هو انعكاس لحجم الحقد الذي نراه على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه كل المنظومة بسبب ما اوصلونا اليه. هو مرآة لواقع شاب لم يكن مخموراً إنما فاقد الامل من الحياة ومن الانحطاط الإنساني والوظيفي والمعيشي الذي وصلنا اليه. هو شاب تصرف بناءً على تراكم ذكريات موروثة من الايام التي كانت فيها الابطال تتصدى لكل تطاول ولكل تعدي ولكل انتهاك للكرامات فكانت تقاوم المحتل والظلم أينما حلوا. هو انتقام وانتفاضة على خمول رجال هذه الايام، وعلى تخاذل الاحزاب المقاومة تاريخياً عن إرث قضية الوجود وعن التصدي لمنطق اللا دولة المستشري مع انتشار السلاح الغير شرعي وسطوته على كل الوطن والمواطنين، وعلى تلكؤ الاكليروس عن الحفاظ عن أمانة مجد لبنان.
ما فعله هو ترجمة للشعارات والادوات والتجهيزات التي لا يزال يرقص على الحانها مُدعي حمايتنا، في وقت بات الذئب يسرح في عقر ديارنا، وبات اولاد آوى يترصدون هجرتنا لينقضوا على ما تبقى من وجودنا.
لست هنا للدفاع عن الشاب، إنما مع كل الفلتان الذي نشهده هذه الايام، هل سأل احدكم نفسه لمَ نحن وسط كل هذا الجنون المتنقل بين المناطق؟ لمَ قرر هذا الشاب ان يعرض نفسه للتوقيف وهو مدرك سلفاً انه في الموقع الخطأ وانه سينتهي وحيداً خاسراً في فعلته؟ لمَ شعبي بات متفرجاً على يأس شبابه فيما هو سكران بحب المظاهر الفارغة؟
لكل ذلك، تذكروا ولو لحظة ان هذا الشاب إنتفض لعنفوانه المسلوب في هذا الوطن نيابة عن كل منا، خصوصاً اولئك الذين يدعون حمل إرث الدفاع عن وجودنا وكرامتنا وأمن مجتمعنا، وعليه “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” لنبقى ونستمر…
ملاحظة : المقال ليس دفاعا عن أي خارج عن القانون فنحن كنا و سنبقى مع مؤسسات الدولة الشرعية في تطبيق النظام العام على كافة الأراضي اللبنانية .. هو مجرد توصيف للوضع المعيشي المزري الذي وصل اليه الشباب اللبناني و الذي يدفعه للقيام بتصرفات متهورة كهذه .