وتساهم هذه المبادرة في دعم وتثبيت أهالي الجنوب في أرضهم ومزروعاتهم لما لشتلة التبغ المعروفة بأنها شتلة الصمود من أهمية قصوى عند الجنوبيين إذ يعتاش منها الآلاف نظراً لمكانتها في قطاع الاقتصاد الزراعي وفي توفير فرص العمل في مجال الزراعة والتصنيع والتجارة وتأمين آلاف الوظائف في المنطق الاكثر فقراً.
وحظيت هذه الخطوة بثناء من النقابات الزراعية والعمالية ومن بينهم نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه الذي كشف عن «توجيه المزارعين في القرى الخلفية والتي لم يطلها القصف العدواني لزيادة مشاتلهم كي يتسنى لهم مساعدة الأهل عند عودتهم إلى حقولهم وبيوتهم» معتبراً «أن كارثة كبيرة تصيب المزارعين الجنوبيين، لا تقل خطورة عن جريمة القصف بالقنابل الانشطارية والعنقودية عشية الـ2006».
ودعا فقيه إلى «أكبر حملة لفضح ممارسات إسرائيل وقصفها سهل الخيام وأحراج بيت ليف والقوزح والاحراج الممتدة في قرى المجاورة، بخاصة لجهة القصف بالقنابل الفوسفورية ما يترك اثراً مدمراً على المياه الجوفية والأشجار المثمرة، عدا أن الكثير من حقول الزيتون في سهل هورا ومنطقة حاصبيا ومرجعيون لم يتمكن المزارعون فيها من قطاف مواسمهم، فضلاً عن الضرر الحاصل على الاضرار التي أصابت وتصيب قفران النحل والضرر الحاصل للنحالين وتعرض الرعاة لإطلاق النار الدائم في الوزاني وشانوح واستشهاد أربعة منهم، ما حدا بأصحاب المواشي بعدم الخروج للرعي في الحقول والأحراج نظراً للوضع المتفجر والقصف الإسرائيلي المتمادي».
وحث فقيه حكومة تصريف الأعمال «على عدم الرهان على الوقت والتحرك العاجل للتعويض على المزارعين ومتابعة أوضاعهم والبحث في الحلول لكل قطاع من القطاعات الزراعية على حدة، في انتظار نهاية آمنة للمزارعين لمعاودة مزاولة أعمالهم الزراعية بالشكل الاعتيادي».
تجدر الإشارة إلى أن عدد المزارعين الذين يستفيدون من مبادرة إدارة حصر التبغ والتنباك يبلغ نحو 5362 مزارعاً كانوا يبدأون عادةً بزرع البذور في مشاتل محمية تحت خيَم بلاستيكية في الفترة الممتدة ما بين كانون الأول وشباط من كل سنة، ويستغرق نمو هذه البذور لتصبح شتولاً ما بين 45 يوماً وشهرين، وعندما يكتمل نموها وتصبح شتولاً، ينقلها المزارعون إلى الأرض لزرعها.