أعلن حزب الله اللبناني الإثنين مقتل أحد قادته، ويدعى وسام حسن الطويل، في غارة إسرائيلية على بلدة خربة سلم جنوبي لبنان.
ويُرجّح أن استهداف الطويل جاء رداً على هجمات حزب الله على قاعدة ميرون العسكرية الإسرائيلية يوم السبت، في واحدة من أكبر هجمات الحزب ضد إسرائيل خلال أشهر من الضربات المتتالية عبر الحدود.
ووسام الطويل من بلدة خربة سلم، ملقّب بالحاج جواد، وكان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب.
ونعاه حزب الله وقال إنه “ارتقى شهيداً على طريق القدس”، وهذه أول مرة يستخدم فيها الحزب صفة “قائد” عند نعي أحد عناصره الذين سقطوا خلال التصعيد الأخير على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
ونشر الإعلام الحربي لحزب الله مجموعة صور لوسام الطويل، يظهر في إحداها وهو يجلس قرب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية في العراق، في كانون الثاني/يناير 2020.
ويظهر في صور أخرى مع عدد من قيادات الحزب، بينهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والقيادي السابق عماد مغنية الذي قتل بتفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008، إضافة الى مصطفى بدر الدين، القيادي العسكري الذي قتل في سوريا عام 2016.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية، إنه “يتولى منصب نائب رئيس وحدة ضمن “قوة الرضوان” أو “فرقة الرضوان”، وهي من قوات النخبة التابعة لحزب الله، ما يجعل من وسام الطويل هدفاً رفيع المستوى.
ما هي فرقة الرضوان التي تصدّرت أخبار المواجهات بين إسرائيل وحزب الله؟
تُعدّ فرقة الرضوان أو قوة الحاج رضوان من قوات النخبة في حزب الله، وتعرف الفرقة بقدراتها العسكرية المتقدمة.
ويقول مصدر مطلع في حديثٍ إلى بي بي سي نيوز عربي إنها “تتكوّن من بضعة آلاف من المقاتلين”.
ويضيف: “مثل أي قوات خاصة تضم هذه الوحدة كبار المقاتلين الذي تلقّوا تدريبات متقدمة وتجهيزات قتال في ظروف مختلفة عن التدريبات التي تتلقاها الوحدات العسكرية الأخرى”.
وتتمثل المهمة الرئيسية لهذه الوحدة في التسلّل إلى إسرائيل، مع إيلاء اهتمام خاص بالجليل وشمال إسرائيل.
وتأسست القوة على يد القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية بعد حرب تموز عام 2006، وحملت اسم مغنية الحركي “الحاج رضوان” بعد اغتياله في عام 2008.
وتقول بعض المصادر الإعلامية إن القائد العسكري لهذه الوحدة الخاصة هو أبو علي الطبطبائي الذي تسعى إسرائيل لاغتياله، وقد حاولت ذلك وفشلت في عام 2015، حين استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية سيارتين تابعتين لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية.
ووفقاً لمصادر عدة، فإن المشاركة في الحرب السورية منحت فرقة الرضوان، على وجه الخصوص، خبرة كبيرة في ساحة المعركة، خصوصاً في معركتي القصير والقلمون اللتين شاركت فيهما إلى جانب القوات السورية النظامية.
وفي الأول من يناير/كانون الثاني 2023، نشرت وحدة المعلومات القتالية التابعة لحزب الله فيديو يحاكي تسلل مقاتلي فرقة الرضوان إلى الأراضي الإسرائيلية عن طريق تفجير جزء من الجدار الإسمنتي. بعد تسللهم، يخوض هؤلاء معركة بالأسلحة النارية للسيطرة على المنطقة التي تسللوا إليها.
وفي مايو/أيار الماضي، نشر حزب الله فيديو آخر لمناورة بالذخيرة الحية لفرقة الرضوان تحاكي اقتحام إسرائيل.
وتخلّل تلك المناورة عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرة مسيّرة أو عملية اقتحام. وأعقب بث المقطع المصوّر آنذاك تحذير رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، هرتسي هاليفي، مسؤولي المخابرات من “التمجيد المفرط في وحدة الرضوان”.