صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

لبنان يعول على عودة أثرياء الخليج لإنعاش السياحة

أضاءت الألعاب النارية سماء فندق سان جورج الشهير في بيروت مؤخرا، بينما ملأت أغاني الستينات والسبعينات أجواء الساحة المطلة على البحر المتوسط، كمؤشر على انطلاقة الموسم السياحي الذي يشكل فرصة سنوية لزيادة الإيرادات.

واستضافت وزارة السياحة هذا الحدث، ذا الطابع الكلاسيكي، الشهر الماضي للترويج لموسم الصيف، وربما لاستعادة بعض الأجواء الإيجابية من حقبة تُعتبر ذهبية للبلاد.

وفي السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 كان البلد الوجهة المفضلة للسياح الأثرياء من دول الخليج، الباحثين عن شواطئ صيفية، وجبال مغطاة بالثلوج شتاءً، وحياة ليلية حضرية على مدار العام.

وفي العقد الذي تلا الحرب، عاد السياح من دول الخليج ولاسيما من السعودية وعاد الاقتصاد اللبناني. ولكن مع مطلع الألفية الثانية، ومع صعود حزب الله المدعوم من إيران إلى السلطة، بدأت علاقات لبنان مع دول الخليج تتدهور.

ومنذ ذلك الحين تراجعت السياحة تدريجيا، مما أدى إلى حرمان الاقتصاد من مليارات الدولارات من الإنفاق السنوي.

ووفق الأرقام الرسمية، فإن أعداد السياح الخليجيين تراجعت بنسبة 70 في المئة بعد قرار حظر السفر إلى لبنان ما أدى إلى تراجع كبير في المداخيل السياحية لاسيما عوائد القطاع الفندقي بين عامي 2010 و2017 التي قارب تراجعها إلى 40 في المئة.

وكذلك تأثرت إيرادات السياحة سلبا بحظر سفر الخليجيين إلى لبنان، ففي حين بلغ مدخول القطاع خلال عام 2010 أكثر من 8 مليارات دولار تراجع خلال الأعوام اللاحقة حتى وصل في العام 2018 إلى نحو 3.8 مليار دولار.

والآن، بعد حرب العام الماضي المريرة مع إسرائيل، أصبح حزب الله أضعف بكثير، ويستشعر القادة السياسيون الجدد فرصةً لإنعاش الاقتصاد من جديد بمساعدة جيرانهم الأثرياء.

وتهدف السلطات إلى نزع سلاح حزب الله وإعادة إحياء العلاقات مع السعودية وباقي دول الخليج، التي منعت مواطنيها في السنوات الأخيرة من زيارة لبنان أو استيراد منتجاته.

وصرحت لورا الخازن لحود، وزيرة السياحة، قائلةً “السياحة عاملٌ مُحفّزٌ كبير، لذا من الضروري جدًا رفع الحظر.”

وعلى الطريق السريع المؤدي إلى مطار بيروت، استُبدلت اللافتات التي كانت منتشرة في كل مكان والتي تُروّج لقيادة حزب الله بلوحات إعلانية تجارية وملصقات كُتب عليها “عهد جديد للبنان”.

ووسط بيروت، وخاصةً في الأحياء التي تأمل في جذب السياح العرب والأجانب، تُزال الملصقات السياسية، وتزداد دوريات الشرطة والجيش.

وهناك مؤشرات على تحسن العلاقات مع بعض دول الخليج، فقد رفعت كل من الإمارات والكويت حظر السفر الذي استمر لسنوات.

وتتجه الأنظار الآن إلى السعودية، القوة السياسية والاقتصادية الإقليمية، لمعرفة ما إذا كانت ستحذو حذوها، وفقًا للحود ومسؤولين لبنانيين آخرين.

ويقول هؤلاء المسؤولون إن نقطة الخلاف الرئيسية هي الأمن. فرغم سريان الهدنة مع إسرائيل منذ نوفمبر الماضي، استمرت الغارات الجوية شبه اليومية في جنوب وشرق لبنان، حيث بنى حزب الله على مر السنين قاعدته السياسية وترسانته العسكرية القوية.

