تحولت بيروت إلى محطة ثابتة في الحراك الديبلوماسي، إذ لا يكاد يغادر موفد من مستوى سفير أو وزير حتى يصل آخر، وجميعهم يحملون ذات الرسالة وهي «الحرص على عدم توسعة الحرب في غزة إلى لبنان وطرح أفكار لإعادة الهدوء المستدام إلى الجبهة الجنوبية».
وعلمت «الأنباء» ان وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، ستزور لبنان اليوم الثلاثاء، ناقلة رسالة مزدوجة عربية وإسرائيلية حول الوضع المتدهور في الجنوب اللبناني، والسبل المتاحة لإعادة الهدوء إلى هذه الجبهة.
وأفادت المعلومات بأنه «من غير المستبعد ان تعيد الوزيرة الألمانية طرح فكرة تعزيز الوجود الألماني العسكري في قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) بحيث يتعزز الحضور البري كما هو قائم حاليا على المستوى البحري اذ تعتبر القوات البحرية الألمانية هي عصب قوات اليونيفيل البحرية».
إلى ذلك، عقد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، أمس، مؤتمرا صحافيا حول القرصنة التي تعرض لها، مساء امس الأول، مطار رفيق الحريري الدولي، قائلا ان «أجهزة الأمن والمختصين بمطار بيروت يحققون في الخرق الإلكتروني»، موضحا: «لم يتم تحديد حجم الأضرار، وتم الكشف وتحديد الخرق الإلكتروني واتخذت إجراءات فورية والأجهزة الأمنية واكبت معنا حادثة الاختراق».
وفيما لفت حمية الى أن «الخرق الإلكتروني بمطار بيروت لا علاقة له بأي إهمال إداري»، أشار الى ان «على الدولة تفعيل إستراتيجية الأمن السيبراني بشكل ملح وضروري ودول العالم في الأمن السيبراني في مكان ولبنان في مكان آخر».
واضح أن ما حصل في المطار مرتبط بالتطورات، في جانبيها السياسي والعسكري، وقد كلف النائب العام التمييزي غسان عويدات مخابرات الجيش وفرع المعلومات ومكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بالتحقيق في هذه القرصنة. وإلى أن تنكشف هوية الفاعل، تبقى الأنظار مصوبة نحو المساعي الدولية لإبعاد الكأس المرة باتساع نطاق الحرب على غزة إلى لبنان. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بأن تل أبيب تريد إنهاء الوضع الحالي على الحدود مع لبنان، وأنه في حال فشل المساعي السلمية فإن إسرائيل ستقوم بعمل عسكري للقضاء على ««حزب الله».
في هذه الأثناء، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر منصة «X»: «رئاسة جمهورية لبنان لن تكون بدلا عن ضائع في المفاوضات الإقليمية الجارية. رئاسة الجمهورية في لبنان هي موضوع مهم جدا، وموضوع قائم بحد ذاته».
القرصنة «السيبرانية» في مطار رفيق الحريري الدولي وتعطل أنظمة الحقائب «بي اتش اس» أعقبت الهجوم الذي نفذه «حزب الله» على قاعدة «ميرون» في الجليل المحتل وتكتم جيش العدو الإسرائيلي على النتائج، فيما نار الحرب تلهب كل شيء وقد اشتد أوارها مع دخولها شهرها الرابع في غزة وارتفاع حدة المواجهات بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله».
ميدانيا، قتل القائد في حزب الله اللبناني وسام طويل امس في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في قرية خربة سلم في القطاع الأوسط من جنوب لبنان.