صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

أولوية حزب الله الرئيسية هي البقاء وليس النصر .. حرب غزة تختبر قدرة حزب الله الإستراتيجية

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في الخامس والعشرين من فبراير أن إسرائيل “ستواصل مهاجمة لبنان بغض النظر عما يحدث في غزة”، وبالفعل فإن الضربات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله مستمرة.

ورغم أن حزب الله احتفل ببعض النجاحات العسكرية على مدى الأشهر الأربعة الماضية، إلا أن الحرب في غزة تختبر قدراته الإستراتيجية.

وتقول الباحثة لينا الخطيب وهي زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير نشرة معهد تشاتم هاوس إنه على الرغم من كونه المحرض على القتال، إلا أن أولوية حزب الله الرئيسية هي البقاء وليس النصر.

وعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية، حاول حزب الله الموازنة بين الحفاظ على مصداقيته كلاعب رئيسي في “محور المقاومة” المدعوم من إيران والابتعاد عن التصعيد مع إسرائيل. ويرجع هذا إلى أن حزب الله يدرك أن الرغبة في خوض حرب شاملة بين أنصاره ضئيلة، وأيضا لأن مثل هذه الحرب من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إيذاء إيران وليس خدمتها.

ويعني أي امتداد خطير للحرب إلى لبنان أن إسرائيل تقاتل على جبهتين، وهو ما قد يستلزم بدوره تدخل الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل. وهذا من شأنه أن يجعل إيران نفسها أقرب إلى الحرب، وهو أمر تحرص طهران على تجنبه.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وقد حاولت إسرائيل أيضا تجنب مثل هذا السيناريو، على الرغم من خطابها التهديدي.

واستهدفت غالبية هجماتها على لبنان منذ أكتوبر بعناية مواقع حزب الله وأفراده، مما كشف عن ضعف جهاز حزب الله العسكري والأمني.

ومع ذلك، قامت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بتوسيع نطاق هجماتها في لبنان. وبالإضافة إلى توسيع المنطقة الجغرافية للضربات في جنوب لبنان، وضربتها المستهدفة التي أدت إلى مقتل مسؤول في حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، هاجمت إسرائيل مواقع حزب الله في بعلبك في وادي البقاع في شرق لبنان للمرة الأولى في وقت سابق الأسبوع الماضي.

وجاء هذا الهجوم بعد وقت قصير على شكوى الحكومة السورية إلى لبنان بشأن أبراج المراقبة المقامة على الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا. وزعمت الشكوى أن أبراج المراقبة، التي أنشأتها المملكة المتحدة في عام 2014 لمساعدة الجيش اللبناني على مكافحة التهريب، كانت تستخدم للمراقبة من قبل “طرف ثالث”، أي إسرائيل.

وتشير الشكوى بشأن أبراج المراقبة إلى قلق داخل سوريا – حيث يقاتل حزب الله دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2011 – من امتداد الاستخبارات الإسرائيلية إلى جميع المناطق التي يعمل فيها حزب الله، سواء داخل لبنان أو خارجه.

وإلى جانب النجاح العسكري الذي حققه في بعض الأحيان، مثل إسقاط طائرة إسرائيلية بدون طيار مؤخرا، كان رد فعل حزب الله على الحملة العدوانية المتزايدة التي تشنها إسرائيل في لبنان من خلال تصعيد خطابه.

وفي خطابه الأخير في السادس عشر من فبراير، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إسرائيل من أنها “ستدفع دما” لهجماتها على المدنيين اللبنانيين.

وقد يتغير الوضع: فقد حققت إسرائيل أهدافا عسكرية كبيرة في غزة، فدمرت أغلب القواعد العسكرية التابعة لحماس، وأصبحت احتمالات وقف القتال أعظم.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يأمل أن يتم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار. وإذا امتد ذلك إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، فإن إسرائيل لن تواجه بعد الآن حربا على جبهتين، الأمر الذي يسمح لها بتحويل اهتمامها ومواردها الكاملة نحو مواجهة حزب الله.

وقد يزيد حزب الله أيضا من أعماله الانتقامية ضد إسرائيل، ولكن عجزه عن حماية المدنيين في لبنان من الضربات الإسرائيلية سوف يكون بمثابة عائق أمام تصرفاته.

ويبدو حزب الله غير قادر على تعويض الأسر المدنية اللبنانية التي تضررت من العمليات الإسرائيلية المستمرة، وهذا يتناقض بشكل صارخ مع حملة التعويضات واسعة النطاق التي قام بها في أعقاب حربه مع إسرائيل في عام 2006.

وفي ذلك الوقت، كان حزب الله سريعا في طمأنة أنصاره بأنه ستتم إعادة بناء منازلهم المدمرة، وقد تم الوفاء بوعده إلى حد كبير، وذلك بفضل الدعم الإيراني والتمويل العربي الخليجي لإعادة الإعمار في الجنوب.

لكن قدرة حزب الله على تسخير التمويل لمؤيديه لم تعد كما كانت ذات يوم، في ظل الأزمة المالية التي يشهدها لبنان، ووقف المساعدات غير المشروطة من دول الخليج العربية للبلاد، وتشديد العقوبات الغربية على الشبكات المالية الدولية لحزب الله وإيران.

وفي الوقت الراهن، وفي ظل عدم رغبة إيران في الانجرار إلى حرب غزة، وعدم اليقين الذي يكتنف التأييد الداخلي لها، فإن يدي حزب الله مكبلتان، على الرغم من ترسانته الضخمة والهجوم الإسرائيلي الذي من المتوقع أن يتسع نطاقه.

وبدلا من ذلك، يركز حزب الله جهوده على محاولة النجاة من الأزمة الحالية، دون محاولة توجيه الأحداث لصالحه.

وتستخدم تل أبيب الحرب بالفعل للضغط على لبنان لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على انسحاب قوات حزب الله شمال نهر الليطاني. وطالما ظلت القدرة الإستراتيجية لحزب الله محدودة، فقد تبحث إسرائيل عن طرق أخرى لزيادة إضعاف الجماعة.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading