صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

زيارة الحريري بيروت لم تحسم عودته للسياسة

بقلم : دنيز رحمة فخري - بدت الزيارة الثانية لرئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري إلى بيروت مختلفة عن الأولى، بعد تعليق عمله السياسي منذ 25 شهراً، فعودته المخصصة لإحياء ذكرى اغتيال والده، حملت تلك المرة رسائل عدة أراد فريقه السياسي تثبيتها للداخل والخارج أيضاً، أبرزها أن الحريري لا يزال على رغم غيابه هو الزعيم الوحيد المستقطب للطائفة السنية.

وشارك في إحياء الذكرى اليوم الأربعاء حشد “سني”، تخطى بعدده العام الماضي، وحضر من مناطق لبنانية، وخصوصاً من عكار في الشمال إلى الضريح في وسط بيروت، وترافقت الحركة الشعبية مع حراك للحريري من خلال استقبالات دبلوماسية وروحية بمنزله في بيت الوسط، لم يخل من رسائل سياسية، إذ خصص اللقاء الأول مع القادة السياسيين للمرشح الرئاسي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

ولم يتضمن جدول زيارات الحريري إلا السراي الكبير إذ اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “الحريري يزور بيته”، إضافة إلى زيارة متوقعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

ولم تحسم كل الرسائل التي رافقت عودته هذه المرة، مسألة تراجعه عن تعليق قراره السياسي. وأكدت مصادر مقربة منه لـ”اندبندنت عربية” أن عودة الحريري للبنان مرتبطة بشرطين، الأول تحقيق تسوية خارجية تعيد المنطقة إلى الاستقرار، والثاني إنجاز تسوية داخلية، بالتالي فإن عودته للعمل السياسي تبقى مستبعدة قبل تحقيق هذين الشرطين. ورأى بعضهم أن زيارة الحريري هذا العام شكلت نوعاً من “إعلان نوايا” بالعودة عن قرار تعليق المشاركة في العمل السياسي، أما التوقيت فمرتبط بالحل النهائي لحرب غزة وانسحابه على الملف اللبناني.

الرسائل المشفرة لحملة “المستقبل”

وكما العام الماضي التزم الحريري الصمت السياسي مكتفياً بكلام وجداني وجهه إلى جمهوره الذي حضر إلى الضريح وانتقل من هناك إلى بيت الوسط حيث منزل الحريري، فأوحى رئيس تيار “المستقبل” أن العودة عن تعليق العمل السياسي محتملة من دون تأكيدها عندما قال “كل شيء بوقته حلو”، وأضاف “قولوا للجميع أنكم عدتم إلى الساحة ومن دونكم ما في شيء ماشي بالبلد”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

لينتقل بعدها إلى منزله حيث خاطب من فوق الشرفة الحشود بكلمة مختصرة مكتوبة حملت رسائل بين سطورها وإن بدت خالية من أي مضمون سياسي. وتحدث الحريري عن مزايا والده بالقول “استشهد لأنه كان وطنياً ومعتدلاً ولأنه كان يحمل مشروع النهوض بالبلد”. وشكر الحريري كل من توافد إلى الضريح وإلى منزله وكل الطوائف والمعزين وتوجه إلى مناصريه قائلاً “أينما كنت باق إلى جانبكم ومعكم”.

وفي كلمة خلال لقائه وفدا من “تيار المستقبل”، قال سعد الحريري إن “كثرا تآمروا علينا”، مضيفاً “نمر بمرحلة صعبة وتعليق العمل السياسي كان البعض ضده لكنني اكتشفت أنه كان صائباً”، وتابع “التحديات كثيرة ودول كثيرة تصفر مشكلاتها بين بعضها ويجب أن نستثمر علاقاتنا العربية”.

وكان كثيرون اعتبروا أن الرسائل التي أطلقها تيار “المستقبل” هذا العام في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري عبر حضور رئيس التيار سعد الحريري، من خلال حملة إعلامية وشعبية، شكلت اختباراً لشعبيته وهدفت لحتمية عودته للعمل السياسي ولو بعد حين. وركزت رسائل التيار الأزرق على أن السنة من دون سعد الحريري غير قادرين على التوحد أو التأثير وأن لا أحد غيره يصلح لقيادتهم ولتمثيلهم، وأن معارضيه فشلوا في تشكيل البديل وأن سعد الحريري كان السباق في ربط النزاع مع “حزب الله” وإيران في لبنان.

