في المقابل فوجئت فرنسا كما الولايات المتّحدة الأميركيّة والاتّحاد الاوروبيّ بمسار التطبيع بين إيران والمملكة العربيّة السّعوديّة من ناحية، وجامعة الدّول العربيّة والنظام السّوريّ من ناحية أخرى، ما أقام توازناً سلبياً في الطّروحات، وعطّل إمكانيّة التّلاقي على القضيّة اللّبنانيّة إلّا من باب التقاطع على منع عودة مرشّح حزب الله والنّظام السّوريّ إلى أيّ سدّة رئاسة. لم يكن فرنجيه وحده المقصود بل كلّ هذا التّوجّه الذي يُنهي الهويّة اللّبنانيّة.
أمام كلّ ما سبق ماذا يجري بين المملكة العربيّة السّعوديّة وفرنسا في مسألة انتخاب رئيس جمهوريّة للبنان؟ وهل نحن أمام اشتباكٍ أساسه رفضه التّطبيع مع الأسد مع ما يناقضه من محاولة فرض سليمان فرنجيه رئيساً، وهو حليف للأسد وحزب الله، وبالتّالي إيران؟
مصادر ديبلوماسيّة فرنسيّة تقول لـ”المركزية”: “إنتهى دعم ترشيح سليمان فرنجيه ليس فقط بسبب الديناميّة الدّاخليّة للقوى السّياديّة والإصلاحيّة التغييريّة، بل لأنّ الاستبلشمنت الفرنسيّ وجّه لماكرون صفعة، وكان بالتّالي تحييد الثّلاثي دوريل – ايمييه – بون لصالح جان إيف لودريان، والإيعاز كما الاستياء كان بداية فاتيكانيّاً ليتطوّر من ثمّ إلى دول الخماسيّة”…. “تبقى إيران وهي أمام منعطف تاريخي، والأيّام المقبلة ستشهد على ذلك”.