تصدرت عودة سورية الى الجامعة العربية واجهة الصورة اللبنانية، وغطت، الى حد ما، على رتابة الحراك الرئاسي المتباطئ، بانتظار شحنة خارجية ما، انطلقت كما يبدو من واشنطن، كمهلة اعطيت للبنان كي ينتخب رئيسا للجمهورية قبل نهاية شهر يونيو، أي قبل إحالة حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إلى التقاعد، كما يقول النائب د. غسان سكاف، العائد من العاصمة الاميركية والمتفائل بانتخاب رئيس يعيد فتح ابواب قصر بعبدا المقفل منذ سبعة اشهر.
على ان المخاوف اللبنانية مما يبدو من مشاريع اممية لتوطين النازحين السوريين في لبنان، كادت تطغى على تطلعاتهم للخروج من هذه الازمة الدستورية، خصوصا، مع عودة سورية الى الجامعة العربية، حيث لم ترد اشارة اليهم في بيان وزارة الخارجية السورية بهذا الشأن، لا بخصوص أولئك الموجودين في لبنان، ولا في دول الجوار الاخرى، واكتفى المجتمعون بمنح لبنان عضوية لجنة المتابعة! وترجمت تلك المخاوف معظم المراجع السياسية والدينية من بكركي الى الافتاء الجعفري، الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي طالب بمرجعية مركزية لشؤون اللاجئين في لبنان، وأن تكون الحكومة مرجعيتهم، عبر تكليف جهاز الامن العام، وأشار الى ان هناك اللاجئ السوري والمقيم السوري، ولابد من معالجة هذا الملف دون عصبية او مزايدة.
على أي حال، هذه العودة عززت آمال داعمي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية برئاسة الجمهورية، ضمن إطار التسويات العربية والاقليمية الجارية، لكن عندما سئل وليد جنبلاط، بعد لقائه الرئيس بري عن موقفه من فرنجية ذهب الى القول: النائب تيمور جنبلاط هو رئيس اللقاء الديموقراطي (الذي يضم نواب الحزب وحلفاءه) وسأتشاور معه لأن المستقبل له.
وتعززت آمال «الفرنجيين» اكثر عندما اعلن رئيس «التيار الحر» جبران باسيل، في مقابلة مساء الاحد، مع قناة «ال بي سي»، انه لن يترشح للرئاسة «لأنني سأفشل».
واضاف: أي مرشح غير قادر على مواجهة المرشحين الآخرين لن يكون باستطاعته الوصول ومنهم فريقنا، والحل ببرنامج توجهات عامة يمكن الاتفاق عليها يؤدي الى الاستقرار.
لكن الاجواء الاقليمية والدولية لا تبدو في هذا المناخ خصوصا أن واشنطن لم ترحب بعودة سورية إلى الجامعة في هذه المرحلة، وهي عضو اساسي في الخماسي الدولي، الذي لم يتوصل بعد الى تحديد موعد اجتماعه المنتظر، بخصوص ملف الرئاسة اللبنانية، بسبب التباعد بين الجانب الفرنسي الساعي لأن يكون عراب الرئاسة اللبنانية، لتمسكه بترشيح سليمان فرنجية لاعتبارات مصالحية ذاتية، وبين الآخرين الذين يرون أن هناك ما هو اكثر قدرة على مواكبة المرحلة اللبنانية المقبلة.
وتقول المصادر المتابعة: لقد بات من المؤكد انه لم يكن هناك تكليف من الخماسي الدولي لفرنسا بالسير بمرشح «الثنائي الشيعي» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولاحظت جمودا فرنسيا على هذا الصعيد، يقابله تصويب الاضواء على قائد الجيش العماد جوزاف عون، بعضها ضمنا وبعضها الآخر بالمباشر، على ألا تكشف كل الاوراق قبل منتصف يونيو المقبل.
كتب المقال : عمر حبنجر – إقرأه من المصدر