تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى “صفقة كبرى” لإنهاء الحرب في غزة، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وضمان إصلاح السلطة الفلسطينية بدرجةٍ كبيرة بعد رحيل محمود عباس، والحيلولة دون اندلاع حرب في لبنان، بحسب ما أورد تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2024.
وأحرزت واشنطن بعض التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف الطموحة مع الدول العربية في المنطقة، بحسب ما أورد التقرير الذي حمل توقيع ديفيد إيغناتيوس، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية وصناع القرار في إسرائيل، وفق صحيفة Maariv الإسرائيلية.
وأشار إيغناتيوس إلى أن واحدةً من أهم العقبات التي تواجه الأمريكيين هي معارضة إسرائيل لعودة “السلطة الفلسطينية المُعدَّلة” إلى حكم غزة بعد الحرب، واوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن “تحاول مساعدة إسرائيل في الخروج من الصراع عن طريق التعاون مع حلفائها الرئيسيين من العرب المعتدلين”.
عرض من محمد بن سلمان
وذكر إيغناتيوس أنه في حال وافقت إسرائيل على الاعتراف بالسيادة الفلسطينية في المستقبل، “فسوف تكون المكافأة الحقيقية هي تطبيع العلاقات مع السعودية، التي تُعد أغنى وأقوى دول العالم السُّني”.
أضاف كذلك أن بلينكن تلقى التزاماً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأنه مستعد “لاحتضان إسرائيل علناً، ولكن بشرط إنهاء الحرب، وموافقة إسرائيل على مسارٍ لإقامة الدولة الفلسطينية”.
وتابع: “يريد بن سلمان أن يصبح أنور السادات الخاص بالقرن الـ21، لكنه يخشى أن يدفع الثمن المتمثل في الاضطرابات الداخلية، وأن ينتهي الأمر باغتياله، كما حدث للرئيس المصري الذي أبرم اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل”.
في السايق، علق إيغناتيوس على زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخراً للمنطقة، بأنها بهدف “الحصول على التزامات بإعادة إعمار غزة ما بعد الحرب من جانب السعودية، والإمارات، والأردن، ومصر -بشرط أن توافق إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية في النهاية”.
أضاف: “هذا يعني أن طريق الخروج من الحرب صار واضح المعالم، لكن نتنياهو لا يزال رافضاً للالتزام بتأسيس دولة فلسطينية في المستقبل. ولهذا أصبحت خطة النهاية التي هندستها الولايات المتحدة عالقة”.
“بلينكن استمال العرب”
واعتبر أن بلينكن “استمال العرب، لكنه عاجز عن التأثير في نتنياهو، الذي يعكس حذره وجهة نظر العديد من الإسرائيليين -الذين لا يزالون مصدومين من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويخشون السيادة الفلسطينية”.
وتخشى واشنطن، بحسب التقرير أنه سيكون من شبه المستحيل الحيلولة دون اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وذلك في حال عدم رسم “طريق خروج” واضح من حرب غزة قريباً، مؤكداً أن حرباً كهذه قد تؤدي إلى صراع إقليمي أوسع، ربما يشمل تدخلاً مباشراً من إيران أيضاً.
واعتبر إيغناتيوس أن المسؤولين الأمريكيين استكشفوا كل القنوات الممكنة، وأحرزوا بعض النجاح، حيث يشير حزب الله وإيران من خلال الوسطاء إلى “عدم رغبتهما في حربٍ شاملة، وذلك منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنهما يلعبان لعبة مزدوجة”.
ويقول حزب الله إنه مستعد لإجراء محادثات بهدف تسوية النزاعات الحدودية بين لبنان وإسرائيل عندما يتوقف القتال في غزة، لكنه يواصل إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، بينما يطلق الحوثيون الصواريخ على السفن في البحر الأحمر.