وكان صفا توجّه إلى الإمارات على متن طائرة خاصة برفقة شخصين مع أمل بالعودة مع عشرة أشخاص سبق للسلطات الإماراتية أن اعتقلتهم، علماً أن الحزب سبق أن نفى علاقته بالموقوفين اللبنانيين وأنه غير معني بما يقومون به.
وبمعزل عن ارتباط زيارة المسؤول الأمني الرفيع في حزب الله إلى الإمارات بقضية الموقوفين، فقد أثارت هذه الزيارة تساؤلات عديدة حول ما تخبئه خصوصاً أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سبق أن هاجم دولة الإمارات بسبب تطبيعها مع إسرائيل وخيانتها للقدس واعتبرها مركزاً للموساد.
وتوقّع البعض أن يقدم صفا في هذه الزيارة تنازلات مقابل الإفراج عن الموقوفين، وكتب غابي مارديني “في الإمارات لا يستطيع الحاج صفا أن يقبع القضاة أو يضع قططاً مذبوحة أمام أبواب السجون، إنما هو مجبر على الخضوع لإملاءات ولاة الأمر بحضرة نجمة داوود”، وأضاف “بالأمس كان التنازل عن بحر لبنان وحقل كاريش، لننتظر ونرى ما هو الثمن اليوم لقاء الإفراج عن الموقوفين الشيعة”.
واعتبر الإعلامي طوني بولس “أن حزب الله أوفد صفا لمحاولة طلب وساطة لردع إسرائيل عن شن حرب مدمرة تعيده إلى زمن التأسيس”. وأضاف “الحزب يتمرجل ويستعرض أمام الشاشات فيما ينبطح ويساوم تحت الطاولة”.
واستغرب إبراهيم قزي “كيف يخوّن حزب الله كل من يطالب بالسلام ثم يعترف بإسرائيل باتفاقية ترسيم الحدود البحرية وكيف يهاجم الدول العربية التي طبّعت مع اسرائيل ومن ثم يرسل إليها وفيق صفا”.
في المقابل، نظر مناصرون لحزب الله بارتياح إلى زيارة صفا، وكتبت ندى عياش “الحاج بالإمارات والصراخ والعويل بمعراب وبكفيا” أي لدى القوات اللبنانية والكتائب.
وكتب الإعلامي حسن الدر “ضربتان عالرأس بيوجعوا: الحاج وفيق صفا في الإمارات والرئيس بشار الأسد عرّاب الوساطة، والرب يبارك الجميع”.
وكانت صحيفة “الأخبار” المقربة من حزب الله أوردت “أن خبر زيارة وفيق صفا للإمارات، والمحددة بمهمة محصورة فقط بمصير الموقوفين، أعاد الملف إلى الواجهة وصار مادة مسموحاً التداول بها من قبل هؤلاء الذين فتحوا المجال لمخيّلاتهم وذهبوا بعيداً في تحليل أبعاد الزيارة وربطها بمسارات إقليمية وتحولات مرتبطة بما تفرزه الحرب في غزة على مجمل أوضاع المنطقة”.
ولفتت إلى “أن الزيارة محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين في الإمارات، وأتت بعد مسار طويل من المحادثات بدأ منذ حوالي ستة أشهر، وأن الاتصالات التي كانت قائمة أحيطت بسرية تامّة ولم يكن أحد على علم بها ولا حتى حلفاء الحزب في الداخل الذين استوضحوا عن ذلك بعد تسريب الخبر، وأن الأمين العام لحزب الله أوكلَ المهمة لصفا، باعتبارها أمنية بامتياز ولا أبعاد سياسية لها”، جازمة بأن “ملف الموقوفين هو الملف الوحيد الذي يبحثه صفا في الإمارات ولا علاقة لزيارته بالملف الرئاسي ولا ملف الحرب”.
وتوقعت أنباء عودة صفا من الإمارات وهو يصطحب الموقوفين بعد الإفراج عنهم وهم: عبدالله هاني عبدالله (الخيام – محكوم مؤبد)، علي حسن مبدر (صيدا – مؤبد)، أحمد علي مكاوي (طرابلس – محكوم 15 سنة)، عبد الرحمن طلال شومان (كفردونين – مؤبد)، أحمد فاعور (الخيام – محكوم 15 سنة)، فوزي محمد دكروب (زقاق البلاط – مؤبد)، وليد محمد إدريس (البقاع – محكوم 10 سنوات).