاً وهي بطول 12 متراً وبارتفاع 15 أو 20 سنتيمتراً، قبل النزول إلى أسفل “مدخنة” عمودية بطول 12 متراً تقريبا، وبمتوسط عرض 20 سنتيمتراً فقط.

وتشير دراسات جيومورفولوجية لمجمع الكهف، إلى أنه كان يشكل تحدياً إلى حد ما لعصر “إنسان ناليدي”. لذا كان من الممكن أن يتطلب الأمر مقداراً عظيماً من العزم والتصميم، وربما حتى رؤية إيديولوجية، لنقل الجثث والحطب ومشاعل النار، وربما الظباء واللحوم الأخرى، في مثل هذه الرحلة الاستكشافية الرهيبة والشاقة في جوف الأرض.

ويتركز السقف البالغ ارتفاعه 10 أمتار لحجرة الدفن الرئيسة، في مكان عميق تحت الأرض، على عمق نحو 35 متراً تحت العالم الخارجي، مع عدم وجود بديل واضح للصعود منه إلى سطح الأرض.

وتعد أهمية الاكتشاف – التي يحتمل أن تعني ضمناً أن “الرجال القرود” كانت لديهم مفاهيم دينية وربما كونية عن الحياة ما بعد الموت – ثورية إلى درجة أن كثيراً من العلماء يجدون صعوبة بالغة في تقبل هذا المفهوم. فهو يشوش إلى حد كبير الحدود المعرفية بين جنسنا البشري (الإنسان العاقل)، وأسلافنا وأجدادنا (الإنسان القرد).

ومع ذلك، إذا تمكنت التحقيقات الجارية من تأكيد هذه الجوانب الثورية، فإنها قد تسلط ضوءاً جديداً مذهلاً على الأصول المطلقة المتعلقة بالطريقة التي لا يزال يفكر فيها البشر المعاصرون ويعتقدون بها.

ولا تزال غالبية سكان العالم تؤمن بحياة ما بعد الموت – وتشير الأدلة التاريخية والإثنوغرافية بوضوح إلى أن أعداداً كبيرة للغاية من الثقافات البشرية القديمة اعتقدت بأن الحياة ما بعد الموت، من الناحية الكونية، تقع تحت عالم الأحياء (وليس فيه – أو فوقه كالسماء). ربما يبدو بشكل واضح، أن هذا المفهوم عالمي.

تجدر الإشارة إلى أن السومريين القدامى (سكان جنوب العراق) آمنوا منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد في الأقل، بعالم سفلي يسمى “كور” Kur (بمعنى “الأرض” أو “السطح” أو “الجبل”). وكان لدى المصريين القدماء عالم سفلي يسمى “دوات” Duat، في حين أن الصينيين القدامى كان لديهم مفهوم مماثل (تطلق عليه تسمية “ديو”، وتعني حرفياً “سجن الأرض” Diyu، و”ديفو” Difu، وتعني حرفياً “قصر الأرض”). وفي الهندوسية، يسود مفهوم قديم معروف بـ”باتالا” Patala  (حرفياً “ما هو أسفل القدمين”)، في حين أنه في الأميركتين، كانت لدى كل من قبائل الـ”مايا” القديمة و”الأزتيك” و”الإنكا”، مفاهيم خاصة بالعالم السفلي، تماماً كما لدى الشعوب القديمة، بدءاً من الفئات السلتية واليونانية، وصولاً إلى الرومان في أوروبا، والبولينيزيين في المحيط الهادئ، وقبائل الإنويت في القطب الشمالي، وشعوب اليابان وكوريا. وفي المسيحية، لا يزال المفهوم السائد حول هذا العالم على أنه “الجحيم”.

وتبدو الثقافة الجنائزية المتطورة لـ “إنسان ناليدي” مهمة، لأنها المرة الأولى التي يكتشف فيها علماء الآثار دليلاً على مثل هذا السلوك الذي يمارسه نوع غير وثيق الصلة بنا (نحن الإنسان العاقل).

ومن المثير للاهتمام أن بعض مجتمعات “إنسان نياندرتال”  Neanderthals (نموذج لإنسان ما قبل التاريخ يطلق عليه رجل الكهوف، عاش في أجزاء من أوروبا وآسيا وأفريقيا) ومجتمعات “إنسان هايدلبيرغنسيس” Homo heidelbergensis (نوع منقرض من الإنسان البدائي، اكتشفت أولى أحافيره في جنوب ألمانيا) دفنت أو أودعت موتاها داخل كهوف – كما الحال مع كثير من الثقافات البشرية الحديثة (الإنسان العاقل) من العصر الحجري حتى يومنا هذا. وفي عدد من الحضارات القديمة في جميع أنحاء العالم، أنشأ البشر حتى كهوفاً مصطنعة، إذا لم تكن هناك كهوف طبيعية متاحة.

من المرجح أن يلقي البحث المستمر عن ألغاز “كهف النجم الصاعد” ضوءاً جديداً مذهلاً على الأصول البعيدة لأنظمة الفكر والمعتقدات البشرية.

وقد تؤثر النتيجة النهائية في نظرتنا إلى عصور ما قبل التاريخ التي تعود إلى ملايين عدة من الأعوام، لأنه من شبه المؤكد أن “إنسان ناليدي” لم يكن سلفاً مباشراً لنا.

بدلاً من ذلك، ربما يكون الإنسان العاقل هو سلف لنا، أما “إنسان ناليدي” فتحدر من سلف مشترك قبل فترة طويلة من وجود أي منهما – لذلك يمكن أن تكون أوجه التشابه في المعتقد إما مصادفة أو موروثة من عصور ما قبل التاريخ البعيدة.

وكانت أبحاث علم الحيوان بدأت على مدى الأعوام الأخيرة في الكشف عن أن عدداً من أنواع الحيوانات عالية الذكاء (الفيلة والشمبانزي والقرود والسعادين والدلافين وغيرها …) يبدو أن لديها “طقوساً” مرتبطة بالموت – بما في ذلك الحراسة الدائمة للحيوانات النافقة، وفي بعض الحالات تغطيتها بأوراق الشجر وغيرها من المواد الأخرى. وقد تلقي الأبحاث الإضافية المستقبلية حول هذا السلوك الحيواني مزيداً من الضوء على الأصول البعيدة للسلوك الجنائزي للإنسان الحديث وما قبل الإنسان الحديث.

يشار إلى أن التحقيق في “كهف النجم الصاعد” – الذي يشكل في الوقت الراهن موضوع فيلم وثائقي مدته ساعة ونصف ساعة، من إنتاج خدمة البث “نتفليكس” (بعنوان “كهف العظام المجهول” Unknown: Cave of Bones) – هو متعدد التخصصات وعالمي، يشارك فيه علماء آثار وعلماء الأنثروبولوجيا الفيزيائية وعلماء الجيومورفولوجيا، وغيرهم من العلماء الآخرين من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وكندا والصين ونيجيريا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.

وقد عثر على مئات البقايا من عظام “إنسان نوليدي” في نظام الكهوف، خلال سلسلة من البعثات والرحلات الاستكشافية على مدى العقد الماضي من الزمن. ونشرت النقوش للتو، كما الحال مع الأدلة على الدفن المتعمد لأفراد “إنسان نوليدي” في الكهف. ونشر أيضاً الكتاب المفصل الموجود على الموقع الإلكتروني الخاص بـ”كهف العظام”، في وقت سابق، يوم الثلاثاء.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading