مع انتهاء زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، دون التوصل إلى تفاهمات وتوافقات تضع حدا لمتاهة الشغور الرئاسي، لوّح مبعوث “الإليزيه” بإمكانية فرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل انتخاب الرئيس الجديد.
وأفاد لودريان بأنه سيجري مشاورات في سبتمبر المقبل حول مواصفات الرئيس ومهامه، موضحا بأنها ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة لإنهاء الشغور الرئاسي، كاشفا أنه في حال فشلت المباحثات المقبلة فإن دول الخماسية (فرنسا، الولايات المتحدة، قطر، مصر والسعودية) ستسحب يدها من الملف اللبناني.
وكان لودريان، قد واصل في اليوم الثالثة من زيارته مشاوراته مع القوى اللبنانية، واستهلها بالاجتماع الى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي أكد على أنه لا تنازل عن
فرنجية، مشيرا في الوقت ذاته إلى ان حزب الله ليس لديه اي اعتراض على قائد الجيش العماد جوزف عون.كما ناقش لودريان، مع الأمين العام لحزب “الطاشناق” ورئيس كتلة نواب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان الأوضاع العامة، ولا سيما الملف الرئاسي، حيث قدّم الموفد الفرنسي مبادرته الرئاسية. كما أعلن النائب عماد الحوت، انه التقى باسم اللقاء النيابي المستقل الموفد الفرنسي، واستمع للطرح الجديد بعقد جلسات عمل في لبنان حول مهام الرئيس المقبل ومواصفاته يتبعها جلسات انتخاب.
في السياق أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنه سمع معطيات ايجابية من لودريان دفعته الى عكس اشارة التفاؤل هذه التي يمكن البناء عليها. واضاف، “في النهاية لا مفر من الحوار وتلاقي الكتل النيابية والعمل معا لانتخاب رئيس الجمهورية وان هذه المهمة والواجب الدستوري والوطني تبقى مسؤولية اللبنانيين اولا وأخيرا.
وأكدت المعلومات لـ”السياسة”، أن أهمية الجولة الثانية من محادثات لودريان مع المسؤولين اللبنانيين، تكمن في أنه جاء إلى بيروت، بعد قرارات “المجموعة الخماسية” التي تجاهلت الحوار الذي كان الفرنسيون يطالبون به، ما يعني أن هذه المحادثات، قد فتحت الأبواب لمرحلة جديدة متصلة بالانتخابات الرئاسية، ينتظر أن تتبلور أكثر فأكثر في خلال الزيارة الثالثة للودريان إلى بيروت، في أيلول المقبل، بما يفضي إلى إمكانية عقد حوارات بشأن مواصفات الرئيس العتيد، على أمل أن يقود ذلك إلى عقد جلسات انتخابية متتالية، لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد.
من جانبه، أكد السفير السعودي وليد بخاري موقف المملكة الثابت في دعمها الدولة والمؤسسات اللبنانية، مشيرا خلال حفل تكريم اقامة لمفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى أن المملكة ليس لدى أي مبادرة لدعم أي من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة لبنان، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع، بينما حذر المفتي دريان ممن يحاول إيهام الناس بأن القرار بانتخاب رئيس للجمهورية بيد فئة من اللبنانيين دون أخرى، مؤكدا أن الجميع معني ومشارك باختيار الشخصية الرئاسية التي ستكون مؤتمنة على النظام والدستور، مبديا ارتياحه وتأييده لكل ما يبحث في اللجنة الخماسية.
على صعيد أخر، ووفقاً لما ذكرته “السياسة” في عددها أمس، أخفق مجلس الوزراء اللبناني في عقد جلسة مقررة للاتفاق على خليفة لحاكم البنك المركزي رياض سلامة، الذي تنتهي ولايته الاثنين المقبل بعد 30 عاما قضاها في المنصب، نتيجة لمقاطعة عدد كبير من الوزراء المسيحيين لها، واستعيض عن جلسة مجلس الوزراء بلقاء تشاوري بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء في مكتبه، وقال ميقاتي في بيان إنه كان مقررا أن تبحث الجلسة الاقتراحات الممكنة لتفادي الشغور في منصب حاكم مصرف لبنان.
وحض ميقاتي الوزراء ومختلف القيادات السياسية المعنية على مراعاة الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان ودقة الوضعين المالي والنقدي، والقيام بـأداء استثنائي لتلافي المزيد من التوترات وتبديد القلق العارم عند جميع اللبنانيين ومعالجة الأوضاع الملحة.