صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

“14 آذار” ومسار الذبول

بقلم : أمجد اسكندر - بعد 19 سنة على "انتفاضة الاستقلال" في 14 آذار 2005، صار الحديث والإنجاز أن بقايا حركة "14 آذار" باتت عقبة تؤخر سيطرة "حزب الله" على الدولة

ينسب إلى تشرتشل قوله “تقطع الكذبة نصف المسافة حول العالم قبل أن تتاح للحقيقة فرصة ارتداء بنطالها”، وهناك من ينسب هذا القول للكاتب مارك توين، وبدلاً من البنطال قال توين “قبل أن يتاح للحقيقة ارتداء حذائها”. وفي مقالة على الإنترنت، قرأت أن تشرتشل لم يقصد البنطال بل “السروال الداخلي”، فكلمة “pants” بالإنجليزية البريطانية تعني أيضاً “السراويل الداخلية”. في كل الأحوال الفكرة واضحة فالأكاذيب والأوهام أسرع من الحقائق في الوصول إلى الناس.

مضى 19 عاماً على “حركة 14 آذار” أو ما عرف أيضاً بـ”انتفاضة الاستقلال” في لبنان، ومن الحقائق التي بدت اليوم أوضح مما كانت قبل نحو عقدين من الزمن، أن تلك الانتفاضة لم تحمل مشروعاً وطنياً يلزم أطرافها. في مسار الذبول كان يحلو لأقطاب “14 آذار” التفريق بين الفكرة والإطار، أي إن الحركة وإن انفرط عقدها التنظيمي إلا أن “مشروع 14 آذار” لم يمت. وكيف لم يمت “المشروع” بعدما تبين أن لكل مشروعه الخاص؟ وأي رسالة وجهتها تلك القوى إلى جمهورها عندما غرقت في الخلافات والمناكدات، بينما “حزب الله” يوغل في إحكام سيطرته على الدولة. وبدأ فقدان الزخم عندما اعتقدت مكونات “14 آذار” أن مؤتمرات الحوار مع “حزب الله” يمكن أن تعيده إلى حضن الدولة، ولم تأخذ بالاعتبار أن الطرف المقابل ليس حزباً بالمعنى المتعارف عليه، فالحوار للوصول إلى تسويات مع منظمة أصولية شمولية مستحيل. وعلى رغم انتهاك “حزب الله” كل ما كان يصدر عن تلك الحوارات، بدت القوى المعارضة منهكة وغير قادرة على استعادة تلك اللحظة التاريخية عندما اندفع مئات الألوف من طوائف وأحزاب متنوعة إلى وسط بيروت في 14 مارس (آذار) 2005. وعند هذه النقطة لا نزال اليوم في كل الملفات، من منع انتخاب رئيس جمهورية إلى فتح “جبهة إسناد” في الجنوب. ومن المفارقات أن “حزب الله” الذي يريد إطاراً حوارياً ليفرض مرشحه الوحيد للرئاسة، لم يشعر بضرورة التحاور والتشاور مع الحكومة قبل إشعاله “جبهة الإسناد” الزائف في الجنوب.

على كل حال بعد 19 سنة، شعار “14 آذار” تراجع لمصلحة شعار آخر هو “الفريق السيادي”، ولكن هل فعلاً في 2005 تقدم لبنان خطوات على طريق الحرية والسيادة والاستقلال؟ لقد احتوى بشار الأسد الانتفاضة الداخلية والضغط الدولي وقام بعملية تبديل للقوات العسكرية، بين جيش النظام السوري وفصيل في “الحرس الثوري”. وبإيعاز من إيران، حصلت إعادة تموضع لدور نظام بشار الأسد في المنطقة، فاستدار إلى الحدود مع العراق وفتح الممرات لتنظيم “القاعدة”.

بعد 19 عاماً، وبعد كل الانكسارات والتجارب والدروس، كل المعارضين لـ”حزب الله”، يواجهونه بنظرية “القتال التأخيري”. ومن مسألة أن “حزب الله” عقبة أمام قيام الدولة، صار الحديث والإنجاز أن بقايا “14 آذار” عقبة تؤخر سيطرة “حزب الله” على الدولة، ثم تبلغ المأساة ذروتها عندما تدور في الأروقة مراهنات على أحداث إقليمية قد تغير في موازين القوى داخلياً.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading