وكان الإشكال وقع بعد استخفاف وهّاب بالعقوبات التي يتم التهديد بها على معرقلي العملية الانتخابية وقوله “العقوبات متل صرمايتي”، ورد أبو فاضل بأن “لا داعي للمرجلة لما بتحكوا عن أمريكا ولما فرضت أمريكا عقوبات على الوزير علي حسن خليل وقّع الرئيس نبيه بري على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بعد شهر”. ولدى قوله لوهاب “صرمايتك بتستعملها أنت حر فيها، أنت وياها مشكلتك”، غضب وهاب وطلب من أبو فاضل “ما يقلّل ذوق ويسكت”، فأجابه “أنت سكوت”، وحصل الاعتداء بكوب الماء والتضارب والركل من قبل مرافقي وهاب بعد تسديد أبو فاضل لكمة على وجه رئيس حزب التوحيد.
وعلى رغم بشاعة مشهد العنف الذي حصل داخل وخارج الأستديو، إلا أن موجة من التضامن حصلت مع الإعلامي أبو فاضل تأكيداً على رفض انزلاق البلد إلى صورة بعيدة عن أصالته وثقافته في وقت تعم المهرجانات الفنية والثقافية معظم المناطق اللبنانية.
وقد رأت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي أنه “معيب ما شهده اللبنانيون من عنف واعتداء مرفوض في مكان يفترض أن يشهد حواراً راقياً”، ولفتت في بيان إلى “أن البلاد لا تحتمل مزيداً من الشحن والتوتير، والإدانة لا تكفي، بل يجب وضع حد لكل توتر ليس في الإعلام فقط، بل في الخطاب السياسي عامة. المطلوب صوت العقل والحكمة والحوار المنتج”.
وأشارت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” إلى “أن تخطي حدود التخاطب السياسي التي بلغت ذروتها أمس في برنامج “صار الوقت” والتي استُخدمَت للاعتداء المعنوي ومن ثم الجسدي على الصحافي سيمون أبو فاضل، تُعبّر بشكل واضح عن نهج فريق الممانعة الذي يتوهّم أنه بالتشبيح و”العنتَرَة” يستطيع أن يفرض إيقاعه على إرادة الأحرار من اللبنانيين، وذلك بعد فشله في فرض شروطه وأضغاث أحلامه في السياسة”.
واستنكر جهاز الإعلام في حزب الكتائب ما سمّاها “سياسة البلطجة التي مارسها وئام وهاب وميليشياته على الإعلامي الزميل سيمون أبو فاضل”، الأمر الذي استفز حزب التوحيد فردّ ببيان على الكتائب قائلاً: “منكم نتعلم فنحن لم نقتل أحداً على الهوية ولم نذبح رفاقنا، لذلك نطالبكم بالسكوت كي لا نضطر إلى إعادة فتح ملفاتكم، لأنه من الواضح عندكم الحنين إلى أيام الحرب”، فكان رد كتائبي على الرد جاء فيه: “كما في كل مرة تنتفي فيها الحجج والمنطق، تنطلق فلول “تيارات الممانعة” ومنها ما يسمى “تيار التوحيد” للتذكير بأحداث الحرب اللبنانية الأليمة، وكأن تغيير نفس الأشخاص أو الراية يعفيه من أنه كان رأس حربة في الذبح والقتل والتهجير والسيطرة على بيوت الآمنين. وعلى الرغم من ذلك، لن ننجر إلى الرد بأسلوبكم، ونحن آباء المصالحة وسعاتها ومؤسسوها، وسنبقى نلتزم بمندرجاتها. تلك المصالحة التي عقدت بين الكبار وطوت مرحلة عصيبة في تاريخ لبنان إلى غير رجعة، لن يؤثر فيها بعض “المحرتقين” فهي أعمق وأكبر منهم، مهما حاولوا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء”. وأضافت الكتائب “نذكّر من يعنيه الأمر، أن الكتائب انتقلت في زمن السلم للمصالحة والانفتاح وبناء الدولة وتعزيز حضورها، وأسست مقاومة سياسية سلمية حضارية بوجه الميليشيات، فيما غيرنا يركز عمله على بناء السرايا والميليشيات والاستعراضات العسكرية بالسلاح ضارباً مفهوم الدولة، وقد رهن أمره وسياساته إلى دول خارجية كانت السبب الرئيسي في تدمير لبنان. وأن ما حدث في الحلقة وما أظهرته الكاميرات من تدخل مباشر واعتداء بطريقة وحشية وهمجية مباشرة على الهواء على إعلامي أعطى رأيه لا يمكن أن نضعه إلا في خانة العمل الميلشيوي والبلطجي”.
وكانت أمانة الإعلام في حزب “التوحيد العربي”، وعلى الرغم من اعتذار وهاب من المحطة ومن أبو فاضل لدى عودته إلى المشاركة في الحلقة التلفزيونية أصدرت بياناً اتهمت فيه الصحافي أبو فاضل “بتوتير الأجواء وعدم التزام أصول التخاطب واللياقة، والذي أدى إلى هذا الهرج والمرج داخل الأستوديو”. وأضافت “منعاً للتمادي في التضليل، يهم أمانة الإعلام التأكيد على أن المدعو سيمون أبو فاضل كان مدفوعًا سلفاً إلى الحلقة، وأصلاً إن معدّ البرنامج يعرف بأن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب قد رفض محاورة هذا الصبي وعلى أساس أن هذا الأخير يتكلم ربع ساعة ويغادر الحلقة”.
تزامناً، تفاعل كثير من الناشطين على مواقع التواصل مع ما حصل في الحلقة التلفزيونية، وعلّق بعضهم بالقول “صار الوقت” يوقف هذا البرنامج البعيد كل البعد عن الحوار والذي هو برنامج “فتنة”، فيما قال وائل شهيب نجل النائب أكرم شهيب “صار الوقت تحط قدام ضيوفك كبايات بلاستيك”.