- الاقتصاد السوري في حالة انهيار بسبب فشل النظام في حل جميع الأزمات المتعلقة بالمعيشة اليومية.
- فقدت الليرة السورية أكثر من 90٪ من قيمتها مقابل الدولار خلال الأشهر القليلة الماضية.
- ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، حيث إن الدولار الواحد لم تعد له أي قيمة تذكر.
- متوسط رواتب الموظفين لا يتجاوز الـ 10 دولارات بأحسن الأحوال.
- يعيش أكثر من 90٪ من السوريين تحت خط الفقر.
- يعاني ملايين السوريين من الجوع وسوء التغذية.
في 1 كانون الثاني من العام الجاري 2023، كان سعر الليرة السورية أمام الدولار هو 6825 ليرة بحسب أسعار السوق السوداء بالعاصمة السورية دمشق، وفي ذلك الحين كان متوسط راتب الموظف الحكومي نحو 15 دولاراً (100 ألف ليرة)، وبالطبع كانت الأسعار لا تتناسب إطلاقاً مع الدخل.
بعد مرور نحو 8 أشهر لم يقم النظام السوري بأي خطوة لزيادة الرواتب، وبقيت الليرة السورية في حالة تدهور مستمرة، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد الـ 13 ألف ليرة قبل أن يعود إلى 12550، بحسب أسعار السوق السوداء في دمشق (بتاريخ 7 آب الجاري)، وبذلك وصل متوسط رواتب الموظفين البالغ 100 ألف ليرة سورية إلى 7.6 دولارات (بسعر 13 ألف ليرة لكل دولار)، و7.9 دولارات مع سعر الصرف الأخير (12550 ليرة مقابل كل دولار).
ومع هذا الوضع الخانق، أصبحت الأسواق السورية في حالة جنونية بما يتعلق بالأسعار، حيث أصبحت لوائح الأسعار تتبدل مرة أو مرتين في اليوم، حيث يراقب التجار حالة الدولار في الأسواق السوداء لحظة بلحظة.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مناطق سيطرة النظام السوري، رصد موقع “تلفزيون سوريا” حالة الأسواق في دمشق وريفها، ومتوسط الأسعار للعديد من السلع والمنتجات، لقياس حالة راتب الموظف الذي لا يتجاوز الـ 10 دولارات بأحسن أحواله مع ما يمكنه شراؤه بمعاشه من أساسيات شهرياً.
وجبة غداء بدولار واحد
ولم يعد شراء سندويشة فلافل بالأمر السهل بالنسبة للعامل باليومية، حيث وصل سعر السندويشة الصغيرة إلى 3000 ليرة تقريباً، ويحتاج “العامل التعيب” كما يسميه “أبو محمد” لسندويشتي فلافل على الأقل وعبوة كولا يعني قرابة 10 آلاف ليرة (أقل من دولار بشيء بسيط)، كوجبة غداء.
وأضاف أبو محمد الذي يؤمن العمالة لورشات التمديدات الصحية والدهان والبلاط، لموقع “تلفزيون سوريا” أن اليومية إن كانت تقل عن 40 ألف ليرة يموت العامل وأبناؤه من الجوع حرفياً، ولكن لا يوجد راتب ثابت بل يومية، يعني بحسب الورشة و”كم بدها وقت منشتغل”.
وأشار إلى أن “ظرف النسكافيه (3 بـ 1) بـ 2500 ليرة وأنا معي 4 عمال، يعني تصوري حال الموظف الحكومي يلي بيشتغل كل النهار وما بيقدر يشرب شاي أو نسكافيه بالشغل لأن الراتب ما بيكفي”.
ويرى أبو محمد أن العمل بالورشات شاق ومتعب ولكن إن كان دائماً يستطيع العامل أن يعيش من ورائه بالكفاف، يعني أنه يستطيع تأمين الخبز وأكلات تعتمد على الرز والبرغل من دون الاقتراب من اللحوم والدجاج.
الدولار لا يشتري علبة لبنة
وفي الورشة ذاتها قال خالد أحد الشباب العاملين في مجال البلاط، إنه ما زال مبتدئاً في المجال لذلك أجرته عاليومية 35 ألف ليرة فقط، ويعمل نحو 9 لـ 11 ساعة في اليوم.
وأضاف خالد لموقع “تلفزيون سوريا” أن “المبلغ لا يكفي ثمن العودة إلى البيت، ولا يشتري نصف فروج مشوي، أقل بسكوتة أريد شراءها لبنتي حقها 1500 ليرة، البارحة اشتريت 200 غرام جبنة دفعت 13 ألف ليرة.
وأشار إلى أن أصغر كيس محارم اليوم بـ 12500 ليرة، وسائل الجلي بـ 14000 ليرة، علبة اللبنة أقل من نصف كيلو مليانة نشاء بـ 13 ألف ليرة.
وأردف “يعني أنا كعامل باليومية مستحيل اقدر اشتغل كل الشهر، لأن الموضوع رزقة، والورشات إن هجم الشغل بتكون أسبوعين بالشهر بأحسن الأحوال يعني عم تحكي عن 400 ألف ليرة بشكل متوسط هاد المبلغ حرفياً ما بيكفي شي”.
وفي سياق ذلك، قال محمد ميداني، الذي يعمل موظفاً حكومياً في مؤسسة المياه، إلى جانب عمله محاسباً مسائياً بأحد المطاعم، أنه لا يمكنه ترك الوظيفة، حتى وإن كان الراتب 100 ألف ليرة.
