فرض حزب الله طوقا أمنيا محكما في محيط المنطقة التي استهدفها القصف الإسرائيلي بعد ظهر الأربعاء، في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنع وصول الصحفيين والتصوير والتجمع في الموقع.
وتعرض عدد من الصحفيين لاعتداءات متفرقة ومضايقات خلال محاولتهم نقل الصورة والوصول إلى مكان القصف الذي أغلق بشكل كامل، في ظل زحمة خانقة في الطرقات والأحياء المحيطة والمؤدية إلى المكان الذي تعرض للقصف.
وانتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات لعدم التوجه إلى مكان القصف ومنع التجمع، فيما رُصد تجمهر لمجموعات من الشبان التي أطلقت هتافات موالية لحزب الله من مكان القصف، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وطالت الاعتداءات مراسلين ومصورين من بينهم مصور قناة mtv المحلية، داني طانيوس، الذي تعرض لضرب مبرح، إضافة إلى مراسلة القناة نوال بري التي منعت من إكمال رسالتها، كما تعرض مراسل قناة الجزيرة القطرية في بيروت لمضايقات ومنع تصوير في مكان الحادثة حيث أجبر بدوره على وقف رسالته.
ولم تتمكن فرق صحفية عدة من الوصول لتغطية الحدث في المكان الذي يعتبر منطقة أمنية مغلقة تحت سلطة حزب الله، وإحدى أبرز مناطق نفوذه وسيطرته حيث يقع العديد من المراكز المعلنة له مثل مركز “مجلس الشورى” وغيرها، التي يمنع فيها التصوير والعمل الصحفي حتى في الحالات الطبيعية، دون التنسيق والحصول على إذن مرفق، وصولاً إلى الإشراف على المحتوى المصور.
في تعليقه لموقع “الحرة” على الاعتداءات المسجلة، دان المسؤول الإعلامي في مؤسسة “عيون سمير قصير” (سكايز) المعنية بتسجيل وتوثيق الانتهاكات التي تطال الصحفيين وحقوقهم، جاد شحرور، الاعتداءات التي تطال الصحفيين “خاصة وهم يقومون بواجبهم ومهمتهم في نقل الواقع وما يجري على الأرض في ظل هذه الظروف الصعبة.”
وتابع “خلال الحروب والنزاعات، هناك حسابات يجب الأخذ بها على الأرض ويفترض بالقنوات والوسائل الإعلامية أن يكون لديها مستشارون أمنيون ينصحون بكيفية التعامل مع كل حدث حسب المنطقة والاعتبارات الاجتماعية وغيرها. وللأسف هذا الأمر غير معمول به في القنوات المحلية في لبنان، مما يزيد الخطر على المراسلين الذين يتوجهون إلى مناطق الخطر، مثلما شهدنا اليوم ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
في المقابل، دعا شحرور الناس في كل المناطق أن يتقبلوا عمل الصحفي لاسيما في هذا الوقت، وأن يفهموا بأن مهمته هي نقل الواقع والصورة، “حتى لو كان هناك اختلاف مع توجهات أو سياسات الوسيلة الإعلامية، خاصة أن العمل الصحفي في الحروب هو ميداني أكثر مما هو سياسي”.
ولكن في نهاية الأمر “هذه مناطق خاضعة لسلطة أمنية حزبية”، بحسب شحرور، “حيث يشعر السكان فيها بأنهم مسؤولون بدورهم عن نوع من الحماية الأمنية، مما يولد هذا النوع من الاعتداءات المرفوضة والمدانة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أنه “نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين”.
وأفادت مراسلة “الحرة” بأن المبنى المستهدف مؤلف من طابقين، وقد دمر بشكل كامل، وأن الغارة تم تفيذها بطائرة من دون طيار أطلقت 3 صواريخ.
وحسب مراسل “الحرة”، كان القصف دقيقا ومشابها للقصف الذي تم من خلاله استهداف قيادي في حماس بالضاحية سابقا، إذ تم تدمير جانب واحد من مبنى مكون من نحو 8 شقق.
وأفادت وكالة فرانس برس عن مقتل شخص نتيجة الغارة الإسرائيلية، فيما نقل عشرات الجرحى إلى المستشفيات، التي سجل فيها طلب كبير للتبرع بالدم من جميع الفئات.