صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

محاكاةٌ إسرائيلية لحربٍ واسعة مع لبنان

بسخونةٍ متوقَّعة على جبهة الجنوب تشي بمزيدٍ من تَدَحْرُجِ «كرةِ النار»، و«برودةٍ» غير مفاجئةٍ في الملف الرئاسي تعكس تمديداً لبقائه في «ثلاجة» التعطيل، انطلق رمضان اللبناني بما رَفَعَ المخاوف من شهرٍ قد يكون مفصلياً على صعيدِ تحديد منسوب التصعيد في الرياح اللاهبة التي وُضعت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية في مهبّها منذ 8 أكتوبر وكان يُراهن على أن تستكين لو نجحت مساعي توفير «مظلة هبوط» لحرب غزة على متن هدنةٍ يُخشى أن يكون «فاتها القطار».

فعلى وقع تكثيف إسرائيل «حربها النفسية» ومناوراتها وتدريباتها العسكرية تحت عنوان «الاستعداد للجبهة الشمالية» وفي محاكاةٍ لعمليةِ توغُّلٍ بري تُهَدِّد بها على قاعدة «ملتزمون بتغيير الوضع الأمني في الشمال من أجل إعادة السكان إلى منازلهم، ونعزز باستمرار الاستعداد لشنّ هجوم على لبنان»، وسّع «حزب الله» دائرةَ عملياته وزادَ من كثافة نيرانه الصاروخية في ما بدا ملاقاةً لـ «طبول المواجهة الأكبر» التي تقرعها تل أبيب وإعلان «تريدونها حرباً مفتوحة، فنحن لها».

«مناشير إسرائيلية»

وفيما كان الجيش الإسرائيلي يلقي، بواسطة مسيّرة، مناشير فوق منطقة الوزاني كُتب عليها «يا ابن الجنوب، حزب الله يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، وعم بدخّل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام»، نفّذ الحزب «هجوماً جوياً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع»، معلناً «أن المسيّرات أصابت أهدافها بدقة».

وتقع ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتلّ وتبعد عن الحدود اللبنانية ما بين 12 و14 كيلومتراً، وكان «حزب الله» استهدفها بالصواريخ في فبراير الماضي. وسبق بيان الحزب عن الهجوم عليها إعلان القناة 14 أنه «عقب دوي صفارات الإنذار شمال الجولان، تم رصد سقوط مسيّرتين انتحاريتين في المنطقة».

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وجاء هذا التطور، الذي تَرافق مع عمليات ضد مواقع عسكرية وتجمعات إسرائيلية – بينها في جل العلام وتلة الطيحات – ومع قصف وغارات إسرائيلية طاولت العديد من البلدات الجنوبية، غداة تنفيذ «حزب الله» 12 هجوماً وإطلاقه نحو 70 صاروخاً (بما فيها «بركان» ذات القوة التدميرية الكبيرة)، في حين كان بارزاً إعلان سقوط 3 عناصر من «قوات الفجر» – وهي الجناح العسكري لـ «الجماعة الإسلامية» في لبنان – في الغارة التي استهدفت (الأحد) «كرافان» عند أطراف بلدة الهبارية في منطقة العرقوب، وهي الحصيلة التي اعتُبرت الأثقل على «الجماعة» منذ إعلانها الانخراط في إسناد غزة وإن من خارج مسارٍ ثابت من العمليات التي كان آخِرها قصف صاروخي على كريات شمونة في يناير الماضي.

«الشغور»

وفي موازاة الميدان المشتعل والذي يُنْذِر بـ «تحمية إضافية» سواء تمهيداً لتوسيع إسرائيل الحرب أو لزيادة الضغط في سياق «التفاوض بالنار» على «اليوم التالي» لبنانياً، الذي تريده تل أبيب منفصلاً عن حرب غزة ومآلاتها ويصرّ «حزب الله» على الترابط بينهما «حرباً وتهدئة»، لم يَظْهَر في الأفق السياسي الداخلي ما يشي بتبديل اللاعبين الوازنين مقارباتهم للأزمة الرئاسية التي مازالت محكومة بمناوراتٍ وزرْع «كمائن» وإخراج «أرانب» وتقاذُف المسؤولية عن قفْل أي نافذة يمكن استيلاد مخرجٍ عبرها وإنهاء شغورٍ يتآكل المؤسسات منذ أكثر من 16 شهراً.

وإذ كانت مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» التي أريد منها إمرار الاستحقاق الرئاسي عبر «غربال» تَشاوُرٍ بين النواب «بلا رأس أو رئيس» ويكون ممراً لجلسة انتخابٍ مفتوحة بدورات متتالية، تتلقى ما يشبه «رصاصة الرحمة» بإعلان الرئيس نبيه بري في حديث صحافي، أنّ «الأمانة العامة للمجلس هي مَن توجّه الدّعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار، الّذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعلّ التّلاقي على طاولة مستديرة يؤدّي إلى التّوافق على اسم مرشّح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه»، فإن حظوظ ملاقاة الداخل، ولا سيما فريق الممانعة، محاولاتِ مجموعة الخمس حول لبنان توفير إطارٍ لتفاهُم لبناني بآليات الدستور على انتخاب رئيسٍ، لا تزال ضئيلةً ما يُنْذِر بأن هذا الاستحقاق قد ينتقل من «تعليق» إلى آخَر يُخشى أن يُربط حتى بما بعد الانتخابات الأميركية وفق ما يعبّر متشائمون.واذ استوقف هؤلاء إشاراتٍ بدأت تصدر عن قريبين من «الممانعة» وتحمّل الضغطَ الخارجي للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي «أولا» نياتٍ بجعْله مدخلاً أو «وعاءً» لتنفيذ موجباتِ خريطة الطريق التي يعمل عليها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لجبهة الجنوب وصولاً إلى حلّ مستدام، رغم أنه لا يشتمل على بت إشكالية سلاح «حزب الله» ككل (وضعيته خارج الشرعية) إلا أنه قد يشكل خطوة إضافية في إطار نزع الذرائع” من أمامه، اعتبرتْ أوساط سياسية أن ارتفاع وتيرة الحركة اللبنانية في اتجاه الدوحة يرتبط في جوهره باستشعار الدوحة بحجم المخاطر التي تحوط بلبنان المسكون بفراغ رئاسي والذي تتدحرج في جنوبه كرة نار لا أحد يملك تقدير اتجاهاتها.

وعلى وقع تسريباتٍ عن إمكان زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لقطر، وكذلك الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، نقلت تقارير في بيروت ان المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل سمع خلال محطته في قطر «تخوفاً كبيراً مما قد تؤول إليه الأوضاع».

ونقلت صحيفة «الأخبار» أن «الدوحة تعمل على خط موازٍ مع الأميركيين في شأن التهدئة في الجنوب وفصل المسارات والجبهات، وتَصاعُد الخوف لديها مردّه إلى أنها لمست، كما الأميركيين وغيرهم، استحالة التوصل إلى أي اتفاق في ما خص الجبهة الجنوبية بمعزل عن الهدنة في غزة بسبب موقف المقاومة في لبنان»، وأن القطريين يعتبرون أن «المسار في غزة طويل وأن عملية التفاوض مستمرة، وهناك جهود من أجل التوصل الى هدنة، لكن لا شيء يؤكد أن الأمور ستكون متاحة في شهر رمضان»، مع التشديد على «ضرورة تجنب التصعيد في لبنان والعمل على ضبط النفس».

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading