صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

هل تلقي إيران بورقة حزب الله أم تكتفي برد صاروخي محدود

 أوحى تصريح الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأن الحزب لم يستخدم بعد “سلاحه الأساسي ولا قواته الأساسية” ضد إسرائيل بأن إيران ستلقي بورقة حزب الله في المواجهة والرد على استهداف قنصليتها في دمشق.

لكن السؤال الذي يثار في هذا السياق هو: هل أن إيران ستكتفي برد الحزب أم أنها ستلجأ إلى قصف صاروخي، ولو محدود، لإظهار أنها موجودة وقادرة على الدفاع عن نفسها ومحو الصورة التي تشكلت حولها كونها تهدد باستمرار ولا تقدر على التنفيذ ولو مرة واحدة؟

وقال نصرالله إن حزب الله لم يستخدم بعد “سلاحه الأساسي ولا قواته الأساسية” ضد إسرائيل، مطالبا الجميع بأن “يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط كيف يمكن أن تذهب الأمور وأن نكون جاهزين لكل احتمال”، وهي رسالة موجهة إلى أنصاره تدعوهم إلى التأهب لأي تصعيد واسع سواء بمبادرة من الحزب أو للرد على هجوم إسرائيلي واسع.

ولا شك أن إيران ترى أن الرد المباشر سيخدم صورتها داخليا وخارجيا ويجعل إسرائيل في المستقبل تقرأ حسابا لذلك، لكن المشكلة تكمن في حدود الرد، وهو على الأقرب سيكون محدودا ومدروسا بدقة حتى لا يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب.

وقد يكون التحرك الإيراني على شاكلة الرد على اغتيال قاسم سليماني، حيث استهدفت إيران بعد مرور ثمانية أيام من عملية الاغتيال قاعدتين تابعتين للقوات الأميركية غرب العراق وشماله. وتضمن الرد الإيراني إطلاق أكثر من 12 صاروخا باليستيا، أدت إلى حدوث أضرار في القاعدتين العسكريتين وإصابات بين الجنود الأميركيين.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وتظل طهران أمْيل إلى الاعتماد على حزب الله في الرد على إسرائيل لأنه الأقدر تسليحا والأولى جغرافيا بالرد، خاصة أن إيران لا تملك ما يكفي للمواجهة انطلاقا من الأراضي السورية بعد الضربات الموجهة التي استهدفت قادتها العسكريين وأضرت بحلفائها وفجرت مخازن الأسلحة بما في ذلك الصواريخ والمسيّرات.

لكن إطلاق مواجهة بين حزب الله وإسرائيل مغامرة غير مضمونة العواقب، ولو لم تكن كذلك لفعّلتها منذ أكتوبر الماضي بدلا من الاكتفاء بالمناوشات على الحدود بين الطرفين.

ويعرف الإيرانيون أن حرب التدمير الجارية في غزة واستعداد إسرائيل للذهاب بعيدا في الانتقام يجعلان المقارنة بين ما تأتيه اليوم وردها على حزب الله عام 2006 غير جائزة، ما يجعل الحزب إذا رد في مرمى كل أعدائه لأنه يتدخل نيابةً عن قوة شرق أوسطية كبرى وهو نظريا من بلد آخر، وقد يوسع دائرة الغضب السياسي والشعبي ضده في لبنان.

وعلى عكس حزب الله، فإن إيران إذا ردت ستظهر بذلك كمن يمارس حقه في الرد، وهذه هي المفارقة التي تجعل إيران مترددة في تحديد شكل الرد، وبمرور الوقت يزداد الأمر صعوبة.

وقال الأمين العام لحزب الله إن الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية هذا الأسبوع تمثل “مفصلا” منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأسفرت الغارة عن مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني من بينهم القائد الكبير في فيلق القدس العميد محمد رضا زاهدي. وتوعدت إيران بالانتقام.

وقال نصرالله إن الرد آت، مضيفا “كونوا متأكدين ومتيقنين من أن الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق آت لا محالة على إسرائيل”. وتعد إسرائيل نفسها لهجوم انتقامي محتمل، وألغت إجازات جميع الوحدات القتالية، وأمرت بتعبئة المزيد من القوات لوحدات الدفاع الجوي.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل تهاجم الأعداء أينما قررت أن تهاجم، وذلك خلال حديثه مع قوات إسرائيلية في قاعدة جوية أمس الجمعة. وأضاف “قد يكون (هجوم إسرائيل) في دمشق وقد يكون في بيروت”. وتابع “تضرر العدو بشدة في جميع الأماكن ولذلك يبحث عن سبل للرد. نحن مستعدون بدفاعات متعددة المستويات”.

وتتجنب إيران حتى الآن الدخول في مواجهة مباشرة، وتدعم في الوقت نفسه سلسلة من الهجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية يشنها حلفاؤها في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن النخبة الدينية في إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تعرض إحكامها على السلطة للخطر وإنها تفضل مواصلة استخدام وكلائها لتنفيذ هجمات تكتيكية منتقاة على أعدائها. ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي.

وقالت مصادر أمنية وطبية إن هجوما إسرائيليا يوم السبت الماضي على بلدة مرجعيون أسفر عن مقتل ثلاثة من أعضاء حركة أمل. وقُتل أيضا حوالي 270 عضوا في حزب الله.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading