وجهت إسرائيل “رسائل” من وراء الكواليس إلى دول عربية، مفادها أنها “لن ترد على الهجوم الإيراني بما يعرضها أو يعرض أنظمتها للخطر”، حسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء.
وأضاف التقرير أن إسرائيل “التزمت أمام الولايات المتحدة بإحاطتها علما قبل الرد، لتجنب وضع تكون فيه القوات الأميركية في خطر دون استعداد مسبق”.
كما أشارت مصادر مطلعة للهيئة، إلى أن هذا الالتزام جاء في أعقاب “تحفظ واشنطن على عدم إبلاغها مسبقا” بشأن الاغتيال المنسوب لإسرائيل للقائد في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، محمد زاهدي، مطلع الشهر الجاري في العاصمة السورية دمشق.
وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، أنه سيكون هناك “رد” على الهجوم بالمسيرات والصواريخ الذي تعرضت له بلاده من إيران.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية قد ذكرت، الإثنين، أن السعودية والإمارات “وافقتا على تبادل المعلومات الاستخبارية”، المتعلقة بالهجوم الإيراني على إسرائيل قبل حدوثه، بينما قال الأردن إنه سيسمح باستخدام مجاله الجوي من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى.
وجرى نقل المعلومات إلى الولايات المتحدة، “مما أعطى واشنطن وإسرائيل تحذيرا مسبقا حاسما”، وفق الصحيفة الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا “العرض الدفاعي الجماعي” كان تتويجا لمساعٍ أميركية دامت عقودا، هدفها إقامة علاقات عسكرية أوثق، بين إسرائيل ودول عربية “لمواجهة التهديد الإيراني”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نسبت تصريحات لمصدر رسمي سعودي لم تكشف هويته، “يؤكد” مشاركة الرياض في التحالف الذي صد الهجمات الإيرانية.
وزعمت قناة “كان نيوز” الإسرائيلية أن السعودية “اعترفت” بأنها ساعدت التحالف العسكري الإقليمي الذي تم تشكيله حديثا –إسرائيل والولايات المتحدة والأردن والمملكة المتحدة وفرنسا – في صد الهجوم الإيراني ضد إسرائيل في وقت مبكر من صباح الأحد.
ونفت مصادر من السعودية، الإثنين، مشاركة الرياض في التحالف ضد الهجوم الإيراني.
ونقلت قناة العربية عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، نفيها “أي مشاركة للسعودية في اعتراض الهجمات الإيرانية على إسرائيل”.
كما أشار الأردن إلى أن قواته الجوية اعترضت أجساما في مجاله الجوي، وأنه لن يسمح باختراق سيادته من أي جهة كانت.
بينما دعت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية، أعقب الهجوم الإيراني، إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار”.
ولم يشر البيان إلى أية مساهمة في صد الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وعلى صعيد متصل، اتصل زعيم الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي، النائب ستيف سكاليس، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، معربا عن دعمه “لأي قرار” ستتخذه إسرائيل في أعقاب الهجوم الإيراني.
وأطلع النائب سكاليس رئيس الوزراء على عزمه طرح سلسلة من القرارات ضد إيران ولصالح إسرائيل في الكونغرس.
وعلى الحدود اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات على مبنى عسكري في منطقة ميس الجبل “تواجد فيه عناصر تابعة لمنظمة حزب الله المصنفة على قائمة الارهاب إلى جانب مبنى عسكري آخر تابع للمنظمة” في منطقة طير حرفا بجنوب لبنان.
وبالتوازي، تستمر الحرب في قطاع غزة، حيث أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، جلسة للتحضير للعملية العسكرية المخطط لها في رفح، وتم دراسة سلسلة من الإجراءات التي سيتم اتخاذها مع التركيز على إجلاء المدنيين وتوسيع الأنشطة المتعلقة بإيصال المواد الغذائية والمعدات الطبية إلى غزة.
وفي الضفة الغربية، تستمر اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في أعقاب مقتل فتى إسرائيلي.
ودانت السفارة الأميركية في القدس، بشدة مقتل الإسرائيلي بنيامين أحيمائير البالغ من العمر 14 عاما، وأعربت أيضا عن بالغ قلقلها إزاء أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.
ودعت واشنطن، السلطات إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين.
وقتل، الأحد، في خربة الطويل بقضاء نابلس في الضفة الغربية، فلسطينيان، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي ومستوطنين.
وكانت مقاطع مصورة قد نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تتهم الجنود بحماية للمستوطنين أثناء إحراقهم للممتلكات الفلسطينية. وقال ناطق باسم الجيش إنه سيتم فحص ملابسات الحادثة.