اشتقنا الى أصوات المقاومين تصدح عالياً عبر الأثير لتخبر قصص أبطال استشهدوا لنحيا نحن في هذه البقعة المظلمة من العالم .
اشتقنا لأناشيد البطولة و الحرية تبث على مدار الساعة لتعيدنا بالذاكرة الى زمن مضى عبقت في أرجائه كل عطور الكرامة و الفخر برجال أشداء و نساء بطلات حفظوا بعرقهم و دمائهم كرامة شعب و حقه بحياة كريمة و آمنة .
اشتقنا لأصوات رفاق مقاومين تتهدّج برثاء إخوة لهم بحرقة كأن استشهادهم حصل أمس و هم يستلهمون منهم درب المستقبل ليكون خارطة طريق للأجيال الآتية .
اشتقنا لصوت العقل من أصحاب التجارب الطويلة في المقاومة و الصمود يدوزن الإندفاعة الصادقة انما الغير مدروسة لبعض المتحمسين من بيننا و يصوّب البوصلة نحو الحكمة و القرار المنطقي الواعي المبني على الوقائع و الظروف لا العاطفة .
اشتقنا لموسيقى النشرات و الفواصل القديمة تُنعش بداخلنا تلك اللحظات العاطفية المتضاربة التي عشناها لسنين خلت ، من الصمود الى الألم الى الانتصار و الإنكسار الى أزمنة الخوف على المصير و الحزن و الغضب وصولاً الى الخروج من النفق المظلم نحو الضوء و الحرية .
للبنان الحر و أسرتها فرداً فرداً نقول :
شكراً لكم لأنكم أعدتم أصوات أبطالنا الشهداء الى الأثير بألسنة إخوة لهم تشاركوا معهم كل اللحظات بحلوها و مرّها .
شكراً لكم لأنكم جعلتم المسافة أقرب بين ناسكم و ممثليهم ، حاملي آمالهم و تطلعاتهم بغد أفضل لنا جميعاً .
شكراً لكم لأنكم عرّفتم الأجيال الجديدة بطريقة مبسطة و سهلة على ماضي أهلهم الممتلئ بالتضحيات و حكايا البطولة و الشرف ، فحاولتم تصحيح الصورة التي شوهها أهل الظلام في لبنان لسنوات طوال حتى كاد البعض أن يصدّق أخبارهم و تلفيقاتهم الكاذبة .
شكراً لكم لأنكم أعطيتمونا الفرصة لنعيش و لو أسبوعاً واحداً في زمن امتلأت صدورنا بالحنين اليه لأنه كان و رغم كل مآسيه أفضل بآلاف المرات من هذه الأيام البائسة السوداء التي نحيا بها حاضراً .
شكراً لكم لأنكم أحيَيْتُم الأمل من جديد في قلوبنا جميعاً ببقاء المقاومة و رسوخها على مبادئ من سبقونا حتى تحقيق كل الأهداف المرسومة مهما طال الزمن .
من منا لا يذكر صوتها الهادر وسط القذائف و بركان البارود و النار ليعلن الأمل و الرجاء بقيامة آتية لا محالة .
من منا لا يذكر برامجها في الزمن الأسود و كيف كنا نمرر الرسائل المبطنة و التحيّات المشفرة من خلالها و التي لا يفهمها سوى رفاق المقاومة في أيام الظلم اللعينة تلك ؟
لن نعدد كل البرامج التي مرّت عبر أثير لبنان الحر ” إذاعة المقاومة اللبنانية ” لأنها أكثر من أن تعد و تحصى في مقال ، سنقول لكم فقط :
انتم قلبنا النابض ، انتم رسل القضية عبر الأثير في كل الأزمنة و الظروف ، تغيّرون و لا تتغيرون ، ترشدون نحو الحق دون أن تضلّوا الطريق ، تُعلون صوت مقاومتكم بجرأة و صلابة لتعلنوا للعالم كله أن لبنان الحر ما زال حيّاً و لن يموت .
لبنان الحر ، شكراً لكم فرداً فرداً ، من عامل الأمن و النظافة الى المحرر و الإعلامي الى التقني و الإداري الى الجميع دون استثناء ، لأنكم و ببساطة ، صوتنا … صوت المقاومة اللبنانية الذي سيظل يصدح عالياً بإذن الله .. ليحيا لبنان .