صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

“دبلوماسية الظل”.. بديل واشنطن وطهران عن إحياء الاتفاق النووي

تعكس “دبلوماسية الظل” بين الولايات المتحدة وإيران عبر وسطاء “تفاهماً” من كلا الجانبين على أن الإحياء الكامل للاتفاق النووي الإيراني، ضرب من “المستحيل السياسي”، وفق “بلومبرغ”. 

وتنخرط واشنطن وطهران في جهود موسعة “غير معلنة إلى حد كبير” للتوصل إلى اتفاقيات، بدءاً من تبادل السجناء، ومروراً بعائدات النفط وصولاً إلى القدرات النووية، فيما تتجنبان الاتفاقيات التي يمكن أن تثير رفضاً قوياً من معارضي كلا الطرفين، بحسب الوكالة الأميركية.

وأشارت “بلومبرغ” إلى توصل الولايات المتحدة وإيران إلى “تفاهم” بشأن احتمالية تبادل السجناء، وتحويل 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني المحتجزة في كوريا الجنوبية، لافتة إلى إصرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على أن هذه التطورات “ليست ذات صلة”.

وفي الوقت نفسه، بلغت مبيعات النفط الإيراني للصين في الوقت الحالي “معدلات تفوق ما كانت عليه طوال عقد كامل”، فضلاً عن وجود “محادثات بشأن الحد من تخصيب اليورانيوم”، والذي يمثل أولوية قصوى للولايات المتحدة. 

“دبلوماسية الظل”

وذكرت الوكالة أن “دبلوماسية الظل” التي تتم بين الولايات المتحدة وإيران عبر وسطاء، بينهم قطر وسلطنة عمان، تعكس “تفاهماً” من كلا الجانبين على أن الإحياء الكامل للاتفاق النووي الإيراني، هو “ضرب من المستحيل السياسي”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ووصف مسؤولون في الإدارة الأميركية، وخبراء للوكالة هذه الدبلوماسية بأنها “خطيرة للغاية”.

وأوضحت “بلومبرغ” أنه “بالنسبة للولايات المتحدة يتعلق الأمر بالحد من خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط على خلفية المكاسب النووية الإيرانية، وفي الوقت نفسه تأمين إطلاق سراح رهائن أميركيين والمحافظة على بقاء أسعار النفط منخفضة”.

وعلى الجانب الآخر تسعى إيران بشدة من أجل إحياء اقتصادها المحتضر.

في هذا السياق، قالت مديرة برنامج حوارات حسم الصراعات والمسار الثاني التابع لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، راندا سليم لـ “بلومبرغ” إن “كلا من الرئيس بايدن والإيرانيين لن يكونا مستعدين لحسم صفقة أكبر في هذه المرحلة”، مضيفة أن “هذا هو الممكن سياسياً الآن لكلتا الدولتين، ولنرى ما إذا كان بإمكانهم البناء عليه”

مخزون اليورانيوم

وتوقعت “بلومبرغ” إجراء القياس التالي لمصداقية إيران بحلول سبتمبر المقبل، مع إبلاغ مراقبي وكالة الطاقة الذرية الدبلوماسيين بالتغييرات في المخزون النووي الإيراني، مشيرة إلى رغبة المراقبين الغربيين في رؤية ما إذا كانت إيران خففت من تكديسها لليورانيوم عالي التخصيب.

وكانت طهران تضيف أكثر من 9 كيلوجرامات بقليل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى مخزوناتها في المتوسط خلال الفترة بين شهري فبراير ومايو الماضيين، لكن صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلت عن أشخاص مطلعين قولهم إن طهران أبطأت بدرجة كبيرة وتيرة تكوين مخزونها، وخففت بعض مخزونها.

وسيعقب تقرير التفتيش اجتماعاً مهماً للوكالة في فيينا، يحضره مسؤولون رفيعون من إيران والولايات المتحدة.

وقد تستمر الاتصالات غير الرسمية على هامش الاجتماع السنوي للوكالة، الذي سيعقد في 25 سبتمبر، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ” عن مبعوث أوروبي ساعد في التوسط خلال اتصالات سابقة بين طهران وواشنطن.

ولفتت الوكالة الإخبارية إلى أن “المسؤولين الأميركيين رفضوا طوال الوقت تفصيل نطاق محادثاتهم مع إيران، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة”.

“الإشارات واضحة”

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين للصحافيين، الثلاثاء الماضي، إن “شيئاً من نهجنا العام تجاه إيران لم يتغير”، مضيفاً: “إننا نواصل اتباع استراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية”.

واعتبرت “بلومبرغ”، أن “الإشارات واضحة، سواء كان المسؤولون الأميركيون مستعدين للإقرار بها علنا من عدمه”.

