وحسب المعلومات، أصرت دورية قوات الطوارئ على الدخول إلى مكان معين يّصنّف خارج نطاق صلاحياتها وعملها باعتباره أملاكاً خاصة، فرفض الجيش الذي فضّل مغادرة المكان، بينما بقيت دورية «يونيفيل» وحيدة وإثر مغادرتها شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على المكان ما دفع بالجيش اللبناني إلى إبلاغ قيادة قوات الطوارئ بوقف الدوريات المشتركة.وفيما أكد المتحدث الرسمي باسم «يونيفيل»، أندريا تيننتي، أن القوات الدولية «تواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية، ولم يتغير شيء في هذا الصدد»، اشارت مصادر عسكرية الى أن اتصالات حصلت بين قيادة الجيش وقيادة اليونيفيل لتوضيح ما جرى وإزالة كل الالتباسات، وتؤكد المصادر أنه بنتيجة الاتصالات تم معالجة المشكلة وتفعيل الدوريات المشتركة، مع تأكيدات على اليونيفيل بالالتزام بالمسارات التي يطلبها الجيش.
تتزامن هذه المشكلة مع حلول موعد التجديد لليونيفيل، علماً أن فرنسا هي الدولة المهتمة في التجديد لفترة سنة وهي التي عملت بالتنسيق مع لبنان على إعداد المسودة وإحالتها إلى مجلس الأمن الدولي لإقرارها، وسط معلومات تفيد بأنه تم إدخال تعديلات طفيفة على النص أولها بناء على طلب غربي يتعلق بتعزيز دور وصلاحيات «يونيفيل» وإدانة التعرض لها من قبل حزب الله أو الأهالي.
وثانيها يتعلق بمطالبة لبنان بأن يكون التنسيق كاملاً ودائماً بين «يونيفيل» والجيش اللبناني بالإضافة إلى إدانة أي تعرّض إسرائيلي للجيش. بحسب المعطيات، فإن المؤشرات إيجابية حول تمرير قرار التجديد لفترة سنة وهو ما سيحصل تلقائياً في 31 الجاري.
في الموازاة، تصاعدت العمليات التي يشنها حزب الله عبر الحدود الجنوبية ضد إسرائيل ووصلت إلى مدى أوسع مع استهداف مناطق قريبة من طبريا مع استمرار التقديرات الإسرائيلية بأن الحزب قد يرد على اغتيال رئيس أركانه واحد مؤسسيه فؤاد شكر قبل يوم الخميس المقبل موعد جولة المفاوضات الجديدة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني، والتي دعا اليها الوسطاء الثلاثة الولايات المتحدة ومصر وقطر.
في هذا السياق، فإن قوات اليونيفيل تأخذ في الحسبان كل الاحتمالات بما فيها اندلاع صراع أوسع لأيام عديدة أو الدخول في مرحلة الأيام القتالية، وهذا الاحتمال كان مدار بحث بين قيادة القوات الدولية ونيويورك لاتخاذ الإجراءات اللازمة، خصوصاً بعد إخراج عائلات موظفي «يونيفيل» إلى خارج لبنان، لكن حالياً يتم البحث في الإجراءات التي سيتخذها عناصر «يونيفيل» في حال تصاعدت المواجهات العسكرية من دون إغفال خيار خطة إجلاء للعسكريين في حال وصلت التطورات العسكرية إلى حدود لا إمكانية لضبطها ولم يعد هناك أمان لبقاء القوات الدولية ولا قدرة لها على ممارسة عملها علماً أن القوات الدولية لم تنسحب من لبنان خلال الحروب السابقة.
يأتي ذلك فيما لا تزال تُبذل مساعٍ مع حزب الله، لتجنّب الردّ أو تأجيله أو وضعه في نطاق ضيق كي لا يلجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعده إلى توسيع الحرب. وتلقى حزب الله رسائل من جهات عديدة حول تأجيل الردّ إلى ما بعد 15 الجاري كي لا يكون هو المتهم بعرقلة المفاوضات. لكن الحزب يعتبر أن المجزرة التي ارتكبها نتنياهو صباح السبت في غزة هي أبرز دليل على رفضه لكل الحلول والصيغ الدبلوماسية، يتوقع الحزب استمرار التصعيد، ولذلك هو لم يقدّم أي جواب حول موعد ردّه مع تأكيدات بأن الردّ ثابت ولا تراجع عنه. في هذا السياق، تلقى الحزب رسائل تحذيرية أيضاً من الأميركيين بأن إسرائيل لديها بنك أهداف جاهز لاستهدافه ضد الحزب في حال كان رده قوياً وأدى إلى قتل إسرائيليين أو إصابة مواقع استراتيجية أو مرافق عامة، ومن ضمن بنك الأهداف أن إسرائيل قد تلجأ خلال 24 ساعة إلى عمليات جوية واسعة لتدمير الكثير من المراكز والمواقع ومخازن الأسلحة والصواريخ باستخدام قنابل buster bunker وهي عبارة عن قنابل ثقيلة وخارقة للتحصينات وقادرة على تدمير أنفاق تحت الأرض. أما بحال استهدف الحزب مناطق مدنية، فإن خيار استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، مجدداً سيكون قائماً.