وأضاف ميداني لموقع “تلفزيون سوريا”، أنه “يعمل إضافي بكل أيام الأسبوع، يعني الموظف اليوم شحاد بكل ما للمعنى من كلمة، وإن لم يعمل موظفاً بدوام كامل من المستحيل أن يعيش”.
ولفت إلى أن الدولار الواحد اليوم لا يشتري له سندويشة شاورما دجاج، فكيف إن كان الراتب لا يتجاوز الـ 8 دولارات شهرياً، يعني وجبة غداء واحدة للعائلة.
وأكمل أن أسعار الفروج في مطعمنا وهو ضمن الفئة المتوسطة بدمشق، سعر البروستد لا يقل عن 80 ألف ليرة، وسعر الفروج المشوي أو المسحب بـ 75 ألف ليرة، وصحن السلطة أو التبولة بين 15 و20 ألف ليرة.
وبحسب ميداني، فإن الدولار في سوريا لم يعد يشتري شيئاً لأن الأسعار تفوق الدخل بشكل كبير، والرواتب على حالها رغم كل الوعود بتحسينها.
ويعتقد “ميداني” أن الموظف يجب أن يكون فاسداً حتى يعيش ويأخذ الرشى بمبالغ كبيرة، ولكن ليس كل الموظفين يقومون بذلك خوفاً من الله، وبحثاً عن الرزق الحلال لأطفالهم فتجدهم يبحثون عن أي عمل إضافي بعد الوظيفة.
كم هو متوسط الأسعار بدمشق؟
وفي البحث عن الأسعار في أسواق دمشق، مثل باب سريجة أو الشيخ سعد الذي يعد متوسطاً مقابل الأسعار في الشعلان أو أبو رمانة وكفرسوسة، هي وفق الآتي حالياً:
عبوة المياه 350 مل 2500 ليرة
عرونس الذرة بـ 5 آلاف ليرة
علبة بوظة طابتين بـ 5000 ليرة
قطعة الكاتو الصغيرة بـ 7000 ليرة
قالب الكاتو يبدأ من 75 ألفاً
كاسة البوظة العربي بالفستق الحلبي بـ 10 آلاف ليرة
الشعيبيات بـ 4 آلاف
صحن النابلسية بـ 7 آلاف ليرة
قرص الكبة المشوية بـ 5 آلاف
قرص الكبة المقلية بـ 5
حبة الأوزي بـ 10 آلاف
العصير الطبيعي يبدأ من 10 آلاف ليرة للحجم الصغير
أقل طلب تكسي بـ 6000 ليرة بين 2 و 3 كيلومتر
أقل كنزة بـ 35 ألف ليرة
الطاقية الصيفية بـ 10 آلاف ليرة
كيلو البذر الأسود بـ 50 ألف
بذر دوار القمر بـ 45 ألفاً
كيلة الكاجو بـ 130 ألف ليرة
كيلو القضامة بسكر بـ 40 ألف ليرة
كيلو الدراق 6500 ليرة
كيلو الكرز 15 ألفاً
كيلو التين 14 ألفاً
كيلو الخوخ 4 آلاف
كيلو البرتقال 5 آلاف
كيلو العنب 1500
جرزة الفجل 500
جرزة البقدونس 500
كيلو الباذنجان 3500
كيلو الكوسا 3000
كيلو البصل 2600 (توجد أنواع بـ 9 آلاف ليرة)
كيلو البندورة 2200
كيلو الفليفلة 4500
كيلو البطاطا 2600
كيلو لحم العجل 80 ألف ليرة
كيلو لحم الغنم 110 آلاف ليرة
وبحسب هذه الأسعار يبدو أن الدولار الواحد لا يشتري كثيراً من الأشياء في سوريا، سوى بعض الخضراوات التي انخفض ثمنها مع دخول الصيف، ومع ذلك لا تقوى القوة الشرائية للسوريين على تحملها.
9 من كل 10 سوريين تحت خط الفقر
وهذا الارتفاع المتواصل في الأسعار وانهيار قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار، يلاقي استياء واسعاً من قبل السوريين الذين لا يملكون أي قدرة على التغيير أو تحسين الظروف.
ويؤكد كثير ممن التقى بهم موقع “تلفزيون سوريا” أن الأسعار منذ عدة سنوات هي خارج قدرة المواطن السوري الشرائية لكنها تفاقمت بشكل كبير جداً خلال الأشهر الماضية وأصبحت مبالغاً فيها لحد كبير جداً، محذرين من كارثة حقيقية بحال استمرت الأوضاع المعيشية على ما هي عليه.
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في تموز الماضي، إن الأزمة الاقتصادية في سوريا “تواصل تفاقمها”، موضحاً أن 9 من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر، ولافتاً إلى أن “راتب بعض العاملين الآن أقل من 8 دولارات أميركية شهرياً، وهو ما يعني أن الأسرة لا تستطيع تحمل سوى كلفة وجبة واحدة في اليوم”، وفق قوله.
وقبل ذلك بنحو عام، كان الوضع في سوريا على درجة عالية من السوء، ففي حزيران عام 2022، ذكر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، أن سوريا تعتبر واحدة من 20 نقطة ساخنة للجوع في العالم.