تبريد داخلي بمسعى دولي في الساحة اللبنانية لجهة عدم رفع سقوف المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل في «جبهة الإسناد لغزة» التي أطلقها «الحزب» اعتبارا من الثامن من أكتوبر، في اليوم التالي من عملية «طوفان الأقصى».
تبريد لم يصل إلى حد فرض الهدوء الكامل والتقليل من حجم العمليات الحربية بين الطرفين، إلا أنه كرس استمرار الحياة في البلاد، والتي ارتفعت وتيرتها إلى درجة الصخب صيفا، مع تمضية اللبنانيين الموزعين في بلدان الانتشار، العطلة في ربوع الوطن، وتحريك الدورة الاقتصادية فيه بمبادرات محلية.
وبين الفعل الإسرائيلي باستهداف كوادر ومقاتلين، ورد الفعل من «الحزب» بتوجيه رسائل قاسية في الميدان تقض مضجع القيادة العسكرية الإسرائيلية، بدا أن الاتصالات الدولية نجحت حتى كتابة هذه السطور في تكريس «قواعد اشتباك» معينة في الميدان، وإن كان كل من إسرائيل و«الحزب» يسعى لتثبيت معادلات قوة خاصة به.
وبين الميدان الجنوبي والصيف الحار على الساحل اللبناني، وإقبال رواد البحر على الشواطئ والمنتجعات، يتحرك أهل السياسة في محاولة لإحداث خرق تبدو من خلاله ملامح الانفراج. إلا ان أيا من أطراف النزاع لا يلجأ إلى فتح المسارب او تسهيل عمليات إيجاد حلول، اعتقادا من كل فريق أن الآوان لم يحن لإحداث خروق في الساحة المحلية، وإصرار «الثنائي» على وضع رزنامة شؤون البلاد وفق «توقيت غزة».
في الشأن الداخلي، أطلق رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع مواقف من الاستحقاق الرئاسي عبر برنامج «صار الوقت» من محطة «ام تي في» التلفزيونية اللبنانية.
واعتبر جعجع أن محور الممانعة«لن يتحرك قبل انتهاء الحرب في المنطقة، وهو يلعب في الوقت الضائع ويستمر بتعطيل رئاسة الجمهورية عبر رئاسة مجلس النواب».
وقال: «البلد منو ماشي ومستحيل يمشي بلا رئيس، لكن الممانعة لا تريد رئيسا في الوقت الحاضر أو تريده على مقاسها».
وأضاف: «الرئيس بري لا يريد رئيسا للجمهورية، وجل ما يريده مصادرة انتخابات رئاسة الجمهورية».
وعن سبب عدم إبرام اتفاق مع سليمان فرنجية على غرار اتفاق معراب (مع التيار الوطني الحر في يناير 2016)، أجاب: «طالما ان محور الممانعة موجود بهذا الشكل في السلطة لا يفكرن أحد انه بإمكان قيام دولة في لبنان، وإذا وصل سليمان فرنجية فسيتصرف محور الممانعة في الدولة وفق ما يريد، لأن القوة السياسية الفعلية خلفه». وأضاف: «نريد رئيسا مستقلا للجمهورية، وسليمان فرنجية لا يمكنه أن يكون مستقلا فهو منذ نشأته ليس كذلك بل يجاهر بانتمائه لخط الممانعة».
وردا على سؤال عن لقائه أمين سر دولة الڤاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، قال: «اجتمعت بالكاردينال بارولين لأكثر من ساعة وتناولنا الامور كلها، وكان اللقاء جيدا جدا. أما في ما يخص لقاء بكركي فهو بروتوكولي، وقد أرسلت ممثلا هو النائب بيار بو عاصي، لأنني أتخذ الكثير من الإجراءات الأمنية لاسيما في هذه المرحلة، خصوصا بمناسبات معروفة مسبقا إلى هذا الحد».
في الميدان الجنوبي، تراجعت حدة المواجهات أمس بعد يومين من المعارك الشرسة بين إسرائيل و«الحزب».
وفي هذا الإطار قال مصدر مطلع لـ «الأنباء» عن اغتيال القيادي في «الحزب» محمد نعمه ناصر، «ان تنفيذ الهجوم جاء بهدف صرف الأنظار عن اجتماعات باريس بشأن لبنان وعدم تحقيق أي تقدم في المساعي الهادفة نحو تخفيف التوتر اذا كان حل التسوية لم يحن أوانه بعد».
وأضاف المصدر: «ان إسرائيل الغارقة في أزماتها من غزة إلى لبنان، ترى ان أي حلول ستكون على حسابها في ظل ظروف الميدان، وبالتالي فهي تريد المراوغة وعدم الذهاب إلى تسوية لا تعطيها ولو نصرا شكليا».
وتابع المصدر: «سيحاول نتنياهو اللعب على الوقت خلال الأسبوعين المقبلين حتى اقتراب موعد زيارته إلى الولايات المتحدة، بعدما نجحت الضغوط الانتخابية الأميركية في تأمين لقاء له مع الرئيس بايدن، وإن كان الهدف الأساسي للزيارة هو توجيه كلمة في الكونغرس الأميركي 24 يوليو الجاري».
توازيا، تعقد اجتماعات تنسيقية بين ممثلين من «حزب الله» و«حماس» بهدف التشاور في الخطوات المقبلة، وما يمكن اتخاذه من مواقف او تقديم تسهيلات في المفاوضات، بعدما تخلت «حماس» عن أحد شروطها الأساسية وهو الوقف النهائي للحرب في غزة، قبل الاتفاق على أي هدنة وإطلاق الرهائن.