وأوضحت الشبكة الأميركية: “الأسبوع الماضي أعلنت إيران أنها قامت بنقل 4 مواطنين أميركيين من السجن، ووضعتهم قيد الإقامة الجبرية. وسيتم إطلاق سراحهم في نفس الوقت الذي تطلق فيه الولايات المتحدة سراح بعض الإيرانيين، وتسمح لكوريا الجنوبية بإعادة 6 مليارات دولار من الأصول المجمدة إلى طهران لاستخدامها في الأدوية والسلع الإنسانية”.

طفرة في مبيعات النفط

وتابعت “بلومبرغ” أن ذلك يتزامن مع طفرة في مبيعات النفط الإيراني، إذ قالت شركة “كبلر” لمعلومات البيانات إن واردات طهران من النفط الخاضع للعقوبات بلغت الآن أعلى مستوياتها في 10 سنوات على الأقل، رغم تأكيد المسؤولون الأميركيون أن موقفهم من العقوبات “لم يتغير”.

ورأت “بلومبرغ” أن تضييق الخناق على المبيعات لا يمثل أولوية قصوى في ضوء ما تبذله الولايات المتحدة من جهود للإبقاء على أسعار النفط منخفضة في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، وجهود السعودية لتقليل الإمدادات.

وقالت رئيسة وحدة استراتيجية السلع العالمية في شركة RBC Capital MarketsK ، حليمة كروفت، لـ”بلومبرغ”: “طالما أن هذه ليست اتفاقية دبلوماسية رسمية، فإننا لا نتوقع صدور أي إعلان بصدد تخفيف العقوبات”.

وتوقعت كروفت “تسريع وتيرة اتجاه تطبيق الحد الأدنى من العقوبات لتمكين البراميل الإيرانية من الوصول إلى الأسواق الآسيوية”.

واتهم المنتقدون إدارة بايدن بمحاولة الالتفاف على إشراف الكونجرس، ضمن جهود الإدارة لإبرام صفقة لإطلاق سراح السجناء الأميركيين، وربما التوصل إلى اتفاق نووي محدود. وأكدوا أن “هناك أيضاً مخاطر مصاحبة”.

مخاوف متبادلة

ونددت الولايات المتحدة مراراً بالدعم الذي تقدمه إيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا من خلال إمدادها بطائرات مسيرة وأسلحة أخرى، واتهمتها بشن حملة قمع موسعة ضد حقوق المرأة، بجانب العنف في قمع الاحتجاجات. 

أما بالنسبة لإيران، فإن الدخول في صفقة جديدة من شأنه تأجيج الانتقادات التي تتهمها بإعادة إنتاج نفس الأخطاء التي ارتكبتها من قبل عندما أولت الولايات المتحدة ثقتها في المفاوضات الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 (الاتفاق النووي)، والتي قيدت برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، حتى انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منه في عام 2018. 

اتفاق مرحلي

في هذا السياق، قال بهنام بن تالبلو، الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والتي تعد معارضاً صريحاً للدبلوماسية الحالية، لـ “بلومبرغ”: “يبدو أن هدف إدارة بايدن يتمثل في إدارة المشكلة الإيرانية وليس حلها”.

وأضاف أن “الإجراءات والخطوات النصفية لنزع فتيل الأزمة هو اسم اللعبة”.

وذكرت إدارة بايدن مراراً أن ملف المحتجزين والملف النووي لا يمتان إلى بعضهما بصلة، فيما قال مراقبون خارجيون إن الإفراج عن معتقلين أميركيين تم احتجازهم دون وجه حق، يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه أمام إبرام اتفاق مرحلي أو محدود بشأن البرنامج النووي الإيراني.

لكن المسؤولين في الإدارة الأميركية أوضحوا بجلاء أنهم يتعاملون مع الملف النووي الإيراني باعتباره “تهديداً وجودياً”. 

من جانبه، قال مدير برنامج الشرق الأوسط التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، لـ “بلومبرغ” إن “جزءاً من ردع الأشخاص يتمثل في أنهم إذا قاموا بأعمال سيئة، فإن نتائج سيئة ستترتب على ذلك، وإذا فعلوا الأشياء التي تريدها، فيجب أن يضمنوا أن أشياء جيدة ستترتب على ذلك أيضاً. أما إذا كان كل ما يمكنهم تحصيله هو الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم، فلا يوجد سبب يدعوهم إلى الامتثال”.

وبعد الفشل في إحياء الاتفاق عبر المحادثات غير المباشرة التي توقفت منذ سبتمبر الماضي في فيينا، اجتمع مسؤولون إيرانيون وغربيون بشكل متكرر خلال الأسابيع الماضية، لتحديد الخطوات التي من شأنها الحد من العمل النووي الإيراني سريع التقدم.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading