نسمع في بعض الأوساط خاصة المسيحية الموالية لمحور الممانعة في الآونة الأخيرة ما يشبه اللوم و العتب على القوات و قائدها لعدم تأييد أحد مرشحي الثامن من آذار في انتخابات الرئاسة و عدم التساهل في هذا الموضوع و نتفاجأ لحدود الصدمة بهذا اللوم المستغرب فلما كل ذلك ؟
أولا” – نتوجه لهؤلاء بمحبة و هم اخوة لنا بنهاية المطاف حتى لو اختلفت وجهات النظر فيما بيننا بهذه الجملة من الأسئلة و الوقائع لتوضيح الصورة ليس الا …
– ما دخل البعض بخيارات سمير جعجع السياسية ليلوموه (خاصة هذا اللوم المستغرب على عدم انتخابه لأخصامه السياسيين للرئاسة) أم ان هؤلاء “سلّفوه” شيئا في يوم من الأيام لا يعلم هو به و حان وقت رد الجميل لهم مثلا” ؟؟
هل رأى أحد منكم أو سمع يوما عن لوم و عتب على شخص لعدم تأييده أخصامه ؟؟؟ من الطبيعي و البديهي ان لا يؤيد جعجع هؤلاء فهم بختلفون معه في السياسة بكل شيء لا بل من المستغرب و المستهجن بالأساس تأييده لهم ان حصل !!!
ثانياً – سمير جعجع و حزبه أكبر أعداء النظام السوري في لبنان منذ ما يزيد عن الأربعين عاماً و هم خاضوا أشرس المعارك بوجهه فكيف تتوقعون منهم أن ينتخبوا من يدورون بفلك هذا النظام و على أي اساس ؟؟
ثالثاً – سنعدد لكم ما لسمير جعجع و القوات اللبنانية عند هذا النظام علّ البعض بتوقف عن محاولات التذاكي المفضوحة التي يمارسها هذه الأيام :
سمير جعجع كشخص له مع حليفكم ١١ سنة في معتقل تحت الأرض اقل ما يقال فيه انه غير انساني و غير قانوني بشهادة كل المؤسسات الدولية المعنية …
لجعجع و حزبه مع حليفكم عشرات لا بل مئات المعتقلين ظلماً من شباب و صبايا القوات اللبنانية على مدى ١١ عاماً من سيطرته المطلقة هو و توابعه على كل شيء في لبنان ..
لجعجع و القوات مع الاحتلال و أعوانه استشهاد رمزي عيراني و نديم عبد النور و سليمان عقيقي و غيرهم كثر في زمن السلم المزعوم ..
لهذا الرجل و مؤسسته مع حليفكم زمن احتلاله لبنان حل حزب القوات و ضرب عصب المسيحيين و الغاء دورهم و شطبهم من المعادلة السياسية بشكل كلي …
له و لقواته في غياهب سجون حلفائكم معتقلين مخفيين خطفوا في وضح النهار من امام منازلهم و لا أحد يعرف شيئاً عن مصيرهم حتى يومنا هذا و على رأس هؤلاء شيخ معتقلي المقاومة اللبنانية بطرس خوند …
للقوات و جعجع مع حلفائكم الذين تتباهون بعلاقتكم اللصيقة بهم صبحاً و مساءً الاف الشهداء و المعوقين و المصابين على مدى خمس عشرة سنة من المقاومة و الصمود بوجه احتلال همجي بربري دمر مدن و قرى أهلكم و هدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها من قنات الى الاشرفية و زحلة و ما بينهما …
لسمير جعجع و قواته مع حلفائكم تركيب الملفات و المحاكمات السياسية و الاستهداف الممنهج لدور المسيحيين و حضورهم و ضرب روحهم و عصبهم في الزمن الأسود عندما حاولوا خنقهم احياء …
هو و جمهوره لهم مع حلفائكم دم بشير الجميل رئيس الشهداء و قائد مسيرة الصمود و المقاومة ليبقى لبنان حرا سيدا مستقلاً …
لن نسترسل أكثر فإن اردنا ان نكمل سنكتب مجلدات ، لكن سنسألكم سؤلاً واحداً : لماذا لا تنتخبون انتم سمير جعجع بدل أن ينتخبكم هو خاصة ان الانتخابات النيابية الأخيرة كرسته الزعيم الأول للمسيحيين ، و لا مجال للمقارنة بين حجمه الشعبي و أحجام الآخرين ، و لماذا لا تطبقون على انفسكم نفس القواعد التي تريدون تطبيقها عليه !!!
بأي حق يطلب أحد منه انتخاب أخصامه و بأي حق يلومونه ان لم يفعل ذلك ؟ هل حقا تعتقدون ان مجتمعكم بهذه السذاجة ليخدع بشعارات من نوع وحدة المسيحيين و اعتقادكم انكم بذلك تحرجون جعجع و القوات ؟؟
الا تعرفون القوات اللبنانية ؟؟ هل حقا لا تدركون كيف تتصرف القوات و على ماذا تبني قراراتها ؟؟ هل حقا تعتقدون ان بإمكانكم إحراجها و استدراجها بشعارات كهذه ؟ الم تتابعوا مسيرة جعجع السياسية ؟؟ هل رأيتم يوما انه كان رجل ردة فعل ؟ هل سمعتم يوما أن احدا تمكن من احراجه ليأخذ منه موقفا سياسيا مناقضا لقناعاته ؟
طبعا نحن لا نتكلم باسم القوات و لسنا ناطقين بلسانها و القوات كما يعلم الجميع حزب قوي منظم و يملك كل الامكانات ليتكلم هو عن نفسه و يعبر عن مواقفه بدقة .. جلّ ما نفعله بهذا المقال هو التوجه اليكم بهذا الكلام و بمحبة ، لئلا يعتقد أحد في مجتمعنا انكم تحاولون استغبائه لا سمح الله تحت ستار الشعارات الطنانة و الرنانة كوحدة المسيحيبن و غيرها …
أخيراً الموقف الطبيعي للقوات هو موقفها اليوم لأنه ينسجم مع تاريخها و نضالها و يحاكي كل ما قامت من أجله تلك المؤسسة ، أما ما تطلبونه منها فهو الغير طبيعي و الذي لا يمكن لها السير به لا اليوم و لا في أي يوم ، لأنه سيجعلها تخسر نفسها أولاً ، و كل من آمن بها و بقضيتها ثانياً و ثالثاً و في كل الأوقات .