وروت ميساء الناشطة في الحقلين الثقافي والاجتماعي في صيدا، ما حصل معها، قائلة “كنت برفقة زوجي على شاطئ المسبح الشعبي، وإذ بشيخ يقترب منا برفقة شخصين آخرين ويطلب منا المغادرة، بحجة أنني أرتدي لباساً لا يليق بي كامرأة ويتناقض مع عادات وتقاليد مدينة صيدا”. وأضافت “طلبوا منا المغادرة بعد عشر دقائق، بنبرة عالية فيها تهديد، فاعترض زوجي، وتوجّه إلى الشيخ قائلًا “مين ما بدك تحكي إحكي.. آخر همّي…”، إلا أن الشيخ عاد ومعه أكثر من 15 شاباً بعد انقضاء المهلة، وتحلقوا حول ميساء وزوجها وبدأوا برمي عبوات ماء مملوءة رملًا بوجهيهما. ونقلت عن الشيخ قوله “نحن متواجدون هنا للنهي عن المنكر”، وختمت أنها غادرت وزوجها المكان من أجل سلامتهما.
وقد لقي هذا التصرف استغراباً من قبل العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد البعض أن الدستور اللبناني يكفل الحرية الشخصية، واستهجنوا كيف يتم مثل هذا القمع والتعصب في صيدا في حين بدأت دول عربية تشهد تطوراً سريعاً على الصعد كافة. كما عبّر البعض عن رفضهم هذا الحادثة بقولهم “لسنا إخونجية ولا في إيران”.
وتعليقاً على الحادثة، قال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي “ليس دور البلدية أن تمنع أو تسمح لأحد بالسباحة على الشاطئ العام”، وأكد أن “للجميع الحرية الشخصية بارتداء ما يريدون ارتداءه، لكن في الوقت نفسه، تختلف اعتبارات وثقافات مدينة ومنطقة عن أخرى، وأنا كرئيس بلدية لا يمكنني أن أمنع أحداً من السباحة وإذا تعرض لها أحد نرسل له الشرطة”.
أما حزب الكتائب فأعلن أنه “تابع بقلق الاعتداء الذي حصل على مواطنة لبنانية وزوجها على أحد شواطئ صيدا بسبب ارتداء ملابس السباحة”، وأكد في بيان “هذا تصرف غريب عن المنطقة ويدخل في إطار تغيير وجه لبنان وإعادته إلى عصور قاتمة يرفضها أهله وثقافته”، وطالب “السلطات المعنية بمحاسبة الفاعلين والسهر على منع تكرار مثل هذه الحوادث بكل الوسائل المتاحة”.
