بدأ الاحتلال يقلص قواته الموجودة في غزة، ويسرّح ألوية بأكملها ويبعدها عن الحرب المتواصلة منذ 87 يوماً، بهدف تنشيط اقتصاده والتحضير لفتح جبهة لبنان، في حين سحبت الولايات المتحدة أحدث حاملة طائرات أرسلتها للمنطقة مع تفاقم الخلافات.
مع احتدام الخلاف بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن وضع تصور لمستقبل الأزمة التي تهدد باندلاع صراع إقليمي واسع، سحب الاحتلال بعض قواته من غزة، في إطار التحول إلى عمليات أكثر استهدافاً ضد حركة حماس، وأعاد قدراً من الاحتياط إلى الحياة المدنية لمساعدة الاقتصاد المنهك من الحرب التي قد تستمر فترة طويلة.
وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن الحرب الانتقامية ستستمر في القطاع حتى القضاء على «حماس»، مضيفاً أن بعض القوات المنسحبة ستستعد لجبهة ثانية محتملة مع «حزب الله» في لبنان.
وأضاف المسؤول أن الجيش الإسرائيلي يتجه صوب المرحلة الثالثة من الحرب بعد اجتياح الدبابات والقوات في الوقت الراهن لجزء كبير من غزة، وتأكيد سيطرته إلى حد كبير، رغم استمرار الفلسطينيين في نصب الكمائن من الأنفاق والمخابئ المخفية.
وقال المسؤول: «سيستغرق ذلك سنة أو 6 أشهر على الأقل، وسيتضمن عمليات تطهير مكثفة ضد الإرهابيين. لا أحد يتحدث عن إطلاق حمام السلام من الشجاعية»، في إشارة إلى معقل لـ«حماس» في شمال غزة دمرها القتال.
جبهة لبنان
وبين المسؤول أن السحب الجزئي ركز على جنود الاحتياط بهدف «إعادة تنشيط الاقتصاد» المنهك، وبعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان.
وأضاف: «لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الأشهر الـ6 القادمة هي لحظة حرجة»، مضيفاً أن الدولة اليهودية ستنقل رسالة مماثلة إلى المبعوث الأميركي الذي يقوم برحلات مكوكية إلى بيروت، بهدف الضغط من أجل أن يتراجع الحزب المدعوم من إيران عن الحدود مع إسرائيل لتفادي حرب شاملة تلوح في الأفق.
وعبأت إسرائيل 300 ألف جندي احتياطي للحرب، أي ما يتراوح بين نحو 10 في المئة إلى 15 في المئة من قوتها العاملة. وتم تسريح البعض بسرعة، لكن مصادر حكومية قالت إن ما بين 200 ألف و250 ألف شخص مازالوا يؤدون الخدمة العسكرية، ويتغيبون عن الوظائف أو الجامعات.