كشف رئيس المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات الخبير في الشؤون الحربية العميد الركن المتقاعد خالد حمادة خطورة ودقة العملية الأمنية التي أدت إلى اغتيال مهندس عملية طوفان الأقصى صالح العاروري بمسيرة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال حمادة في تصريحات لـ«عكاظ»: «إن الخرق الذي حصل هو جزء من العمليات الاستخباراتية، فلا يتم توجيه مسيرة إلى مدينة ما لاغتيال شخصية مهمة دون أن يكون هناك تقاطعات مهمة تؤكد صوابية المعلومات أو على الظروف المؤاتية للاغتيال، موضحاً أن عملية الاغتيال ربما عملية سيبرانية بحتة، وليس بالضرورة أن نعتمد دائماً على النظرية التقليدية أن هناك عميلا مأجورا ساهم في تسهيل العملية، فمع تطور أنظمة الاتصال والمراقبة والتجسس فيمكن لأي شخصية ارتكبت هفوة بسيطة على صعيد التدابير الأمنية المتخذة وهذا ما يؤدي إلى حدوث الاغتيال».
وأضاف: «بالنسبة لعملية اغتيال العاروري، فإن المعارك التي تخوضها تحت عنوان طوفان الأقصى دفع بالاستخبارات الإسرائيلية للبحث عن طريقة أخرى تسجل من خلالها إنجازا لها بعد تعثرها الميداني في غزة، خصوصاً أن شخصية كالعاروري هي خاضعة للمراقبة».
وعن احتمال إعلان الحرب بعد هذه العملية قال حمادة: «إنه لا يمكن بناء موقف واضح في هذه اللحظة من إمكانية فتح حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل بفعل عملية الاغتيال التي وقعت في الضاحية الجنوبية، معتبرا أن القرارات لا تتخذ في الضاحية الجنوبية وإنما من خارج الحدود، وكذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل فإن قرار الحرب لا يتخذ في تل أبيب بل في واشنطن».
واعتبر أن تهديد حسن نصرالله بالحرب في خطاب سابق لا يعدو كونه كلاما منبريا طالما لم تكتمل عناصر الحرب، وبالتالي يجب أن ننتظر، فالتهديد لا يعني أن لدى نصر الله القدرة على اتخاذ قرار حرب كاملة، وكلام القناة العبرية أنها وضعت الكرة في ملعب نصر الله، فهذا يعني أن هناك حسابات أخرى أبعد من حدود الضاحية الجنوبية، خصوصاً أن هناك أكثر من استدعاء للدخول في الحرب.