ورغم أهمية السياحة، فقد شكلت ما يقرب من 20 في المئة من اقتصاد لبنان قبل أن ينهار في عام 2019، إلا أن قادة البلاد يقولون إنها مجرد جزء من أحجية أكبر يحاولون إعادة تجميعها.

ويعاني القطاعان الزراعي والصناعي من حالة من الفوضى، حيث تعرضا لضربة قوية في عام 2021، عندما حظرت السعودية صادراتهما بعد اتهام حزب الله بتهريب المخدرات إلى الرياض.

وجراء ذلك وأزمات أخرى مختلفة على رأسها الفساد تركت سنوات من الخلل الاقتصادي الطبقة الوسطى المزدهرة في البلاد في حالة من اليأس.

ويقول البنك الدولي إن الفقر تضاعف ثلاث مرات تقريبا في لبنان خلال العقد الماضي، مما أثر على ما يقرب من نصف سكانه البالغ عددهم حوالي 6 ملايين نسمة.

ومما يزيد الطين بلة ارتفاع التضخم، حيث فقدت الليرة 90 في المئة من قيمتها، وخسرت العديد من العائلات مدخراتها عندما انهارت البنوك.

ويرى قادة لبنان أن السياحة هي أفضل طريقة لبدء المصالحة اللازمة مع دول الخليج، وعندها فقط يمكنهم الانتقال إلى الصادرات وفرص النمو الاقتصادي الأخرى.

وقال سامي زغيب، مدير الأبحاث في مبادرة السياسة، وهي مؤسسة بحثية مقرها بيروت، لوكالة أسوشيتد برس “هذا هو الأمر الأكثر منطقية، لأن هذا كل ما يمكن للبنان أن يبيعه الآن.”

ومع دخول الصيف، تكتظ الرحلات الجوية إلى لبنان بالفعل بالمغتربين والسكان المحليين من الدول التي ألغت حظر السفر، وتقول الفنادق إن الحجوزات كانت نشطة.

وفي الحدث الذي استضافته وزارة السياحة، أشرق فادي الخوري، صاحب فندق سان جورج، بابتسامة. وقال لوكالة أسوشيتد برس “لدي شعور بأن البلاد تعود بعد خمسين عاما.”

وكان الفندق، الذي امتلكه والده في أوج مجده، يتأثر بشدة بتقلبات لبنان على مر العقود، إذ أُغلق وأُعيد افتتاحه عدة مرات بسبب الحروب.

وخلال عطلة نهاية أسبوع قريبة، وبينما كان الناس يتدفقون على شواطئ مدينة البترون الشمالية، وتنطلق الدراجات المائية على طول البحر المتوسط، بدا رجال الأعمال المحليون متفائلين بأن البلاد تسير على الطريق الصحيح.

وقال جاد نصر، الشريك في ملكية نادٍ شاطئي خاص، “نحن سعداء، والجميع هنا سعداء. بعد سنوات من مقاطعة العرب وإخواننا في الخليج، نتوقع أن يكون هذا العام مليئا دائما.”

ومع ذلك، فإن السياحة ليست حلا سحريا للاقتصاد اللبناني، الذي عانى لعقود من الفساد والهدر المستشري.

ويجري لبنان محادثات مع صندوق النقد الدولي منذ سنوات بشأن خطة إنعاش تتضمن قروضا بمليارات الدولارات، وتتطلب من البلاد مكافحة الفساد، وإعادة هيكلة مصارفها، وتحسين مجموعة من الخدمات العامة، بما في ذلك الكهرباء والمياه.

وصرح خبراء بأنه بدون هذه الإصلاحات وغيرها ستفتقر دول الجوار الغنية للبنان إلى الثقة للاستثمار هناك. وقال زغيب إن ازدهار السياحة وحده كـ”جرعة مورفين تُخفف الألم مؤقتا” بدلا من وقف تفاقم الفقر في لبنان.

وأيدت لحود هذا الرأي، قائلة إن “عملية طويلة الأمد قد بدأت للتو.” وأضافت “لكننا نتحدث عن مواضيع لم نتحدث عنها من قبل. وأعتقد أن البلد بأكمله قد أدرك أن الحرب لا تخدم أحدا، وأننا بحاجة ماسة إلى عودة اقتصادنا إلى مساره الصحيح وازدهاره.”

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading