صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

قاآني في بيروت على مقربة من «مسرح العمليات»… هل لجمتْ «يدٌ عليا» التدهور جنوب لبنان

قد يحصل الانفجار، ربما لا يحصل، لن يحصل أبداً. 3 احتمالات خيّمت فوق الجبهة الجنوبية اللبنانية التي «أَعْلتْ رأسَها» الأحد والاثنين في ملاقاة «طوفان الأقصى» الذي تغمر تشظياتُه العميقةُ إسرائيل برمّتها، ما أثار مخاوفَ متدحرجةً من أن «بلاد الأرز»، التي يملك «حزب الله» قرار اقتيادها إلى الحرب الكبرى أم تحييدها عنها ربْطاً بمقتضيات «الميدان» وحسابات «محور المقاومة»، تقتربُ من «الخط اللاهب» الذي لا تشبه نارُه أياً من التوهّجات في الصراع المفتوح منذ 75 عاماً، أقلّه في العقود الخمسة الماضية.

ولا يتأتى «مثلث الاحتمالات» حيال ما سيؤول إليه الواقعُ في جنوب لبنان من تَضارُب في التقديراتِ والقراءات، بمقدار ما أن الأمر يعكس الديناميةَ التي «لا يمكن التنبؤ بها» لمسار الحرب على جبهة غزة – إسرائيل والذي يتحرّك على مدار الساعة، بما يُخشى معه من مفاجآتٍ غير محسوبة تَفرض نفسها كمعطى قابلٍ لأن يتحوّل، في لحظة وأخرى وبمناسبة تَطوّر أو آخَر، «جاذبةَ صواعق» ويخلط الحسابات وأوراقَ الممتنعين، لهذا الاعتبار أو ذاك، عن تحويل «طوفان الأقصى» بمثابة «زرّ نووي» يفجّر المنطقة كلها بتناقضاتها وصراعاتها القديمة والجديدة.

إلا أنه ورغم الدخان الكثيف الذي «يحجب الرؤيةَ» عن المآلاتِ، ولو قصيرة المدى، لكرة النار التي تتطاير في سماء إسرائيل وغزة وعلى أرضهما، فإنّ خيْطاً أمْكَن تَلَمُّسه من خلْف جداريْن عالييْن: الأول «عرض القوة» الأميركي خصوصاً دَعْماً لإسرائيل «في دفاعها عن النفس» وتهديداً لإيران ضمناً و«حزب الله» من أي انخراطٍ في الحرب من ضمن «وحدة الساحات»، وفق ما عبّر عنه أخيراً تحذير مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية للحزب من مغبة اتّخاذ «قرار خاطئ» بفتح جبهة ثانية في إطار النزاع الحاصل، وقوله إنّ «إرسال حاملة الطائرات للمنطقة رسالة ردع له وإيران لعدم التدخل في الحرب».

والثاني تَوَعُّد أطراف في «محور الممانعة» (وآخرهم الحوثيون أمس) بالمشاركة في الحرب بالقصف الصاروخي والمسيّرات، أو باستهداف المواقع الأميركية في المنطقة بحال تدخّلت واشنطن مباشرة في المعركة.

وفي هذا الإطار، بدا لافتاً أنه ورغم الخسائر الموجعة في صفوف «حزب الله» والإسرائيليين التي سُجّلت في اندفاعة النار على جبهة جنوب لبنان أول من أمس، فإن خط التماس بين الطرفين شهد خفْضاً غير متوقَّع للتصعيد، ما أوحى بوجود «يد عليا» حالت دون أي انزلاقٍ لِما هو أدْهى.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وعلمت «الراي» من مصادر غير بعيدة عن معسكر «الممانعة» أن اتصالاتٍ غير مباشرة جرت بين الولايات المتحدة وإيران تَفادياً لجنوح المنطقة نحو حربٍ لا تريدها واشنطن ولا تتحمّس لها طهران، وهو الأمر الذي أصاب وَهْجه لبنان.

وفي تقدير المصادر أن الولايات المتحدة، التي سارعتْ إلى تحييد إيران عما يَجْري في غزة عبر «تجهيل» دورها في دعْم «حماس»، تدفع في اتجاه خفْض التصعيد في الشرق الأوسط لانشغالها في حرب أوكرانيا وعدم رغبتها في «رعاية» جبهتين، خصوصاً أن الانتخابات الرئاسية هي الآن، بند أول للحزبين الديموقراطي والجمهوري.

وتعتقد المصادر أن التقاطع الأميركي – الإيراني حول خفْض التصعيد يفيد طهران التي عززتْ مكانتَها كـ«لاعب» اضطُر الأميركي إلى «الحديث معه»، والتي تتصرّف الآن بـ «أبوّةٍ» حيال الانتصار الذي حققتْه «حماس» والذي تريد منه طهران إعادة خلط الأوراق في المنطقة، وتالياً فإن من مصلحتها تجنُّب الحرب الشاملة على قاعدة «عصفور باليد أفضل من عشرة على الشجرة».

ومن هنا فإن ديبلوماسيةَ «كسْر الصمت» تفسّر بقاءَ الوضع في جنوب لبنان تحت السيطرة وكأن كلا الطرفين (إسرائيل و»حزب الله») تَراجَع خطوةً إلى الوراء، رغم الحشد الإسرائيلي ومضيّه في إخلاء المستوطنات في الشمال وإيحاء الحزب بأنه قاب قوسين من وضْع «وحدة الساحات» موضع التنفيذ.

وما يفسّر حساسية جبهة الجنوب كـ «رأس حربةٍ» في ساحات «محور المقاومة» هو وجود قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني في بيروت للبقاء على مقربة من «مسرح العمليات» المتحرّك، خصوصاً أن كلاماً كثيراً قيل عن أن مصير الجبهات يرتبط في نهاية المطاف بما ستؤول إليه العملية البرية التي استعدّ لها الجيشُ الإسرائيلي لاجتياح غزة وهل سينفّذها وما سيكون عليه حال «حماس» ومصير انتصارها.

ومساء أمس، شهد الجنوب ما بدا تصعيداً مدوْزناً، لم يتجاوز حتى الساعة معادلة «الردّ على التحية بمثلها»، حيث استهدف «حزب الله» في إطار «الحساب المفتوح» مع اسرائيل آليتين عسكريتين بصواريخ موجّهة في مستوطنة افيفيم قبالة بلدة مارون الراس، ما أدى إلى احتراقهما.وجاء هذا التطور الذي وَضَعَ الجنوب في حالة شبيهة بـ «لا حرب ولا سلم» غداة «الردّ الأولي» لـ حزب الله» على مقتل 3 من عناصره بالقصف الاسرائيلي على مواقع مراقبة تابعة له بعيد تسلل مجموعة من «سرايا القدس» من الجنوب في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، إلى جانب تكرار قصف موقعي جديدين للحزب أمس، عقب إطلاق 15 صاروخ «كاتيوشا» من منطقة القليلة (صور) من فصائل فلسطينية في اتجاه الجليل.وبعد إطلاق الصواريخ عصراً، أمس، قصفت مدفعية الاحتلال أطراف بلدتي مروحين والضهيرة. كما طاول القصف محيط بلدات العزية والحنية وأم التوت والبستان والزلوطية وسمعت أصداؤه في مدينة صور وسط حركة نزوح من هذه البلدات إلى مناطق أكثر أمنا.وقرابة السابعة مساء، ـطلقت القوات الإسرائيلية قذائف فوسفورية على أطراف بلدتي الماري والمجيدية.

في المقابل، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي، أمس، «مقتل نائب قائد لواء 300 في فرقة الجليل المقدم عليم عبدالله في اشتباك مع مسلحين اقتحموا منطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل من الأراضي اللبنانية»، الإثنين.

كما بدت حركة الاهالي هناك شبه معدومة، فيما سيّرت «اليونيفيل» دورياتها على طول الخط الحدودي من الناقورة حتى بوابة راميا، علماً أن غالبية المدارس الرسمية والخاصة أقفلت أبوابها في قضاءي صور وبنت جبيل.

وفي حين تتجه الأنظار إلى الحدود الجنوبية وما ستشهده يوم الجمعة تلبيةً للدعوة التي وجّهتها «حماس» إلى «شعبنا في الشتات وجماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى الزحف نحو حدود فلسطين»، بدا لبنان الرسمي وكأنه يحاول «استلحاق نفسه» والظهور بمظهر مَن يواكب التطوراتِ المفصلية التي وضعتْ قادةَ العالم على «الهاتف الأحمر» في اتصالات متلاحقة متابعةً لِما قد يتحوّل بركاناً متفجراً تحرق حممه المنطقةَ، والتي كان لبيروت حصةً منها من باب التحذير من انزلاقِ البلاد إليها عبر «حزب الله».

فلبنان الذي يتخبّط في أزمة مالية وسياسية وبدأت نيران «طوفان الأقصى» تلفحه من الجنوب، لم يشهد اجتماعاً لحكومته (وهي لتصريف الأعمال) التي تمّت دعوتها لجلسة يوم غد لبحث الأوضاع، فيما كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب فادي علامة يدعو «من باب التحضير الاحتياطي المسبق في حال تطوُّر الأمور جنوباً وحصول أي عدوان على لبنان» إلى وجوب «التأكد من استعداد المستشفيات وجهوزية القطاع الصحي الرسمي والخاص بالمتابعة والتنسيق المباشر والدعم إذا تطلب الأمر ذلك من وزارة الصحة».

وفي حين زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس رئيس البرلمان نبيه بري، شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية، وبحث معه المستجدات في ظل الأحداث المتسارعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما سمعه في ضوء الاتصالات التي أجراها وتلقاها في الساعات الماضية من قادة دوليين، برزت أيضاً زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا لبري فور عودتها من واشنطن حيث يفترض أن تكون نقلت موقف بلادها من مَخاطر أي فتْحٍ لجبهة الجنوب.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading