تداولت صفحات التواصل الاجتماعي بكثافة أخبارا حول رفض المطربة اللبنانية فيروز دعوة هيئة الترفيه السعودية لإحياء حفل غنائي بالمملكة، ورغم عدم وجود أي مصدر يؤكد هذا الخبر، إلا أنه تحول إلى جدل سياسي بشأن دوافع الرفض مع استغلاله سياسيا لترويج مواقف سياسية أو مهاجمة السعودية خصوصا من قبل وسائل الإعلام الموالية لإيران والتي هللت للخبر وكأنه انتصار.
وتصدر رفض فيروز الغناء بالمملكة الترند، وشاركت مئات الصفحات العامة والخاصة الخبر للتعليق عليه بين ترحيب برفضها وحفاوة بموقفها وبين انتقادات أخرى، ولم يُذكر متى حدث هذا الرفض، بل اكتفت هذه الصفحات بترديد رواية إعلامي لبناني يتحدث في برنامجه على قناة الميادين الموالية لإيران، وجاء فيه أن هناك تجاهلا من الإعلام والصحف العربية لخبر رفض فيروز الذهاب إلى السعودية للغناء بدعوة من المستشار تركي آل شيخ، وأن هناك مجلة فرنسية كتبت عن الموضوع ولم يذكر اسمها.
ثم أبدى المذيع تأييده لقرار فيروز، وقال “المرأة التراث والذاكرة والهوية.. اعتذرت بكل أدب عن عدم قبول عرض مغرٍ للغناء في السعودية بالتوقيت وبالشكل الذي تختاره، وأخبرتهم أنها إذا بدها تغني سوف تغني بلبنان”، وانتشرت الروايات المتعددة بين رواد مواقع التواصل، وذلك رغم أن المطربة اللبنانية لم تُحْيِ أي حفلة منذ سنوات طويلة ولم تظهر في وسائل الإعلام.
أرزة لبنان الشامخ رفضت الفنانة اللبنانية فيروز عرضا مغريا للغناء في السعودية بدعوة من رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ. هكذا يبقى الكبار عظماء.
وانتشرت تكهنات حول أسباب الرفض المزعوم، حيث ربط البعض رفض فيروز بموقفها من بعض الأحداث في المنطقة، فيما رجّح البعض أن فيروز لم تُرضِها شروط العرض، مثل مكان الحفل أو طريقة تنظيمه. واعتبر البعض أن فيروز ترفض بشكل عام المشاركة في أي فعاليات نظرا لحالتها الصحية:
وتناقل البعض خبرا يقول إن الرفض يعود لدعوة فيروز إلى السعودية إلى مطلع عام 2023، حيث ترددت أخبار عن دعوات وإلحاح من هيئة الترفيه لإحياء حفل خاص للسيدة فيروز، ولكن وفقا لمجلة الجرس اللبنانية كانت الاعتذارات تتوالى في كل المرات التي يتكرر فيها الطلب. بينما تداول الكثيرون أنّ فيروز لم ترفض العرض بإرادتها، إنّما بسبب دعوى مرفوعة ضدّها منذ سنوات من قبل عائلة الرحباني تمنعها من الغناء. لكن لم يصدر أي تصريح رسمي حتى الآن من طرف النجمة اللّبنانيّة أو ابنتها ريما، ولا من الجانب السعودي.
وأثار الرفض المزعوم لفيروز جدلاً واسعاً في الساحة الفنية العربية، خاصةً في ظلّ سعي المملكة لجذب كبار الفنانين لإحياء فعاليات ثقافية وفنية. وقد عبّر الكثير من محبي فيروز عن احترامهم لقرارها، معتبرين أنه نابع من قناعاتها الراسخة بينما تمنى البعض لو تغيّر موقفها قائلين إنه خسارة للساحة الفنية السعودية. مع أن الخبر نفسه لا يزال محاطاً بالكثير من التكهنات، ولم يتمّ التأكد من صحته بشكل قاطع. واتخذ البعض موقفاً حيادياً مؤكدين حق فيروز في اختيار ما يناسبها، بينما لا يزال رفض فيروز للغناء في السعودية محاطاً بالكثير من التكهنات، ولم يتمّ التأكد من الأسباب بشكل قاطع.
ومنذ 12 عاما، لم تشارك فيروز في أي حفلة في لبنان أو خارجه. في ذلك الوقت قدمت فيروز أربع حفلات على مسرح “بلاتيا” في جونيه في ساحل كسروان اللبناني.
ورغم أن البرنامج ضم في ذلك الوقت 4 حفلات للفنانة فيروز، إلا أن إقبال الجمهور دفع المنظمين لمحاولة تنظيم حفل خامس، وغنت فيروز بالفعل على مدى ثلاثة أسابيع، أيام 9 و10 و16 و17 سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
ويجتهد الكثيرون في تفسير ابتعاد فيروز عن الحفلات الغنائية منذ ذلك الظهور الأخير لها، بين من يرجع اعتزالها الغناء على المسرح إلى التقدم في السن ورغبتها في الاحتفاظ بصورتها عند جمهورها، ومن يرى أنها اعتزلت بسبب انقسام داخل العائلة الرحبانية، عقب خلاف على الحقوق الفنية للورثة، تزامن مع إعادة تقديم مسرحية “صح النوم”، وهناك من يعتقد أن السبب رغبتها في البعد عن الانقسامات السياسية.
وكان آخر ألبومات فيروز “ببالي”، الذي صدر عام 2017، وضم عددا من الأغنيات المعربة والمنقولة من ألحان غربية، ولم يلق هذا الألبوم ترحيبا كبيرا، بسب ترجمة الأغاني وغياب زياد الرحباني عن المشروع.
وكانت السعودية قد واجهت انتقادات واسعة بسبب الحفلات الفنية، شن على إثرها رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، هجوما لاذعا على من وصفهم بـ”مستغلي اسمه واسم موسم الرياض كشماعة لتحويل الأنظار عن حدث آخر أو وضع آخر” قائلًا “لم أر كرة القدم توقفت مثلا وأيّ وظيفة حرة وشريفة وأيّ وظيفة سياحية أيضًا.” معتبرا أن الوضع أصبح “مكشوفا تماما”.
واستنكر تركي آل الشيخ، في منشور له على منصة فيسبوك، قبل أن يتم حذفه لاحقا، المطالبة بإيقاف “موسم الرياض”، موضحا أنه “خلال حرب 1967 عندما تم احتلال دول عربية لم يتوقف أيّ شيء، وعند حرب لبنان لم يتوقف أيّ شيء وعندما حاربت بلدي 7 سنوات (في إشارة للحملة العسكرية السعودية على اليمن) لم يتوقف فيها شيء ودم السعودي أغلى لديّ من أي شيء”. رافضا مزايدة من أسماهم بالتافهين، وأنهى منشوره بالتأكيد على انشغاله في تطوير بلده ونهضتها حسب تعبيره.