وذكرت مصادر مقربة من بيت الوسط أن الحريري أبلغ فريق عمله بأنه سيغادر ولن يبقى في البلد، وكان كلام نائب رئيس مجلس النواب السابق أيلي الفرزلي من بيت الوسط الأكثر تعبيراً عن عدم تأكيد عودة الحريري في المدى المنظور، إذ أكد أن العودة حتمية لكن باستنتاج شخصي. الفرزلي قال “السؤال الذي طالما يتردد على ألسنة اللبنانيين جميعاً: هل هناك عودة للرئيس الحريري لممارسة العمل السياسي اليومي كما اعتدناه في لبنان بعد قرار العزوف عن المشاركة الذي اتخذ؟ أنا أسارع لأقول بعد هذه الجلسة، وبالاستنتاج، أكرر بالاستنتاج، أن هذه العودة التي تريدونها ابتدأت وانطلقت وهناك عودة حتمية، وأنا أقول ذلك على المستوى الشخصي من دون أية كلمة تلزم أي طرف بهذا الكلام”.

لقاءات الحريري ذات دلالات

شكل بيت الوسط وجهة لافتة في الأيام الأولى من وصول الحريري إلى بيروت، لعدد من السفراء ومن بينهم سفراء أميركا وفرنسا وقبرص ومصر وروسيا، لكن الغياب الأبرز كان للسفير السعودي وليد البخاري. وحمل سفير روسيا في لبنان ألكسندر روداكوف إلى الحريري دعوة إلى زيارة موسكو وأعلن ترحيب بلاده بأية زيارة للرئيس الحريري إليها، فيما ذكرت مصادر مقربة منه أن هذه الدعوة قديمة والحريري ينتظر الوقت المناسب لتلبيتها، وحملت الدعوة الروسية رسالة غير مباشرة بأن روسيا مستعدة للعب دور في إيجاد حل للبنان لكن مع سعد الحريري.

وشملت استقبالات الحريري في منزله حلفاء جدداً وقدامى، فيما برز لقاؤه مع مرشح الثنائي “أمل- حزب الله” سليمان فرنجية ونجله النائب طوني فرنجية، ووضعه مقربون منه في إطار الزيارة العائلية نظراً إلى العلاقة الشخصية التي تربط الحريري بفرنجية، خصوصاً أن الحريري كان أول من رشح فرنجية إلى رئاسة الجمهورية قبل تبنيه لاحقاً ترشيح الرئيس السابق ميشال عون.

كذلك كانت هناك زيارة لافتة لعضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون من مقلب “التيار الوطني الحر” خصم الحريري اللدود، وكانت زيارة شخصية كما أعلن النائب في التيار الحر بعد اللقاء، نافيا أن يكون مكلفاً من النائب جبران باسيل بأية وساطة لكنه قال” ما يهمني أن أقوله إنني اليوم أضع وزني في هذه العلاقة في خدمة تقريب العلاقات بين الفريقين والجمهورين”.

وزار بيت الوسط أيضاً معزياً وفد من حزب الكتائب برئاسة النائب نديم الجميل الذي أعلن أن الوفد ناقش بالعمق مع الحريري كما يناقش مع الأفرقاء السياديين محاولة إيجاد حل لما يجري في البلد، ولم يغب حزب “القوات اللبنانية” كعادته عن مناسبة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعلى رغم تراجع العلاقة بين الحريري والحزب في عهد الرئيس ميشال عون وانقطاع التواصل بين الحريري ورئيس الحزب سمير جعجع، زار وفد نيابي يترأسه نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان الضريح وانتقل إلى بيت الوسط مقدماً التعازي للحريري. وأوضح عدوان لـ”اندبندنت عربية” أن القوات اللبنانية بقيت على قناعتها ثابتة في تطلعها لعملية استشهاد الرئيس رفيق الحريري على رغم كل محاولات بعضهم لإقحامهم في الحسابات السياسية. وأضاف “هذه الذكرى ستدفعنا للقول إنه عندما يريد اللبنانيون أن يكونوا أحراراً يجب أن يكونوا يداً واحدة، وأمل استعادة الدولة والبلد موجود”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading