وبعدما خلصت جولته الأولى إلى تجميع أسماء ثلاثة، وردت في ما عرفت بـ»لائحة بكركي»، يستعد سكاف اليوم لاستئناف لقاءاته في لبنان، بُعَيْد عودته من جولة سياسيّة شملت دوائر القرار في واشنطن وباريس حين انضم إلى وفد نواب المعارضة في العاصمة الفرنسيّة.
ورغم التحديات والصعوبات التي تحول دون اتفاق مكونات المعارضة على مرشّحٍ في ما بينهم، يصرّ سكاف على أن المساعي التي يقوم بها من شأنها أن تصل إلى النتيجة المرجوة، وتحديداً بعد لقاءاته مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركيّة والكونغرس والخارجيّة الفرنسيّة.
وفي حديث لـ»نداء الوطن»، يوضح سكاف، أنّ الجولات التي يقوم بها كما لقاءاته وكبار المسؤولين تهدف إلى الإسراع في تأمين ظروف إنجاح الإستحقاق الرئاسي في لبنان، مشدداً على أنّ إنجاز هذا الإستحقاق يتطلب توصّل الأفرقاء إلى تقديم مرشحٍ من كل فريق، والذهاب إلى المجلس النيابي من أجل الركون إلى مسار العمليّة الإنتخابيّة ونتائجها، بعيداً عن منطق التعطيل وتطيير النصاب.
وإذ ربط سكاف مآل الجلسات الإحدى عشرة التي شهدتها ساحة النجمة، بغياب التنافس الجدّي بين المرشحين، أشار إلى أنّ مبادرته تهدف إلى تأمين ظروف المنافسة بين مرشحَي المعارضة والممانعة، ما يترك الباب مفتوحاً أمام النواب المترددين الذين يتراوح عددهم بين 30 و35 نائباً، لحسم خيارهم خلال العمليّة الإنتخابيّة في المجلس النيابي. ما يعطي ارجحيّة الفوز لمرشحٍ على آخر بعيداً عن التسويات الجانبيّة والتعطيل المتمادي.
واعتبر سكاف أنّ الطريقة العلمية الديمقراطية الوحيدة القادرة على إخراج الإستحقاق من الركود القائم، تكمن في الإستجابة مع مبادرته، وشدد على أنّ التنافس المفتوح بين المرشحين يسحب رهان البعض وتلويحهم بالعودة مجدداً إلى تعطيل النصاب الدستوري المطلوب لإنتخاب رئيس الجمهورية، ما يسمح في نهاية العمليّة الديمقراطيّة بتهنئة الرئيس الذي يحوز على 65 صوتاً وأكثر.
ورغم تفعيل اللقاءات بين نواب المعارضة لدرس كيفيّة قطع الطريق أمام ترئيس مرشّح الممانعة سليمان فرنجية، أشار سكاف إلى أن طرحه أو مبادرته لا تهدف إلى استهداف فرنجيّة أو غيره من المرشحين المطروحين رئاسياً، لافتاً إلى أنها تلقى موافقة وقبول غالبيّة أفرقاء المعارضة من بينهم زملاؤه في الوفد النيابي المعارض الذي يبحث خلال جولاته الخارجيّة سبل الخروج من المأزق الرئاسي، وإعادة انتظام وتفعيل دور المؤسسات الدستورية للقيام بدورها الرقابي الإصلاحي.
ووسط إعادة تموضع الحزب «التقدمي الإشتراكي» رئاسياً، أوضح أن كتلة «اللقاء الديمقراطي» ستكون بدورها شريكة في اختيار المرشح التوافقي – الوسطي لقوى المعارضة، رغم تفرّد «اللقاء» في مواقفه المتباينة عن المعارضة وتحديداً في ما خصّ دعم النائب ميشال معوض. ومع تحفّظ سكاف عن الإفصاح عن مرشح المعارضة، جدد التأكيد على أنّ غالبيّة كتل المعارضة ستتوصل نهاية الأسبوع المقبل إلى تقديم مرشحها من بين الأسماء المتداولة، ما يدفع إلى الإسراع في مطالبة رئيس المجلس النيابي دعوة النواب إلى ساحة النجمة وإبقاء جلسات الإنتخاب مفتوحة إلى أن يتم انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.