ووفق ما تشير مصادر دبلوماسية، فإنّ قدرة حزب الله على إسقاط المسيّرة أثارت غضباً كبيراً داخل إسرائيل وتخوّفاً أميركياً من الاتجاه نحو مواجهة شاملة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأميركية لتكرار رفضها أيّ توسيع لنطاق المواجهة بين إسرائيل والحزب، مع تأكيد مصادر أميركية أن المساعي مستمرة في سبيل الوصول الى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الى جانبَي الحدود.
الى ذلك، تفيد المعلومات بأن إسرائيل تبحث عن كيفية الرد على إسقاط الطائرة المسيرة خصوصاً عن أهداف استراتيجية لحزب الله تتّصل بالأسلحة الدفاعية الجوية، وأن استهداف بعلبك يندرج في هذه الخانة، كما أن هناك مخاوف من احتمال استهداف منطقة الهرمل التي يعتقد أن الحزب يقيم فيها مطاراً عسكرياً ومخازن تحتوي على أسلحة جوية وطائرات مسيّرة متطورة.
وارتفع منسوب الغضب لدى إسرائيل مع تكرار حزب الله قصف قاعدة ميرون الجوية مرتين في يوم واحد، في ظل معلومات عن وضع الحزب بنك أهداف جديد يلجأ إليه على وقع التطورات، وكلها أمور فاقمت المخاوف من خروج المواجهة المضبوطة منذ 8 أكتوبر 2023 عن السيطرة.
ورغم ذلك، تشير مصادر لبنانية مواكبة لمسارات التفاوض إلى أن التصعيد العسكري يرتبط بتحسين شروط التفاوض لدى الطرفين، ولا تزال هذه المصادر تراهن على نجاح واشنطن في تجنّب التصعيد، خصوصاً أن مسؤولين أميركيين جددوا التزامهم بالضغط على إسرائيل لمنعها من توسيع الحرب الى لبنان، وفي هذا الإطار جاء موقف حزب الله الواضح بالاستعداد للالتزام بالهدنة على الجبهة الجنوبية، تزامناً مع سريان مفعول الهدنة في قطاع غزة، رغم أن لبنان لم يتبلغ أي موقف إسرائيلي واضح حول شمول الهدنة الجبهة اللبنانية.
حزب الله يستعد لكل الاحتمالات، خصوصاً في ضوء تخوّف من احتمال أن تلجأ إسرائيل الى شنّ عملية عسكرية واسعة بعد شهر رمضان. وفي هذا الإطار، فإن الحزب يعتمد تكتيكاً عسكرياً في إظهار قوته وقدراته بشكل متدرج.